مدونة الأستاذ الدكتور فليح مضحي السامرائي


✍️أحلام تتجدد أم أوهام تتبدد !

الأستاذ الدكتور فليح مضحي السامرائي | Prof. Dr. Flayyih Mudhhi Al-Samrrai


5/9/2021 القراءات: 2998  


حضر أحد المسؤولين من الذين يعملون في دائرة من دوائر الدولة إلى بيتنا بعد انقطاع طويل، وكانت اوهامه سبب ذلك الانقطاع. كنت فرحا ومسرورا إلى حد ما بتلك الزيارة والمبادرة.
بدأت أسرد له حكاية لقائي بوزيره وكيف كان يجلس على كرسي بسيط في بوابة تلك الدائرة لتسهيل أمور المواطنين قلت له: الطريف في الأمر - وانا اواصل سرد حديثي لزائرنا وهو يصغي جيدا لحديثي، إذ اعجبني اصغاءه - أنا لم أكن اعرف الوزير وأنا امزح معه، وهو يشكو لي حر المكان وكيف يمسح عرقه عن جبينه قائلا: الله يكون بعون الناس. قلت له: هذا حال دوائرنا كافة، فالمواطن الفقير هو الضحية الأولى في كل شيء، ودائما يقع عليه الجور والطغيان والظلم...
واردفت بالقول ما رأيك في سفرة إلى بلادي التي اقيم فيها لتأخذ قسطاً من الراحة، والكلام موجه للوزير، وأنا لا اعرفه، وأسأل عن المكان أبو أكرم إذا اردت تفاصيل أكثر، وأشرت إليه بكف يدي، وكان أبو أكرم أحد المسنين الذين قسى عليهم رعاع العصر، يقدم وجبات الأكل السريعة (السندويجات) إلى الزبائن (المراجعين) من عربته في باب تلك الدائرة التي تعج بزحمة المراجعين.
هزّ أبو أكرم رأسه مؤيداً بأن المكان جميل ويستحق الزيارة لأنه زاره منذ زمن طويل.
ضحك الموظف (الوزير) بهذا المزح ووعد أنه سيفكر في الأمر.
ثم واصلت الحديث مع ضيفنا سارداً له بعض ذكريتنا معاً التي ربما انساه الزمن والمال والمنصب تلك الذكريات الجميلة.… ونحن في غمرة تلك الذكريات احضرت الزوجة طبق (صينية) الأكل المتنوعة الألوان.
بدأ صاحبنا يتناول الطعام ويتلذذ به ويستعيد ذكرياته، وكأنه لم يأكل طعاما مثله منذ زمن، وما أن انتهى من الطعام حتى قرب رأسه مني متكئاً على الوسادة التي بيننا ليهمس في أذني كلاما لا يريد أحداً غيري أن يسمعه، وكأنه يطلب نصيحتي كعادته قبل انقطاعه، قائلا: جاءني تهديد قبل أيام!
قلت: ما نوع التهديد؟ قال: إذا ارادوا أن يزيحوا احداً عن مكانه ومنصبه الاداري يقولون له (أقرأ القرآن قبل أن تكبر) أو (أحفظ القرآن في شبابك) وغيرها من أنواع التهديد التي تشير إلى أنهم سيتخلصون منه إلى الأبد..
قلت لصاحبنا وما سبب ذلك؟ قال: يريدون التخلص مني لأني عقبة في طريق تحقيق اهدافهم غير المشروعة.
قلت له قدم استقالتك من منصبك، وأنقذ نفسك لقد اخذت كفايتك من المنصب، وحققت طموحك وأحلامك.
صمت صاحبنا برهة وفي هذه الاثناء وضعت أمامه صينية قدح الشاي ليرتشف منه رشفة، وليرفع يده إلى جبهته ويبدأ بفركها بكفه فسألته ما بك هل الشاي فيه شيء أم غير محلى؟ قال: لا، هذا الشاي هو المناسب لي والمفضل عندي وأنا اشربه دائما مر (أي سكره قليل) لكني اشعر بصداع كبير.
هنا ناديت على صغيري العائلة أن احضرا لعمكم الدواء، فذهبا يتسابقان - وهذه عادتهما - أيهما يسبق في احضار الدواء الخاص به فانه هناك على الطاولة. تناول ضيفنا الدواء، وساد المكان لحظة صمت، وفي هذه الاثناء التفت إلى الزوجة وهمست لها: هل أكلمه بخصوص أمرك؟ طالما هو بادر وحضر إلينا، نظرت إليّ باستغراب ونحن متفقون مسبقا على أننا لا نكلفه بشيء يخصنا بعد الآن.
كررت قولي لكنه بادر وحضر وهذه المبادرة لها قيمة وأثر في نفسي.
وقبل ان أكلفه استيقظت وبقي الحال على ما عليه.... ا...👌
فليح مضحي السامرائي كوالالمبور 17 رمضان 1442 29 ابريل 2021


احلام تتجدد ، اوهام تتبدد


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


من اجمل ما قرأت، بارك الله بك.


كنت انتظر نتيجة اللقاء، مقال جميل رعاكم الله