The problem of sustainable development emerged in today’s environmental crisis is mainly caused by the Western modernist model of consumption. The later fails to preserve the environment and keeps its promises for sustaining it. Their failure questions, in myriad of ways, the ethical dimensions of human attachment to their environment. The present paper aims at investigating the contribution of people’s ethical commitment in protecting the environment in creating the fair balance between the demands of present generations and the future generations. It attempts also to approach the question of sustainable development from applied philosophy and Islamic ethics perspectives. The study uses the analytical and descriptive method to deal with the problematic relationship between ethics and sustainable development. It concludes that the lack of the environmental ethics hinders establishing a sustainable development for our environment.

يَبرز مُسوِّغ طرح مشكلة التنمية المستدامة مُجدّداً، بالنظر إلى الأزمة البيئية التي تولَّدت عن النموذج الحداثي الاستهلاكي، الذي أخفَق في الحفاظ على البيئة بكل تجلّياتها؛ فلم يَعدْ يفي بوُعوده و لم يَعُد مستداما بالتالي. و مع استمرار وجود صعوبة التفعيل بين أهداف التنمية المُقرَّرة عالمياً، تظهر الحاجة إلى طرح دعوى مفادُها؛ أن إغفال الاهتمام بالإنسان في بُعده الأخلاقي خاصّة هو مَظنّة الإخفاق. لأن تحديات التنمية أولا هي تحديات بشرية بأبعاد أخلاقية؛ مما يَستوجب افتراض دافع قَيمي يَبعث على الالتزام الأخلاقي، لضمان تحقيق توازن عادل بين متطلبات الأجيال الحاضرة دون المساس بحق الأجيال القادمة. فما المسوّغ الذي يجعل من تحديات التنمية تأخذ طبيعة أخلاقية بالأساس ؟ و هل يُمكن للنّموذج الأخلاقي الإسلامي التوحيدي من سَد مَسد النموذج الأخلاقي الغربي ؟ نَتبنَّى في دراستنا المنهج الوصفي و التحليلي، و المقارن عند الاقتضاء. أما هدف الدراسة، فهو التنبيه إلى العلاقة بين الأخلاق و التنمية المستدامة ؛ من خلال المساهمة في فتح الدراسات الفلسفية على الدراسات التّطبيقية من جهة، و توجيه الدراسات الإسلامية إلى الإشكاليات العملية من جهة أخرى. و تَظهر أصالة البحث في محاولة معالجة موضوع التنمية المستدامة من زاوية فلسفية بقراءة أخلاقية و رؤية إسلامية؛ و ذلك من خلال إبراز فلسفة الإسلام الأخلاقية و استمداد نظريته القَيمية برؤية و آلية مقاصدية. تَخلُص دراستنا النظرية التوثيقية إلى أن تحديات التنمية ذات طبيعة أخلاقية؛ بناءً على مسلّمة أخلاقية الإنسان، و إلى وجود علاقة بين الاستدامة و الأخلاق؛ فكل ما ليس أخلاقياً ليس مستداماً. فالأزمة البيئية التي يَشهدها العالم مَردُّها غياب البُعد الأخلاقي.