لم يأخذ هذا النوع من الدراسات أهمية في مجال الكتابة التاريخية، إذ يبرز لنا جانب مهم من الجوانب المنهجية التي سلكها مؤرخونا الكبار؛ لما لها من مشاركة في مجال التراث الفكري الحضاري العربي الإسلامي، أضف إلى ذلك قلة الدراسات التي تناولت دراسة النقد التاريخي عند ابن حجر، وتوظيف هذه الدراسات والاستفادة منها في منهجية الكتابة التاريخية.
ولم ينل النقد التاريخي حظّه كثيرًا في الدراسات المنهجية التاريخية؛ إذ لم يتم البحث عنه بصورة ناضجة، ولا نبالغ إذا قلنا: إنه من دون مثل هذه الدراسات، لا نستطع أن نقدم صورة واضحة وصحيحة للمنهج التاريخي، في مجال نقد الروايات التاريخية وتحليلها، فضلاً عن إظهار المستوى الفكري التطوري للنقد التاريخي عند ابن حجر في العصور الوسطى.
واهتم ابن حجر بانتقاء مادته التاريخية ونقدها، فقد جمع بين منهجيين، منهج علماء الحديث، ومنهج المؤرخين في النقد، فقد امتزج النقد التاريخي مع الجرح والتعديل، فنلاحظ أن ألفاظهُ النقدية تعبّر عن محدث، وفقيه، ومؤرخ، فاستعمل في نقده، ألفاظاً لها علاقة بعلم الرجال، منها: (انتهت إليه الرياسة) (قبيح السيرة) و(تولع بالأدب واشتهر)، (وفاق أقرانه في العربية) (ولم يكن ماهراً في العربية).
أ.م.د.احمد عليوي صاحب | Asst. Prof. Dr. Ahmed Aliwi Saheb | 4477