إشكالية المصطلح بين الريادة والهوية
د. براهمي عبد المطلب | Dr. Brahmi abd el moutaleb
4/29/2019 القراءات: 3257
"المصطلح: الريادة والهوية"
لعل التسليم بمقولة المصطلحات مفاتيح العلوم أصبح صعبا في ظل المستحدثات الكثيرة التى مست التنظير للدرس النقدي والادبي في التربة العربية، فأصبح محاولات التنظير معقدة الاصطلاح، هذه الظاهرة لها أسبابها، لعل أهمها السعي وراء تأسيس منظومة اصطلاحية بهوية مستمدة من السياق والبنية الثقافية العربية، مما دفع المنظرين الى التنقيب في التراث على جذور بعض المصطلحات الحديثة ومحاولة التقويل النقدي، وأيضا من الاسباب الخلل السياقي الذي تتولد فيه النظريات والمصطلحات فلو نعود الى الغرب ونظرياتهم نجد مصطلحات كثيرة ولكن الاتفاق عندهم في المحمول الدلالي والالية الإجرائية على إختلاف المتون ، آما في شآننا العربي فإن عمليات نقل المصطلح ومحاولة شرعنته وفق مناخ عربي فيتخللها الكثير من العطب وأحيانا تفتقد مسوغات منطقية لذلك، فنجد نقلا للمصطلح الواحد بتسميات عديدة ودلائل كثيرة وتعدل وفق متون مختلفة، وهذه العملية أدت الى ضياع هوية المصطلح الاصلية ومحموله الدلالي الذي يختلف بإختلاف الوقائع اللسانية، وكذلك التجاذب العربي له ومحاولة تمطيط المفهوم واسقاطه دون مبرر على الخطابات الادبية، ولا ننسى أيضا المحاولات الكثيرة لردم الفوارق الحضارية والثقافية بين الطرفين العربي والغربي وهذا هدف يتوهم المنظر العربي حصوله بالتكديس الغير مشروع للمصطلحات والخلط الاجرائي لها وكذلك سلبها روحها الابستمية، أي الاحساس الجمعوي بعقدة النقص تجاه المنجز الغربي، ولا يفوتنا الاشارة الى مسألة الريادة عند النقاد العرب، فهذه القضية تثير إشكالا وتعد عائق امام تطور العلوم الانسانية فالناقد العربي يسعى في خطابه النقدي الى الظهور والى الشهرة وءلك من خلال التعقيد المصطلحي والتعقيد اللغوي وكذلك استعارة المصطلحات من العلوم المجاورة وهذا ما يؤدي الى تذبذب لدى المتلقى في التقبل يجعل منه متتبعا لمسار الناقد، والانبهار بمعطياته اللسانية دون العودة الى الخلفيات الفاعلة في تمخض المصطلح بما يحمله من دلائل، فأصبحت هذه المسألة مذهبية المبدأ تحاول شرعنه توجه الناقد وميولاته الذاتية، من خلال تكييف المعطى حسب توجهات عديدة ايديولوجية وعقدية وغيرها.
عبد المطلب/ب
المصطلح، المفهوم، الهوية، الريادة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
<p>مشكور أستاذي العزيز عبد المطلبا موضوع جيد، أحسن الله إليكم </p>