إن ما أريد إن أقوله هنا إن مواجهة الاحتقان الذي نعيشه تقتضى نظامًا سياسيا يؤمن بالحرية والتعددية والدولة المدنية وثقافة الحوار وتقبل الآخر تأكيدًا لمبدأ المواطنة، فالمسيحيون مواطنون مصريون لهم كافة الحقوق المدنية والسياسية والدينية والقانونية كالمسلمين تماما، والمؤسف المخيف أننا نشهد تصاعدًا مستمرًا في وقائع الفتنة بين أقباط مصر ومسلميها تتسع كل يوم مساحتها على نحو مطرد، وتزداد وتيرتها على نحو متصاعدًا وإشاعة البلبلة والشك وتمزيق نسيج الوطن الواحد، وتخريب أواصر الوحدة بين مسلمي مصر وأقباطها، الأمر الذي يقتضى إلى أهمية تعاون المصريون جميعًا مسلمين وأقباط، للحفاظ على الوحدة الوطنية والتصدي لأي فتن يمكن إن تهدد أمن واستقرار هذا الوطن، وتوعيه الشباب المصري المسلم بالمعاملة الصحيحة التي أوجبها ديننا الحنيف تجاه إخوانهم الأقباط، والتي تتسم بالعدل والقسط والبر، وتكفل لهم من الحقوق ما للمسلمين وما عليهم من الواجبات.
ولذلك تتساءل هنا هل تعمل الأفلام السينمائية في مصر في اتجاه تعزيز وتأكيد حقوق المواطنة أم في الاتجاه المعاكس نحو تهديدها وانتهاكها ؟
فهذا الكتاب محاولة علمية جادة لمخاطبة بعض المفاهيم الدينية من التآخي والتعاون والمحبة بين المسلمين والأقباط، وربما مقتضيات المرحلة الراهنة تفرض علينا التمسك بهذه المفاهيم
أ.م.د/ سلوى على إبراهيم الجيار | Associate Prof. DR.salwa Ali Ibrahim Elgayyar | 21422