مدونة الأستاذ الدكتور لخضر بن الحمدي
التشدد، يبعث على زعزعة الأمن الفكري، وزرع البلبة في المجتمع
أ.د لخضرحمدي لزرق | Dr.lakhdar ben hamdi lazreg
8/1/2023 القراءات: 825
منصب الإمامة أيها الأكارم منصب عظيم وكبير، يتعاقب عليه ومن خلاله خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم في التذكير والوعظ والتبيين والتبليغ، وهذا مقام سامي ليس يتقنه كل أحد، وهي مسؤولية كبرى لا يستطيعها أي أحد، والجميع يسددون ويقاربون ليصلوا إلى شأن الرضا عن النفس.
لقد كان الإمام إلى وقت قريب، يتنافس على إرضائه وتقديم الواجب في حقه أجدادنا، رضي الله عنهم، لقد سمعنا وسمعتم كيف أن أسباب الحب والاحترام والتقدير المختلفة والمتنوعة، قد أمد حبالها آباؤنا الإمام، فلن تجد إماما إلا وقد وفر له الآباء ما يلزمه من كل شيء حتى يتفرغ لما أوكل إليه، ويزيد على ذلك تدبير ما يحتاجه الحي أو القرية من تحفيظ للقرآن، أو مباشرة بعض الأنشطة التي تهم الجميع.
إن هذه القصة التي نذكرها لآبائنا وأجدادنا مع الإمام، أصبحت من التاريخ، تذكر للأحفاد على سبيل التذكير والتعجب من عمل الأجداد، لعل شيئا من تلك القصة ينفذ إلى واقع اليوم فيتجسد مرة أخرى...
أذكر هذه القصة وتاريخها لتروا الوضع الذي وصل إليه الإمام في بعض النواحي والمناطق، لقد صار من شأن الناس مع الإمام إلى وضع مزري، أضحوكة للناس تارة، وأخرى مدعاة للتندر والاستهزاء، وتارات للضرب والقذف، والطعن، والقتل حتى...
إنه لوضع يُبكي.. وضع يدفع بالحكماء منا إلى مراجعة الوضع واتخاذ جملة من القرارات والتدابير التي تستدرك الوضع، وتضع حدا لأولئك المتعجرفين الذي يدفعون بالقصّر من الناس لفعل تلك الأفاعيل، أو يقومون بها هم، والأمر سواء في ذلك.
أيها العقلاء مهما كان ذلك الإمام ونظرتك إليه، فأساليب النصح والإرشاد، مكفولة ومشروعة، باستطاعتك مخاطبته إن أردت توجيه نصح، أو مكاتبته إن أردت السؤال عما يحيرك..جملة من الأساليب الراقية التي يكفلها الدين والقانون، يمكن لكل واحد منكم أن يسلكها، فنحن نحسب أنفسنا أن قد تجاوزنا عصر الغاب الذي يتسلط فيه الأقوياء على الضعفاء، وتستعمل فيه الآلات الحادة كالسيوف والسكاكين...
يقول الله تعالى: (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم، ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلا قليلا).
أيها العقلاء ثمة مذهب يبعث على التشدد، ويخاطب الناس: بأن صفة الابتداع والبدعة قد تلحق بعض الأئمة، وبالتالي رتب على ذلك جواز مقاطعتهم وهجرهم، بل والتعدي عليهم بحسب الاستطاعة والإمكان من الأساليب.
وهذا المذهب نبهنا على خطورته مرارا وتكرارا، فقد خرج علينا شيخ هذا المذهب وقال بأن أهل السنة في الجزائر هم طائفته فقط، والتي تمثل (2%) وما عدا ذلك فهم مبتدعة سواء كانوا من أتباع المذهب الأشعري والذين هم الأكثرية الغالبة أو من أتباع المذهب الإباضي من إخواننا بغرداية، أو من أتباع الطرق الصوفية المختلفة في جنوبنا الكبير، وهؤلاء كلهم يمثلون الشعب الجزائري منذ قرون.
فما الذي جد على هذا الشيخ ليحرض طائفته القليلة على جموع الشعب الجزائري..طامعا في مسخ ما نشأ عليه آباؤنا وأجدادنا وهيهيات هيهات..
لقد حذرت من ذلك..لأن انعكاسات مثل هذه الأقوال الباطلة والشاذة، هي التي نراها بين الفينة والأخرى في بعض مساجدنا، وتجلياتها أخيرا طعنة غادرة لإمام بتلمسان أودت بحياته..فإلى متى سنظل نغمض الأعين عن فعل هذه الطائفة المجرمة، التي سرت في مجتمعنا، وثمة استجابات من الشعب لها، نسأل الله السلامة والعافية...
اللهم يا حافظ احفظ شعبنا وأمتنا بعينك التي لا تنام..وأبعد علينا شر هؤلاء الأوغاد من الطغام والهوام، واكلأنا من كل شرير بالليل والنهار
الإمام، المسجد، الاشاعرة، أهل السنة والجماعة، التشدد.
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع