مدونة ا.د.عبد المنعم محمد حسين حسانين


أزمة البحث التربوي في العالم العربي وليدة أزمات متراكمة ومتعددة

ا.د.عبد المنعم محمد حسين حسانين | Prof.dr.Abdelmonem Mohamed Hussien Hassaneen


11/17/2022 القراءات: 1604  


أزمة البحث التربوي في العالم العربي وليدة أزمات متراكمة ومتعددة
اعداد : أد. عبد المنعم محمد حسين ( كلية التربية – جامعة الوادي الجديد )
لعل كل من يتابع حركة البحث التربوي في العالم العربي يستشعر بالفعل تنامى مظاهر تعتبر مؤشرات خطيرة لتفاقم "أزمة البحث التربوي "خاصة كل من له صلة مباشرة ام غير مباشرة بتحكيم تلك البحوث سواء في مرحلة نشرها بمجلات علمية او اوعية نشر اخرى او في مرحلة تقدم الباحث بتلك البحوث للترقية وكذلك كل من شارك في مناقشة الرسائل العلمية في مرحلتي الماجستير او الدكتوراه .
ومن خلال ملاخاتي كأحد الراصدين لتلك المظاهر الدالة على تواجد " أزمة البحث التربوي "أكاد أجزم أن تلك الأزمة لم تولد من فراغ وانما هي ناتجة وبصورة مباشرة من تراكم العديد من الأزمات المتعددة التي أفرزت تلك الأزمة بل وأدت إلى تفاقمها ومن تلك الأزمات باختصار ما يلى :-
1- أزمة التسول العلمي (حيث يستسهل الباحث تحديد مشكلة بحثه من المشرف او من أي شخص آخر دون أن يكون موضوع بحثه من عندياته )
2- أزمة ثقة بين الباحثين والممارسين وصانعي القرار لعدم اقتناع منهم بأهمية البحث التربوي )
3- أزمة العرض والطلب: المعروض من البحوث التربوية كثير مما يضعف من قيمتها تبعا لقانون العرض والطلب خاصة إن الطلب عليها قليل نتيجة أزمة الثقة )
4- أزمة فكر(عدم فهم الباحث لطبيعة علوم التربية واختلافها عن العلوم الطبيعية )
5- أزمة اغتراب عن الواقع
6- أزمة التبعية للغرب
7- أزمة نشر للبحوث في مجلات تسعى للربح المادى
8- أزمة اتصال وإعلام
9- أزمة تمويل
10- أزمة قيم وأخلاقيات
11- أزمة إعداد للباحث
12- أزمة تخطيط للبحث التربوي على مستوى المجتمع ككل
13- أزمة إشراف
14- أزمة شراكة بين آخرين اوبين الباحثين ورجال الأعمال
15- أزمة الاستغلال السيء لوسائل التواصل وتكنولوجيا التعليم
16- أزمة ضعف المهارات البحثية خاصة الرقمية منها
17- أزمة التساهل في منح الدرجات العلمية
18- أزمة مراكز البحوث التي تقدم خدماتها للباحثين
19- أزمة ارادة سياسية
20- أزمة طبيعة التربية ومنهجية الدراسة في ضوء طبيعتها
لعل تلك بعض الازمات وهناك الكثير غيرها ولعل السؤال الذى يطرح نفسه هو : كيف يمكن إدارة تلك الأزمات لكى نتغلب على أسباب تفاقم " أزمة البحث التربوي "؟ لعل الإجابة الواضحة لذلك السؤال هو أننا حتى – اليوم- نفتقد للمهارات اللازمة لإدارة تلك الأزمات على المستوى الفردي وعلى المستوى المجتمعي وعلى المستوى الدولي في عالمنا العربي واننا بحاجة ماسة لصحوة شاملة لامتلاك تلك المهارات حتى يكون للبحث التربوي وجاهته وأهميته في تقدم الأفراد والمجتمعات .
دعوة مخلصة لكل غيور على العلم والمجتمع ان يدلى – كل بدلوه - بحيادية وموضوعية لمظاهر واسباب " أزمة البحث التربوي " في عالمنا العربي للخروج من تلك " الأزمة " ولكى يصبح عالمنا العربي في مصاف العالم المتقدم لتقليل فجوة التخلف بين مجتمعاتنا العربية والمجتمعات المتقدمة .


ازمة البحث التربوى - تقدم وتخلف المجتمعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع