تحولت الأحداث والتطورات التي شهدتها الساحة السورية منذ منتصف عام 2011 م على أزمة معقدة، بأبعادها، وأطرافها، وتداعياتها وهذه الأزمة قد أصبحت قضية أكثر تعقيدًا، عندما تداخلت فيها الأطراف، والأبعاد بين المحلي، والإقليمي، والدولي، وصارت الساحة السورية، ميدان للرهان، والمغامرة على كسب وتحقيق النفوذ، والمصالح تارًة، وتصفية الحسابات مع الخصوم تارة أخرى حتى إن الأدوار والتدخلات أخذت أبعاد، وأشكالا مختلفة منها السياسي، والدبلوماسي، والعسكري، والاستراتيج ي، ومنها المباشر، والآخر غير مباشر في سوريا، إذ تقف إلى جانب أحد الأطراف السورية، ولعل أهم جهة يسجل لها دور مباشر بمختلف الأشكال من القوى العالمية الكبرى، هي روسيا التي أتضح ظهورها، وتأثيرها في الأزمة السورية منذ بدايته بشكل تدخل سياسي مؤثر، ما لِبث أن تحول إلى دور أو تدخل عسكري مباشر يقف على جانب نظام (الأسد).