الخوف عند الأطفال أسبابه وعلاجه
د علي الشيخي | dr Ali Alsheikhi
6/4/2020 القراءات: 3327
الخوف عند الأطفال :
كيف ينشأ الخوف لدى الأطفال ؟
الخوف ليس وراثياً , بل هو مكتسب , فالإنسان يولد ولديه نوعان من الخوف : الخوف من الأصوات العالية , والخوف من السقوط , وخوف الطفل في السنتين الأوليين من بعض الأشياء طبيعي جداً , وفي مرحلة ما قبل المدرسة في سن : (3 - 6) , يمثل الطفل كل شيء على نفسه , فيخاف مثلاً من الدم والجروح والمستشفيات والطبيب ومن الوحوش , والخوف من الظلام , والنوم لوحده والأصوات غير المفهومة لديه كصوت الرعد , فهذه المخاوف هي مخاوف مرحلة , فلا ينبغي الغلق كثيراً , فلا نركز عليها كثيراً , وبما أن الخوف مكتسب فعلى الوالدين أن يزرعوا في نفس الطفل الطمأنينة والأمان والثقة بالنفس , والخوف نوعان : خوف إيجابي معقول , وهو الذي يساهم في بناء الطفل وحمايته من المخاطر, وخوف سلبي , الذي يشل حركة الطفل ويمرضه , والطفل غالباً يعمم الخوف , فمن يخاف من الأرنب , قد يخاف من القطط والخراف والحمير وما شابهها في شكل الوبر الخارجي .
وللخوف أسباب , منها :
1- ينشأ الخوف لدى الأطفال في الغالب نتيجة تعزيزات الوالدين , وذلك عندما يصدرا بعض الأصوات في محاولة منع الطفل من ممارسة بعض السلوكيات , أو عند اللعب معه مثل قول : (بخ أو ما شابهها) , أو نقول له الغول أو الوحش لا يأكلك , وخوف الطفل من دخوله الحمام لوحده قد تكون الأم هي التي أخافته من ظهور شيء , حتى لا يطيل الجلوس في الحمام .
2- أن تكون بيئة العائلة فيها الكثير من المشاجرات والخلافات , فهذا يؤدي إلى فقدان الطفل للإحساس بالأمان .
3- التهديد بالعقاب , والتعنيف اللفظي والنفسي والعاطفي .
4- المبالغة في الخوف والقلق على الطفل , والتضييق عليه بذريعة حمايته , وهناك خيط رفيع بين الحماية والتعاطف , فلينتبه له .
5- قد يكون مصدر الخوف - في الغالب - صور الشبح في الأفلام التي يشاهدها الطفل في الألعاب الإلكترونية .
علاج الخوف :
1- لا يعالج الخوف بالمنطق , كأن نمسك النملة عندما يكون الطفل يخاف منها , ومن الخطأ أن تحاول إقناعه باستخدام فكرك , فذلك لن يؤدي إلى نتيجة , كأن نقول له مثلاً : الظلام لا يخوف , وليس هناك شبح يا حبيبي , كما لا ينبغي أن تجبر طفلك على مواجهة خوفه وجهاً لوجه , بحجة تشجيعه.
2- أطلب من الطفل أن يعبر عن مخاوفه , فلو قال : ماما أنا أخاف أنام لوحدي , نقول له : لماذا تخاف أن تنام بروحك ؟ فلو قال : أخاف لأن الغرفة مظلمة , قل له : أيش الذي يخوف في الظلمة ؟ فيقول مثلاً : الظلام يطلع لي فيها شبح , فنطلب منه أن يوصف لنا الشبح , وهكذا , ويمكن أن أسأله عدة أسئلة , ولعلاج الخوف فيما لو قال لنا أنه يرى شبحاً في الظلام بعيون حمراء , فنقول له : الآن سنطفئ اللمبة , وسوف نمسك الشبح , بينما ابنك يمسك بك لتطمينه , ونطلب منه أن يرينا ذلك الشبح , فإذا أشار إليه , نوهمه أننا مسكنا الشبح ونطلب منه أن يمسكه معنا , وعند وضع يده على الشبح نبين له أنه لا يشكل خطراً علينا , ويمكن أن نجعله مصدر تسلية نلعب بها , فننومه في الفراش , وسوف يتلاشى بعد ذلك خوفه من الظلام .
3- ينبغي أن نربط بين المثير الذي سبب الخوف لدى الطفل , كخوفه من الأرنب مثلاً , وذلك بربطه بمثير فيه سرور , كأن يظهر له عن بعد , عندما يكون الطفل يرضع من أمه أو يلعب بلعبة مفضلة , ونتدرج في إظهار ذلك المثير , ثم نقربه شيئاً فشيئاً لفترة من الزمن إلى أن تتلاشى المسافة ويكون باستطاعته أن يلمسه بيده , فينتهي الخوف عند ذلك بعد عدة محاولات اقتران.
4- عندما يبكي الطفل أو يغضب أو يتصرف بعنف فإنه يتصرف كرد فعل لإحساسه بالخوف , وأنجع طريقة لمعالجة هذه التصرفات هي الاهتمام والاحتضان والرعاية والحب , الذي يؤدي إلى إفراز هرمون الأكسيتوسين Oxytocin , ويسمى بهرمون الحب , وهو الهرمون الذي يفرز أثناء الرضاعة , ويقوي العلاقة بين الأم والرضيع , وكذلك يفرز عند الجماع بين الزوجين , ويساهم في توطيد العلاقة الزوجية بينهما .
5- درب طفلك على التعرف والتفريق بين الحقيقة والخيال , كأن يتعرف على الفرق بين الأرنب الدمية أو صورتها في التلفزيون أو الألعاب الإلكترونية , وبين الأرنب الذي نشاهده في حديقة الحيوانات , ويمكن أن نلعب معه لعبة الكلمات أثناء الاستراحة أو عندما نكون في السيارة , فقل له مثلاً القطة الدمية هل هي حقيقة أم خيال , ثم الأسد والبطة وهكذا , حتى يستطيع بعد ذلك التفريق بين الحقيقة والخيال , ويمكن للوالدين اللعب مع القطة وملامستها حتى يطمئن .
6- اعمل لوحة وعلقها على باب غرفته مكتوب عليها : ممنوع دخول العفريت , وستجد نتائج مذهلة لذلك , أو استخدم معه البخاخ السحري وخاصة مع رسومات الأشياء التي يخاف منها , إذ يزيلها ويمسحها , فتختفي تماماً , فيختفي معها الخوف .
7- دعك من ردة الفعل المبالغ فيها أمام طفلك , وذلك عند خوف أحد الوالدين من شيء معين , وكن هادئاً , فالأطفال يلقطون أي ردة فعل تحدث أمامهم .
8- دع باب الغرفة مفتوحاً عندما يخاف طفلك أن ينام لوحده , واترك نوراً خافتاً في الغرفة , وعند خوفه من البحر مثلاً , جرب أن تمشي أنت وهو على الشاطئ ثم ضع بعد ذلك أقدامك في طرف الماء , ثم استخدم لاحقاً عوامة في الطرف , وهكذا حتى يطمئن , وكن صبوراً معه .
9- حاول أن تشرح له الأسباب المنطقية التي تثبت له أنه في أمان , وأنه ليس هناك خطر , فالمعرفة تبدد الخوف , اقرأ له حكايات عن القطط التي يخاف منها , لأنه كلما عرف أكثر سيقلّ خوفه , وعزز ثقة الطفل بنفسه , وبين له أن بعض الكوارث كالزلازل والحرائق نادرة الحدوث , ولو حدث فعلينا أن نتصرف باستخدام وسائل السلامة , والتي ينبغي أن ندرب الطفل على استخدام مخارج الطوارئ , وأهم شيء هو عدم مشاهدة أفلام فيها مثل هذه الكوارث أمام الأطفال .
الخوف الطفل تربية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع