تمثل الانتهاكات الإسرائيلية لقواعد القانون الدولي العام الأنموذج الأكثر وضوحاً في الاطار الدولي، وان عدم احترام قواعد هذا القانون وعدم الامتثال له تمثل منهج وسلوكية ثابتة ودائمة ومستمرة وعقيدة راسخة لدى دويلة الكيان الإسرائيلي الغاصب، وما أن اندلعت وقائع النزاع المسلح الأخير بين الشعب الفلسطيني المقاوم وبين دويلة الكيان الإسرائيلي الغاصب إلا وعادت البوصلة لتؤشر من جديد إلى سفر طويل من الجرائم والانتهاكات الدولية ضد حقوق الإنسان وحرياته وبحق المجتمع الدولي ونظامه القانوني، وفي الوقت الذي ظهر في المجتمع الدولي تجارب لعدد من الدول التي تبدي خروجها على أحكام القانون الدولي أو تحاول في كثير من الحالات أن تمتنع عن تطبيق أحكامه، فان هذه الفئة من الدول قد يحسب لها أنها وقعت أو صادقت على مجموعة من الاتفاقيات الدولية التي تدعي الالتزام بها والعمل على تطبيق أحكامها، وقد يكون لها رصيد معين في مجال تطبيق أحكام القانون الدولي، ولكن تعتبر تجربة الكيان الإسرائيلي المحتل تجربة نادرة في تاريخ القانون الدولي وتاريخ العلاقات الدولية، كون هذه الدولة ومنذ أن اعلن عن قيامها تحت مظلة الدول الاستعمارية والى يومنا هذا لا تعرف ولا تعترف بالقانون الدولي وكأنها لا تعيش مع باقي دول العالم وكأنها تعتبر نفسها خارج اطار النظام الدولي، وهي تدافع عن شعارات حقها في الدفاع عن وجودها وعن شعبها وانها تمارس حق الدفاع الشرعي وهي بالأصل يمثل وجودها انتهاك حقيقي لأصل نشوء الدول في القانون الدولي ومساس بجميع المبادئ الجوهرية التي يقوم عليها القانون الدولي بمفهومه التقليدي و المعاصر.
Abstract
Israeli violations of the rules of public international law represent the most clear example in the international framework, and failure to respect the rules of this law and non-compliance with it represents a fixed, permanent and ongoing approach and behavior and a firm doctrine of the usurping Israeli entity’s statelet, and as soon as the events of the recent armed conflict broke out between the resisting Palestinian people and their statelet The usurping Israeli entity, except that the compass returned to point again to a long journey of international crimes and violations against human rights and freedoms and against the international community and its legal system, and at a time when experiences have appeared in the international community of a number of countries that show their departure from the provisions of international law or, in many cases, attempt to... refrain from applying its provisions ,The fact that this state, since its establishment was announced under the umbrella of colonial states and to this day, does not know or recognize international law, as if it does not live with the rest of the countries of the world, as if it considers itself outside the framework of the international system, and it defends the slogans of its right to defend its existence and its people, and that it exercises the right Legitimate defense, and its existence represents a real violation of the origin of states in international law and a violation of all the fundamental principles on which international law is based, in its traditional and contemporary sense.
د. وسام نعمت إبراهيم السعدي | DR.Wisam Nimat Ibrahim ALSaadi | 15011