نظرات في الدين والحياة بين الحاضر والماضي
أ. طارق هارون ابكر عبدالله | M. tareg haroon abaker Abdulla
4/17/2024 القراءات: 626
♥️هل فعلاً نحتاج إلى إصلاح ديني ❤️
سمعت أصوات كثيرة في زماننا هذا يقولون لابدّ من إصلاح ديني، وهم لا يستطيعون التمييز بين التشريع الإلهي التشريع الإنساني، إن قاصرين النظر لا يبصرون، وإذا كان لابدّ من إصلاح يكون إصلاح العقول لفهم الدينْ الإسلامي، والتمييز بين الدينْ والتراث الإسلامي والحضارة الإسلامية، وإذا حاورتهم يقولون أروبا تقدمت بعد الإصلاح الديني، طيب إذا نظرنا لأروبا في التاريخ لا يوجد عندهم تشريع إلهي بل تشريع إنساني مستند على الأفكار الإنسانية مأخوذة من الأرض لأن الاناجيل الاربع غالبيتها من صنع الإنسان، أما الدين الإسلامي لا يوجد فيها تحريف، لأن التشريع الإنساني لا يخرج من إطار التشريع الإلهي والدليل على ذلك قول الله تعالى ﴿قُل تَعالَوا أَتلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُم عَلَيكُم أَلّا تُشرِكوا بِهِ شَيئًا وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا وَلا تَقتُلوا أَولادَكُم مِن إِملاقٍ نَحنُ نَرزُقُكُم وَإِيّاهُم وَلا تَقرَبُوا الفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنها وَما بَطَنَ وَلا تَقتُلُوا النَّفسَ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلّا بِالحَقِّ ذلِكُم وَصّاكُم بِهِ لَعَلَّكُم تَعقِلونَ﴾
[الأنعام: ١٥١]
﴿وَلا تَقرَبوا مالَ اليَتيمِ إِلّا بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ حَتّى يَبلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوفُوا الكَيلَ وَالميزانَ بِالقِسطِ لا نُكَلِّفُ نَفسًا إِلّا وُسعَها وَإِذا قُلتُم فَاعدِلوا وَلَو كانَ ذا قُربى وَبِعَهدِ اللَّهِ أَوفوا ذلِكُم وَصّاكُم بِهِ لَعَلَّكُم تَذَكَّرونَ﴾
[الأنعام: ١٥٢]
﴿وَأَنَّ هذا صِراطي مُستَقيمًا فَاتَّبِعوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُم عَن سَبيلِهِ ذلِكُم وَصّاكُم بِهِ لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾
[الأنعام: ١٥٣]
هذه تشريعات الإلهي، ومهما تطور الإنسان لا يستطيع تجاوز الحدود الرباني، وإذا خرج من هذه التشريعات يصبح الأنعام بل اضل على قول الله تعالى ﴿وَلَقَد ذَرَأنا لِجَهَنَّمَ كَثيرًا مِنَ الجِنِّ وَالإِنسِ لَهُم قُلوبٌ لا يَفقَهونَ بِها وَلَهُم أَعيُنٌ لا يُبصِرونَ بِها وَلَهُم آذانٌ لا يَسمَعونَ بِها أُولئِكَ كَالأَنعامِ بَل هُم أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الغافِلونَ﴾
[الأعراف: ١٧٩]
ونلاحظ أن معظم التشريعات الغربية تخالف الفطرة الإنسانية السليمة، مثل جواز زواج المثليين، حتى الأنعام لا يفعلون ذلك، وإذا حصل ذلك تلاحظ اعتراض واضح من البهيمة إذا لم يكن من الفاعل، يكون من المفعول به، ولو قلنا ان تقدم الإنسان والحضارة، الدين الإسلامي لا يعترض تقدم الإنسان كما قال الله تعالى ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِذا نودِيَ لِلصَّلاةِ مِن يَومِ الجُمُعَةِ فَاسعَوا إِلى ذِكرِ اللَّهِ وَذَرُوا البَيعَ ذلِكُم خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ﴾
[الجمعة: ٩]
﴿فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِروا فِي الأَرضِ وَابتَغوا مِن فَضلِ اللَّهِ وَاذكُرُوا اللَّهَ كَثيرًا لَعَلَّكُم تُفلِحونَ﴾
[الجمعة: ١٠]
﴿وَقالَ الَّذِي اشتَراهُ مِن مِصرَ لِامرَأَتِهِ أَكرِمي مَثواهُ عَسى أَن يَنفَعَنا أَو نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذلِكَ مَكَّنّا لِيوسُفَ فِي الأَرضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأويلِ الأَحاديثِ وَاللَّهُ غالِبٌ عَلى أَمرِهِ وَلكِنَّ أَكثَرَ النّاسِ لا يَعلَمونَ﴾
[يوسف: ٢١]
﴿أَلَم يَرَوا كَم أَهلَكنا مِن قَبلِهِم مِن قَرنٍ مَكَّنّاهُم فِي الأَرضِ ما لَم نُمَكِّن لَكُم وَأَرسَلنَا السَّماءَ عَلَيهِم مِدرارًا وَجَعَلنَا الأَنهارَ تَجري مِن تَحتِهِم فَأَهلَكناهُم بِذُنوبِهِم وَأَنشَأنا مِن بَعدِهِم قَرنًا آخَرينَ﴾
[الأنعام: ٦]
﴿وَكَذلِكَ مَكَّنّا لِيوسُفَ فِي الأَرضِ يَتَبَوَّأُ مِنها حَيثُ يَشاءُ نُصيبُ بِرَحمَتِنا مَن نَشاءُ وَلا نُضيعُ أَجرَ المُحسِنينَ﴾
[يوسف: ٥٦]
﴿الَّذينَ إِن مَكَّنّاهُم فِي الأَرضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَروا بِالمَعروفِ وَنَهَوا عَنِ المُنكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الأُمورِ﴾
[الحج: ٤١]
﴿وَابتَغِ فيما آتاكَ اللَّهُ الدّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصيبَكَ مِنَ الدُّنيا وَأَحسِن كَما أَحسَنَ اللَّهُ إِلَيكَ وَلا تَبغِ الفَسادَ فِي الأَرضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ المُفسِدينَ﴾
[القصص: ٧٧]
كل هذه الآيات تأكد تمكن الإنسان في الأرض وتقدمه إذا استخدم عقله استخدم سليم علي الفطرة الإنسانية السليمة، ولذلك المشكلة ليست في الدين الإسلامي، إنما المشكلة تكمن فينا نحنُ المسلمين والحل الرجوع إلى الله وتطبيق الدين من المصدر الإلهي على وهو القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، وإما من من نهاية الأمور الدنيوية ناخذ من جميع الحضارات القديمة والحديثة من لا يخالف القوانين الإلهي على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا أمرتكم بشؤون دينكم فخذه، وإذا امرتكم بشؤون دنياءكم أنتم ادرا بشؤون دنياءكم وفي روايه آخرى إنما أنا بشرا مثلكم، ولو تفحصن الحضارة الإسلامية استند إلى الحضارة الاغريقية، ولكن بتطبيق قول الله تعالى ﴿الَّذينَ يَستَمِعونَ القَولَ فَيَتَّبِعونَ أَحسَنَهُ أُولئِكَ الَّذينَ هَداهُمُ اللَّهُ وَأُولئِكَ هُم أُولُو الأَلبابِ﴾
[الزمر: ١٨]
ومن خلال هذا التأويل نستخلص أن الدين الإسلامي لا يحتاج إلى إصلاح بل الإصلاح الحقيقية إصلاح العقول لفهم الدينْ الإسلامي في حدود التشريعات الإلهيا، إما التشريعات الإنسانية لا يخرج من التشريعات الإلهي، مع مراعات التنوع الثقافي والعادات والتقاليد في بلاد المسلمين.
وخلاصة القول إذا أصبت فمن الله وإذا أخطأت فمني ومن الشيطان.
آراء في الدين الإسلامي
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع