تشهد الدراسات الحديثة في مجال السرديات نقلة نوعية، بعد إفادتها من بقية الأجناس المعرفية الأخرى التي أسهمت في نمو مكوناتها، وتسعى الدراسات النقدية في الآونة الأخيرة إلى تعزيز مكانتها، وتوطين طابع الجدة والجدية فيها، سواء من حيث الاهتمام، أو من حيث التحليل الذي ما زال يسعى إلى بلورة خصائصها السردية بالطرق الجديدة التي يشكلها الإجراء النقدي الحديث.
وإذا كانت الدراسات الحديثة تُعنى بكل ما هو فني في الأعمال السردية بوجه عام؛ فإننا نرى في بعض الإجراءات التحليلية اهتمامها بتوظيف الفنيات الملزمة لكتابتها، والتي لم تعد حكرًا على مبدع دون سواه، ومن ثمَّ فإن استلهام الخصائص الفنية في السرد الحكائي وافر، بما يتناسب وتجربة ثقافة كل مبدع، على نحو ما، من الاهتمام والتوظيف، سواء أكان هذا التوظيف مضمرًا أو مباشرًا، وسواء أكان واقعيًا أو خياليًا. وقد وجدنا في المتن الحكائي أرضا خصبة في النسق السردي؛ ليبرز مكانته بشكل لافت في الساحة الفنية.
وتحاول هذه الدراسة تأطير عنصري (الخطاطة السردية والنموذج العاملي) في المسار التحليلي الذي تبناه غريماس، من حيث البنية السيميائبة السردية، والبنية الخطابية.
Abstract
Recent studies in the field of narratives are witnessing a qualitative leap, after learning from the rest of the other cognitive genres that have contributed to the growth of their components. Recent studies have sought to strengthen their status and to establish a novelty and seriousness in both interest and analysis. Seeks to crystallize their narrative characteristics in the new ways that the modern monetary procedure constitutes.