يسلط هذا البحث الضوء بعض المعلومات التي نحتاجها في مجال الآداب والقواعد العامة للسلوك خاصة في المناسبات الرسمية وللتعريف بعض جوانب القصور والنقص في الأداء المراسمي لاسيما أن هناك حالات يتم الاعتماد على الاجتهاد الذي يحمل مخاطر الزلل. وتأتي أهمية هذا البحث كونه يسلط الضوء على تاريخ المراسم في التراث العربي الإسلامي كونها عملية تعود بالنفع والفائدة على جميع أطرافها ولاسيما الطرف الذي ينظم العملية ويديرها. ولما كانت إدارة هذه العملية مرتبطة بأهم أجهزة الدولة وبوزارات ذات صلة واختصاص فان وجود جهاز مراسمي جيد الأداء ويستند في عمله إلى قواعد متينة ورؤية صحيحة مستمدة من التقاليد العربية والإسلامية يعد إسهاماً فعالاً في تحقيق أهداف هذه الجهات وسياساتها وضمان قيامها بفعاليتها على وجه صحيح وفعال.إن قواعد السلوك الاجتماعي والإجراءات والأعراف والتقاليد المتبعة بين الأفراد في المجتمع التي تسمى (الاتكيت) أصبحت اليوم من المسائل المهمة التي يجب أن يعرفها ممثلو المنظمات الحكومية والحزبية ومؤسسات المجتمع المدني، إذ أصبح من الواجب معرفة المبادئ المتبعة في المراسم والمجاملات، وكيفية التصرف بلباقة وهدوء وكياسة، والظهور بالمظهر اللائق، ومراعاة الأعراف والتقاليد، كقواعد التصرف السليم والأسبقية، وآداب المائدة والتعارف واختيار الملابس.
والواقع أن معرفة هذه القواعد هي ليست شكليات مجردة وعادات برجوازية فارغة، وإنما هي قواعد وعادات نشأت وتطورت مع تطور الحضارة وتوصلت لها البشرية نتيجة تحضرها، وهي تقوم على أسس منطقية وصحية واجتماعية ولها وجود قوي وفاعل في تراثنا العربي والإسلامي.
أ.د سعد سلمان عبد الله المشهداني | Prof. Dr : Saad Salman Abdallah ALmishhdani | 29652