التنوير المتطرف ينتج إنسان ممسوخ عقائديًا
د. نهال الدفراوي | Dr. Nehal El Defrawy
3/6/2022 القراءات: 2370
تشتمل العلوم الإنسانية على العديد من المفاهيم والمصطلحات المهمة والتي من المهم وعي الفرد بها
من هذه المفاهيم مصطلح “التنوير” حيث يؤثر هذا المفهوم على الإنسان بصفة كبيرة ويلعب دوراً مهماً في بناء الصور الذهنية لدى الفرد للعديد من الأفكار المرتبطة بالعقيدة
في البداية لنتمكن من التفرقة بين التنوير السليم والتنوير المتطرف هناك عدد من الصفات رصدتها لكم لتمييز التنوير المتطرف وهي
١- تناول أفكار دينية بصورة متطرفة
٢- تناول قضايا غيبية لا إجابة لها
٣- إزدواجية المعايير والمبادئ
٤- غياب الثوابت المطلقة التي لا تقبل الشك
٥- ترك أمور الدين للهوى
كثير من مفكري اليوم ينادون بالتنوير لمواجهة التفكير المتطرف والإرهاب المستغل للدين والدين منهم براء
فالتنوير السليم إعمال للعقل لينقل الإنسان من الظلام إلى النور وهو موجود في التربية الإسلامية القويمة وهناك العديد والكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية تحثنا على إعمال العقل
لكن من المهم الانتباه أن التطرف والمغالاة في هذا التنوير خاصة في الأمور العقائدية ينتج عنها إنسان ممسوخ ومشوه فكرياً وعقائدياً
لذلك لابد أن لا يواجه التطرف والإرهاب المستغل للدين بالتطرف التنويري فهذا ليس حلاً، وليس اتجاهاً نحو التجديد؛ فلا سبيل للتقدم نحو مجتمع معتدل عقائدياً وفكرياً في ظل هذا التطرف بشكليه
إن التطرف التنويري لا يختلف عن ما يأتي به المتأسلمون من تطرف وتعصب عقائدي فكلاهما مرفوض، وإزدواجية المعايير والمبادئ صفة مشتركة بينهما
فإذا أردنا بناء مجتمع وفرد سوي عقائدياً من المهم أن يكون هناك ثوابت مطلقة ينطلق منها الفرد في تفكيره
وما نراه الآن في بعض وسائل الإعلام ومن بعض المفكرين من هجوم يشن تحت اسم التنوير على التراث الديني كمسبب للتطرف ماهو إلا تخبط وخلط متطرف للمفاهيم
فالتساؤل الذي يفرض نفسه هنا أليس “ابن رشد” فيلسوف التنوير الأشهر في الغرب والشرق من هذا التراث
عندما تطلب هدم التراث فكأنك تطلب من الطفل أن يكتب وحده بالقلم فلن تجد سوى خطوط مشوشة ومتداخلة وغير مفهومة؛ فالتراث بمثابة المعلم للطفل الذي يصقل مهاراته، وعلى الطفل احترام معلمه حتى وإن تفوق عليه
لذلك يجب الحذر من التنوير المتطرف ومواجهته بالوعي والفهم السليم للتراث، والحفاظ عليه، واحترام الاختلافات فيه من تأويلات وتفسيرات في القضايا التي تحمل اختلافاً بعيداً عن الخوض في الأمور الغيبية والثوابت العقائدية
فالاعتدال يجب أن يكون من الثوابت المطلقة عند إعمال العقل
بقلم/د.نهال الدفراوي
التنوير، التطرف، إعمال العقل، علم الاجتماع الديني
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
شكرا على هذا المقال المفيد و الثري