مدونة رحمة محمد عودة


الإدارة المدرسية.. رؤية وتجربة

د. رحمة محمد عودة | Rahma Ouda


10/7/2020 القراءات: 5249   الملف المرفق


تتناول الورقة الحالية وجهة نظر شخصية للإدارة المدرسية من زوايا مختلفة كما تحاول تقريب وجهات النظر بما يسهم في تطوير نظرة وظيفية للإدارة علها تكون بداية لجهود أكبر للتوفيق ومن ثم المساهمة في التطوير، وقد تناولت الورقة الأفكار التالية:
• الإدارة في نظر الآخرين:
 الإدارة في نظر الطلبة.
 الإدارة في نظر المعلمين.
 الإدارة في نظر المشرفين التربويين.
• الآخرون في نظر الإدارة:
 الطلبة في نظر الإدارة.
 المعلمون في نظر الإدارة.
 المشرفون في نظر الإدارة.
• الإشراف والإدارة وجهات نظر.
• الإدارة الواقع والمأمول.
• تجربة ذاتية مع الإدارة المدرسية
• حالة للدراسة.

تمهيد:
قبل عقود من الزمن _ عندما كنت طالبة في المرحلة الابتدائية _كنت أرى معلماتي ومديرة المدرسة فيراودني شعور بقدسية المكان والزمان والأفراد أحسب أن هؤلاء ليسوا من الأجناس البشرية التي يمكن لنا أن نخوض غمارها فنتعرف إليها كنت أراهم فأعتقد أنهم لا يأكلون ولا يشربون ولا ينامون إنما هم خلقوا كالملائكة هدفهم تربيتنا لنكون في المستقبل أشباه لهم، ومع تغير الزمان والمكان تبددت الأحلام وتبدلت الأدوار أصبحت معلمة وحاولت أن أمارس نفس الدور مع ما كان يحمل في ذاكرتي من القدسية مع تعديل في المشاعر تقربت إلى الطالبات لأشاركهن الأفراح والأتراح فوجدت أنني أحاول الجمع بين شتات الأزمان فلم يعد الطلبة ينظرون إلى المعلم بالقدسية التي كنت أحسبها كما أن الظروف السياسة والاقتصادية والاجتماعية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات عدلت أدوار الطلبة وانتقل الطلبة من ضيق الأفق إلى رحابة الواقع، بل لم يعد الطلبة _كما كنت يومًا_ يؤمنون بأن المعلم هو الذي يملك زمام الموقف هو المنظم والميسر والدافع، فمعلم اليوم في أحسن أحواله يعطى الطلبة مفاتيح ويعلموهم أي الأبواب يمكن أن تفتح هذه المفاتيح، مارست الدور بوسطية مقنعة قوبلت بالترحاب من قبل الطالبات والزملاء والإدارة المدرسية وجهات الإشراف حتى بت أشعر بالنشوة في كل لقاء درسي لي مع طالباتي.
ومع تقدم سنوات عملي بالتدريس ومدفوعة بهمة تطوير الذات والآخرين وحصولي على درجات عالية في التقديرات السنوية لأدائي إلى جانب حصولي على أعلى الدرجات الجامعية في التربية وفي مقدمة الأسباب جميعًا عبارات التقدير والثناء من طالباتي؛ باتت الرغبة في تعميم النشوة التي أشعر بها في عملي المدرسي تسيطر على، فتنازعت نفسي رغبات وقوى متنافرة؛ الرغبة في تعميم تجربتي في التدريس، والإصلاح الإداري الذي أحلم به وتطوير رؤية المعلمين لمهنة التدريس من جانب، وبقاء احتكاكي المباشر بالرياضيات والطالبات واستمرار التجربة الشخصية والمتعة الفردية الآنية من جانب آخر، وبالاستنارة بآراء وتجارب من سبقني في العمل بالتدريس وترقى في جميع المراحل قررت أن أخوض غمار التجربة وأصبحت واحدة من أحدث من انتقل إلى درجة أعلى في سلم الهرم الوظيفي وبين عشية وضحاها أصبحت مديرة مدرسة وكلي أمل أن أكون أحد أركان الإصلاح المدرسي ذلك الوعد المأمول في مدرستنا الفلسطينية، وأنا الآن أقارن بين حالتين؛ نظرة الإدارة للآخرين ونظرة الآخرين للإدارة، وأرجو ألا أتأثر بالقاعدة الشهيرة في علم النفس التي تنص على أن "التغيرات التي تحدث للفرد تجعله يعدل في اتجاهاته".


الإدارة المدرسية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع