العدد الرابع عشر مقالات
تقييم تجربة التعليم الإلكتروني في ظل جائحة كورونا / مقالات
2/18/2022
أ.م.د. احمد شاكر عبد العلاق
إن نجاح تجربة التعليم الإلكتروني التي ظهرت فجأة مع ظهور جائحة كورونا تتوقف حقيقة على تطوير وانتقاء مظاهر بحد ذاتها ونماذج معينة من التعليم الإلكتروني أي بمعنى إنه لزاماً أن يلبي طموحات و متطلبات التعليم الذي نصبوا إليه في ظل الثورة الصناعية الرابعة كالتحديث المتواصل في شبكات التواصل التعليمية ومنصاتها لمواكبة التطورات ومراعاة الضوابط والمعايير في نظام التعليم الثوري إن صح التعبير .
أثارت تجربة التعليم الإلكتروني عن بعد منذ انتشار جائحة كورونا الكثير من النقاش والصدام الفكري بين جميع فئات المجتمع وعبر مجتمعات بلدان العالم أجمع بدون استثناء، وهذا كان وما زال ناجماً عن تنوع الطروحات إزاء تصحيح مسار التعليم سيما الجامعي في ظل هذه الجائحة وفي ظل انتشار مظاهر الغش وتوفر المعلومات الجاهزة لكثير من الطلبة المتلقين.
بالمقابل كنا وما زلنا نهدف من تجربة التعليم الإلكتروني جملة أهداف وهي حقيقة مشتركة ما بين الكثيرين ممن تصدى للحديث عن تجربة التعليم في ظل هذه الجائحة ولعل في مقدمتها:
إدخال التقنية الحديثة لنظم المعلوماتية بوصفها وسيلة لتعزيز قدره وقابلية الطالب على التعلم.
توفير الخدمات التعليمية المجانية في عدد من البلدان لكثير من أولئك الطلبة الذين لم تتاح أمامهم فرصة تلقي التعليم الحضوري داخل القاعات.
العمل وبكل يسر على نشر الثقافة التقنية بما يساعد في خلق مجتمع إلكتروني يختلف تماماً عن عصر ما قبل كورونا وهذه حقيقة من ميزات هذا الصنف من التعليم أي بمعنى أن التعليم عن بعد أسهم بشكل كبير جدا في محو الأمية وتعليم الكبار ثقافة استخدام التقنيات الحديثة.
إذن إن للتعليم الالكتروني في ظل جائحة كورونا ايجابيات كثيرة من بينها أنه جعل الباب مفتوحاً أمام الكثيرين ممن فاتهم قطار تلقي التعليم في ظل الظروف العادية أي بمعنى إننا لم نجد أي شروط إزاء المتلقي، في المقابل إن التكلفة المالية لجميع المتلقين عن طريق البوابة الإلكترونية مع معلميهم قليلة قياساً بالتكلفة المالية التي يقدمها الطالب في ظل الظروف الاعتيادية في ظل حقيقة توفر المناهج على مدار الساعة وليس كالمعتاد في ظل التعليم الحضوري إن الطالب كان ملتزماً بوقت يحدد كساعتين أو ثلاث على سبيل المثال .
نحن لسنا هنا بصدد تمجيد ظاهرة التعليم عن بعد فمثلما لهذه التجربة إيجابيات لها سلبيات كثيرة صنفها أصحاب الرأي والمختصين والمعنيين بهذا الشأن، فعلى سبيل المثال من سلبيات هذه التجربة العزلة الاجتماعية فقد يؤدي التعليم الالكتروني، أحياناً، إلى التباعد الاجتماعي، وقد يعمل على تعميق الميل إلى العزلة نتيجة للإدمان على الاستخدام المتواصل للتقنيات والتطبيقات المتوفرة عبر الإنترنت لأغراض التعلم والتسلية والمتعة، التي قد تصل حدّ الإدمان على ممارسة الألعاب وهذه بحد ذاتها مشكلة عويصة ومظهر سلبي شق عصا ظاهرة تنامي التعليم وتطوره .
وعليه وفي نهاية المطاف يمكن إجمال أبرز المشكلات التي عانى منها التعليم في ظل هذه التجربة ولعل منها:
1- إلغاء الفروق الفردية بين الطلبة وتقارب الدرجات الامتحانية .
. 4- يجب على الجهات المعنية اتخاذ جملة إجراءات وتعليمات تجبر الطالب على الدراسة والالتزام بالحضور الفعلي عبر منصات التعليم الإلكترونية .
5- البحوث والتقارير لم تكن بالمستوى المطلوب.
6- تقييد الاستاذ بنمط معين من الاسئلة الموجهة للطلبة وبالتالي إلغاء فكرة ونمط الأسئلة الفكرية .
7- الاقتراح بتحديد عدد من المصادر تتعلق بالمادة العلمية يتقيد بها الطلبة وعدم فتح الباب أمام المصادر الرقمية المتاحة على شبكات الانترنيت.
8- إن تجربة التعليم الإلكتروني قد أنهت العادات والتقاليد الجامعية والتربوية .
9- الدعوة إلى تطبيق وتوسيع دائرة التعليم المدمج عبر إصدار مجموعة من التعليمات والإرشادات التي تحفز الطلبة والأساتذة على تطبيق هذه التجربة .
العدد الرابع عشر تقييم تجربة التعليم الإلكتروني في ظل جائحة كورونامواضيع ذات صلة