تهدف الدراسة الى تسليط الضوء على فترة من الفترات الحالكة لإفريقيا، وهي فترة الحروب الاهلية والصراع بين القبائل الافريقية وانصب اختيارنا على نموذج روندا، هذه الدولة التي عاشت فترة صعبة في تاريخها الحديث، وهي فترة الابادة الجماعية بداية العقد التاسع من القرن العشرين، واندلاعها لم يكن الا نتيجة لتراكمات قديمة من الحقد والكراهية والعنصرية بين أفراد الدولة الواحدة (الهوتو والتيتسي) والتي أذكتها تدخلات خارجية كان هدفها زعزعة استقرار دولة روندا والدول الافريقية بصفة عامة، مخلفة بذلك مئات الالاف من القتلى في أقل من مائة يوم وغيرها ملايين الجرحى وجرائم الاغتصاب والتهجير والنهب... وحتى بعد انتهاء هذه الحرب الأهلية، أصبحت البلاد حينها على شفا الانهيار الاقتصادي، جعل الروانديين أكبر الخاسرين من هذه الحرب رغم التدخلات الأممية التي تكللت بإقامة محكمة جنائية دولية خاصة بروندا.
البونوحي البشير | Elbounouhi elbachir | 3606