ألو الدكتور سيف السويدي هل تسمعني؟
6/1/2020 القراءات: 4220
ألو الدكتور سويف السويدي هل تسمعني؟
حينما اتصل بي الدكتور سيف السويدي منذ أربع سنوات أو يزيد ، كنت أعتقد أنه شخص عادي مثل بعض الأشخاص الذين يقومون بالتسويق والترويج لمشاريعهم فقط من أجل الشهرة ، وعادة ما التزم الحيطة والحذر في مثل هذه المحطات ولعل هذا مرده إلى كتاب طالعته منذ عقود اسمه المتلاعبون بالعقول، فخشيت أن أكون على حد تعبير الكاتب آنذاك ، إن التلاعب بالرموز بمارس بمهارة فائقة، لذلك بقيت خائفا أترقب، وبدأت أتساءل كيف حصل الأستاذ الدكتور سويف السويدي على اسمي؟ هل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي؟ ، أو المدارس التي تلقينا بها تدريبا في عالم التنمية البشرية؟ ـ أومن خلال المواقع الجامعية؟ ، المهم أن الأسئلة تواردت تباعا؟ ولم أجد لها إلا وسيلة بسيطة، فالدعوة تستحق الاهتمام خاصة أنها تتعلق بالحرف العربي، الذي نكن له نحن في الجزائر كل القداسة والاحترام، لدرجة أننا إذا وجدنا شيئا مكتوبا بالعربية ملقى في الشارع؛ فإننا نُقَّبِلُه كما نُقَّبِلُ الخبز ونضعه جانبا- شكرا للنعمة- و أظن أن بعضا من تلك العادات قد ولى عهدها.
المهم، إن الحيرة اعتلتني، وقد أخبرت زملائي ممن هم معي في قسم الماجستير آنذاك بالفكرة ولعلهم لم يعيروا الأمر أي اهتمام، وكنت أمازح نفسي و أجري اتصالا هاتفيا في الخيال والأحلام متصلا بالدكتور سيف:
ألو الدكتور سيف السويدي هل تسمعني معك الباحث رقيق قادة من الجزائر،
ما هو المطلوب مني تحديدا ؟
وهل المشروع له رؤية و رسالة ؟
.هل يمكن أن نلتقي وتحدد لي موعدا ؟... طبعا كنت أحلم ،
وكانت من بين الأحلام أن أشارك في منصة أريد وأتفاعل معها، وأن يكون لي اسما في سمائها، وأن تكون هذه المنصة، الجسر الذي يربط بيننا، والبيت الذي يجمعنا نحن الناطقين بالعربية، ونتبادل الخبرات وننمي المهارات،
وفعلا بدأت الدعوات وعبر سنوات، تكرارا ومرارا من الدكتور سيف وإخوانه، من الأساتذة الأفاضل؛ الذين لا نجد لهم في لحظة كتابة هذه السطور الممزوجة بالدموع؛ إلا الدعاء لرب الأرض والسماء، ولم نكن في مستوى التحدي المطلوب من جهتنا، لأسباب مختلفة ليس هذا أوان شرحها. ولكن مجرد سماعنا لنشاط منصة أريد بالجزائر، نسارع له، ويوم احتضنت جامعة العربي التبسي أحداث المنصة أتاه الطلبة من كل فج عميق،فأنا شخصيا انتقلت من أقصى الغرب إلى أقصى الشرق (أكثر من 15ساعة) وشاركت بمداخلة يومها.
لكن أفضل هذه السنوات هي هذه السنة (2020)؛ التي أتيح لنا فيها التواصل مع عدد كبير من العلماء، فمن السعادة أن يسمع المرء صوتا كصوت العلامة عبد الرحمن خلف،العالم والفقيه والمحدث والمحقق، و الدكتور سيف السويدي الرقم الصعب في معادلة الحياة، ومهندس التأثير، ومعاذ العثمان الجندي المجهول الذي يقف وراء الجدران لا يكل و لا يمل، يسبق الناس إذ فتحوا حواسبهم ويغادرون القاعة وهو باق يحل كل معضل ، والدكتور أحمد معد الحاكم المربي بنظرته قبل سبك مفردته، بحاله قبل مقاله، والدكتور جمال عناق الذي يعانق حبه المنصة في ماليزيا وينعكس جمالا في الجزائر الحبيبة، فتهون كل الصعاب ،والدكتور ياسر الطرشاني بحر العلوم الذي ييسر لنا كل بعيد ويدلنا على ما خفي
والدكتور يعقوب الذي يتعقبنا فلعل أحدنا أصابه غم وهم فيزيل عنه بمسحته وابتسامته ما أصابه، والدكتور محمد ذو الكفل الذي يكفل برعايته مواقعنا فيزدا د حماسنا، يدفعه من زين العابدين أساتذة يقوون به أظهرنا، والأستاذ الدكتور سلوان كمال العاني القامة العلمية الشامخة التي تزين منصة أريد فكلما رأيناها ازددنا شموخا وعطاء، ومعها كل الأسماء البارزة التي أضحت عملة نادرة سواء في المنصة أو المحافل والمؤتمرات وكل المواقع التي تشير من وهنا وهناك، ومنها موقع أبصر الذي بصرنا ببعض عيوبنا في البحث العلمي، والاستفادة من الدورات المتخصصة، في شهر رمضان المعظم
لقد قطعت بنا منصة أريد شوطا لا بأس به، وهي تسعى لإعداد الباحث وصناعة هويته صناعة ترتقي إلى مستوى العالمية، وأضحت بحق رقما صعبا في عصر الرقمنة، وقائدا مؤثرا، وصانعا للمستقبل، وفاعلا في حركة الحياة، وقد بدأت تترك بصماتها في دنيا الباحثين، إنها صنعة لها فنونها الخاصة ، تعلو فوق تيار الحياة، تزينها الخبرة المكتسبة، وتكون فيها المهارة واجبة، تستدعي النزول إلى أرض الواقع، بأفق حضاري شامل، نعم الأحلام والآمال هي نقطة البداية للإنجاز البشري، تكون عادة مدفوعة بالحماس لكن لا يوجد شيء اسمه حماس بدون أن يكون هناك هدفا.
فشكرا للملهم الدكتور سيف على اتصالكم، وغدا أخبرك بالباقي، بالمناسبة حديثنا غدا عنوانه:
منصة أريد معا نحو الهدف
السويدي ، أريد، الحلم ، الهدف، منصة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع