من هم الرابحون من تفشي فيروس كورونا ؟
د/ بكاري مختار | Dr. BEKKARI mokhtar
8/2/2020 القراءات: 2260
على وقع تفشي فيروس "كورونا" في الصين ومخاوف بشأن تأثر الاقتصاد العالمي، انتعشت قطاعات الرعاية الصحية والتجارة الإلكترونية والترفيه وسط توقعات باتساع دائرة الفيروس حول العالم.
وأدى الفيروس الجديد إلى وفاة أكثر من 300 حالة وإصابة نحو 15 ألف إصابة على الأقل في الصين، وفقما أعلنته السلطات الصحية في البلاد، فيما أثار حالة فزع عالمية لتزامنه مع فترة العطلات التي يكثر فيها سفر الصينيين إلى الخارج.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن تفشي فيروس كورونا يشكل حالة طوارئ صحية تثير قلقا دوليا قد يؤدي إلى فرض المزيد من القيود على حركة التجارة والسفر بين الصين وبقية دول العالم. مما قد يزيد من المخاوف بشأن النمو العالمي، وتراجع الطلب على العديد من السلع الرئيسة، بداية بالنفط الخام وفول الصويا، وصولا إلى النحاس والحديد الخام.
وحتى الساعة يبقى الخاسر الأكبر هو الصين منبع الوباء، ولكن في المقابل هناك رابحون كثر من انتشار الفيروس الجديد، من أبرزها شركات الأمصال واللقاحات في الولايات المتحدة التي أضافت ملايين الدولارات إلى قيمها السوقية مستفيدة من تنامي المخاوف بشأن تفشي فيروس «كورونا» الجديد، وفي ظل التوقعات السائدة بارتفاع مبيعاتها، حسبما تظهره مؤشرات ناسداك في بورصة نيويورك.
كورونا يحاصر الصين اقتصاديا مع ارتفاع الضحايا ومقاطعة شركات الطيران:
وعلى ضوء انتشار كورونا في الصين وعبوره الحدود إلى أكثر من 20 دولة حول العالم، وفي ظل حالة الهلع والخوف التي انتابت العالم زاد الطلب على السترات الواقية والأقنعة، فقد تدافع الصينيون مع ظهور الفيروس القاتل نحو شراء الأقنعة الطبية، التي تقلل من فرص انتقال المرض.
وأعلنت شركة تاوباو المملوكة لمجموعة على بابا، عملاق التجارة الإلكترونية في الصين وفي العالم، عن بيع أكثر من 80 مليون قناع طبي في أول يومين بعد اكتشاف الفيروس، على الرغم من أن تلك الواقيات مطلوبة فقط للمصابين بفيروس كورونا وليس لمن يخشون العدوى وفق لـ "كليفلاند كلينك".
وانتشر فيروس كورونا إلى ما مجموعة 26 دولة حتى الآن، بينها الصين وتايلاند وسنغافورة وفيتنام وتايوان واليابان وكوريا الجنوبية، ومناطق إدارية أخرى في الصين بما في ذلك ماكاو وهونغ كونغ.
وسجل عدد الحالات المصابة في الصين نحو 14628 حالة، فيما توفي 305 حالات، وتعافى نحو 348 شخصا.
ارتفاعات حادة في أسهم شركات اللقاح:
وفي هذا الصدد، قال أرون ليزلي جون، رئيس الباحثين في سنشري فاينانشال، "إن انتشار فيروس كورونا انعكس إيجابا على بعض القطاعات مثل المستحضرات الصيدلانية والرعاية الصحية، مثل أسهم شركة "ألفا برو تك" الكندية التي تصنع الأقنعة والملابس الواقية، وشركة "نوفافاكس" ومقرها جايثرزبرج في ولاية ماريلاند الأميركية التي أطلقت برنامج لقاح ووهان-التاجي و«أيثلون ميديكال» المتخصصة في صناعة الأجهزة الطبية قد تضاعفت تقريبا بسبب الخوف من الفيروس.
وانعكس الإقبال على الأقنعة والقفازات على سهم شركة "ألفا برو تك"، التي تبيع الأقنعة في الصين، بنسبة 70% خلال الشهر الماضي، وزاد سهم شركة "نوفافاكس"، التي تقوم بتطوير لقاحين للمراحل المتأخرة من الإنفلونزا والأمراض المعدية الأخرى بنسبة 72%، خلال يناير (كانون الثاني).
ومن بين شركات التكنولوجيا الحيوية، قفزت أسهم «إينوفيو فارماسيتوكالز» بنسبة 25%، ثم سهم شركة "مودرينا" الأميركية المتخصصة في التقانة الحيوية بنسبة 5% في الفترة نفسها، بينما زادت القيمة السوقية لشركة «ثري إم» بنحو مليار و400 مليون دولار أميركي في الفترة من بداية العام.
شركات تصنيع الأقنعة:
وقال جون لوكا، مدير التطوير لدى شركة "ثانك ماركتس"، إن شركات تصنيع الأقنعة والقفازات الطبية في طليعة المستفيدين من تفشي الفيروس القاتل.
وأشار إلى أن شركات الطيران ووجهات سياحية أخرى تستفيد أيضا مع إلغاء الرحلات من وإلى الصين، خصوصا الوجهات لأوروبا والولايات المتحدة.
وذكر أن شركات الاتصالات قد تستفيد مع تعظيم التعاملات الإلكترونية سواء بالشراء أو إنجاز بعض الأعمال إلكترونيا تجنبا للاتصال المباشر مع الأفراد.
قطاعات أخرى رابحة:
والغريب في الأمر، أن هناك قطاعات أخرى رابحة كشركات الترفيه، مثل شبكة "نتفليكس" وغيرها التي تقدم الأفلام والمسلسلات عبر الإنترنت نتيجة البقاء وقت أطول في المنازل.
ميزانية ضخمة لمكافحة الفيروس:
وعززت الصين الإجراءات لاحتواء وباء فيروس كورونا ودعم الاقتصاد الذي تضرر جراء قيود على السفر وغلق شركات بعد الإعلان اليوم الأحد عن أول حالة وفاة بسبب الفيروس خارج الصين.
كورونا ، الصين
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع