التدخل الدولي لأغراض بيئية
د. عليوي فارس | Dr. Alioui Faris
5/31/2024 القراءات: 554
إن ما ورد في الفقرة الأولى من المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة حول مبدأ المساواة في السيادة بين جميع الدول أصبح محل نظر ، خاصة بعد تبلور العديد من المفاهيم الجديدة كمسألة التدخل الدولي لأغراض بيئية. فالدول المتقدمة أصبحت تضغط على الدول النامية باسم حماية البيئة لفرض سياسات معينة، لاسيما ما يتعلق منها ببعض القيود في استغلال الثروات الطبيعية و كذا قيود تنموية و أخرى تجارية. فتم انتقاد الإكتشافات الأخيرة التي قامت بها العديد من الدول لاستغلال البترول و الغاز في السنغال، موريطانيا و غويانا و غيرها، و هو ما جعل رئيس غويانا يصرح بقوله أن هذا العالم المنافق يريد أن يعطينا دروس ومحاضرات لحماية كوكب الأرض، و نسي أن غويانا تمتلك غابات بنفس مساحة اسكوتلندا و إنجلترا مجتمعة و التي دمرت البيئة بسبب ثورتها الصناعية، لقد أبقينا هذه الغابات حية ليتمتع بها العالم دون أن يدفع ثمنها و لا يرى قيمتها و أهميتها. و نذكر كذلك تصريحات الرئيس البرازيلي بولسونارو عند اندلاع الحرائق في غابات الأمازون في صيف 2019، بحيث رد على دعوة الرئيس الفرنسي لمناقشة هذه الحرائق على طاولة مجموعة السبع (G 7)، بقوله: "إقتراح الرئيس الفرنسي بأن تناقش قضايا الأمازون في مجموعة السبع بدون مشاركة دول المنطقة هو عقلية استعمارية غير ملائمة في القرن الحادي و العشرين". هذه الأمثلة توضح حجم الهوة الكبيرة بين دول الشمال و الجنوب في التعاطي مع مختلف المسائل الدولية ذات الإهتمام المشترك.
المساواة في السيادة، التدخل الدولي، حماية البيئة.
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع