"علم الرّجال" هو العلم الذي يبحث في سيرة وأحوال رواة الحديث النبوي، من حيث الصفات التي تؤهّلهم أن تقبل روايتُهم بالحديث لعدالتهم وضبطهم ، أو أن تردّ روايتهم لصفات أخلّت في شروط رواة الحديث النبوي الصحيح.
ولهذا العلم فوائد جليلة، منها:
أوّلاً: حفظُ الحديث النبوي من الدّس والتحريف والخطأ، وذلك لأهمية الحديث التشريعية في بيان أحكام الإسلام بعد القرآن الكريم.
ثانياً: التأكيدُ على الصدق وإثبات الأخبار، والدعوة الى البحث في حقيقة ما يصل إلى المسلم من أخبار قبل نقلها، أو بناء الأحكام عليها.
ثالثاً: تقديمُ منهج علميّ رصين لطلاب الحديث النبوي يُعينهم على معرفة القواعد والضوابط لقبول الرواية أو ردّها، والبحث في ما يجعل الحديث مقبولاً أو مرفوضاً.
وهذا الكتابُ يجمع موضوعَ "علم الرجال" من أبوابه الواسعة، وأبعاده المترامية، فلا يكتفي بعرض علم الجرح والتعديل وحده الذي هو أحد العلوم الفرعية لهذا العلم كما يفعل الكثيرون مِمّن ألفوا فيه؛ بل يعرّف بجميع تلك العلوم التي تعرّف بحال الراوي وشخصه بكل دقة وحيطة.
فقسّم المؤلّف هذا الكتابَ إلى أربعة فصول، يسبقها فصلٌ تمهيديّ، عرّف فيه بالإسناد تعريفاً جامعاً، ثم عرّف في الفصل الأول بالرواة لغةً واصطلاحاً، ثم في الفصل الثاني بالعلوم المتعلقة بحال الراوي، وفي الفصل الثاني بجميع العلوم المختصّة بشخص الراوي، وأما الفصل الرابع والأخير فقد خصّصه بذكر العلوم التي تعرّف بأسماء الرواة.
ومن أبرز خصائص هذا الكتاب: أنه يركّز على تعريف أهَمّ ما أُلّفَ من الكتب في كلّ من تلك العلوم عقب تعريفِه.
سيد عبد الماجد الغوري | SYED ABDUL MAJID GHOURI | 14643