الحوافز الداخلية والخارجية
د صالح علي ناصر الخدري | saleh ali nasser alkhadri
1/2/2021 القراءات: 4196
كثيرا ما يتحدث الناس عن الحوافز التي تكون دافعا للإنسان إلى المسارعة في تحقيق أهدافه وغاياته الدنيوية والأخروية، وتكون عونا له بعد الله تعالى في شحذ همته وصقل مواهبه المتنوعة، حيث تعتبر الحوافز عاملا مهما في حياة الناس، خاصة مَن يدرك أهمية التجديد والتغيير، والارتقاء بالأفراد أو المجتمعات، إذ أن التغيير سنة من سنن الله في خلقه، وهو أحد ضرورات بقاء الحياة، وتسخير الخلق بعضهم للآخر، إلا أن منه ما ليس للبشر إليه حيلة، وهو نوع من أقدار الله التي تجري في كونه على سائر الخلق، سواء الإنسان أو الحيوان أو الجماد، وآخر مقدور عليه وهو المقصود بالإشارة هنا، فالحوافز المشار إليها في عنوان هذا المقال باعتبارها سببا إلى ذلك التغيير على نوعين: داخلية وخارجية، فالداخلية ما يصدر عن الإنسان ذاته، متمثلة في الدوافع النفسية وهي المشاعر والأحاسيس والعواطف والرغبات والإرادات والعزائم والهمم وغير ذلك، وأما الخارجية فهي ما يأتي من الغير، سواء كان المحفز هم الناس الأقارب والأباعد، المحيطين منهم والمؤثرين، بأي طريقة كانت، أو ما ينسب إلى البيئة المحيطة من مؤثرات، بشتى أنواعها ومواصفاتها، فهذان النوعان من الحوافز مؤثران كبيران على الإنسان، سلبا أو إيجابا، فالحافز الداخلي يؤثر على الإنسان حسب ما يملي عليه العقل الباطن، والخلفية الذهنية والفكرية، والمحفز الخارجي يتمثل في تأثير الأهل والأصدقاء وكل ما له أثر على الإنسان من أفراد بيئته، لذلك كان لكل إنسان نصيب من تأثير الغير عليه، تأثيرا مقبولا أو مرفوضا، ومما يدل على تأثير الإنسان على غيره من النصوص الشرعية قول الله تعالى: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً* يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً* لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً) الفرقان 27-29، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" أحمد، وقد قال الشاعر: واختَرْ قَرِيْنَك واصْطَفِيهِ مُفَاخِرا ... إِنّ القَرِيْنَ إلى المقْارَنِ يُنْسَبُ، والحديث الأهم هنا هو بيان أن الحوافز الداخلية أهم من الخارجية مهما كانت قوتها، لأن الرغبة لا تأتي إلا من الداخل، والإرادة والعزيمة كذلك، وإن كانت في الأصل نتيجة ما استورده العقل من الخارج، فالناجح نجاحه من داخله، والمبدع إبداعه من داخله، والمتميز تميزه من داخله، وكذلك الحال مع نقيض تلك المعاني الإيجابية، وكما قيل: كل إناء بما فيه ينضح.
حوافز - داخلية - خارجية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع