العدد السادس قضية للمناقشة
التعليم الإلكتروني ..جواز سفر إلى المستقبل بحاجة لتأشيرة / قضية للمناقشة
2/12/2021
حيدر الكرخي
مع تفشي وباء كورونا في العالم، برزت تحديات غير مسبوقة لقطاع التعليم، فمن البديهي أن الفرد ينبغي أن يضمن حقه في التعليم لا سيما الأساسي، وصولاً إلى التعليم الجامعي، وفي ظل توصيات منظمة الصحة العالمية الصارمة، التي تؤكد على التباعد الاجتماعي، نجد أن هنالك جزءاً لم يتم تسليط الضوء عليه بشكل كاف، ألا وهو حق التعليم أو استمراره.
مساع للنجاح
ترى التدريسية في جامعة تكریت / كلیة التربیة للبنات م. أریج علي حسین الرشید أن التعليم الإلكتروني كان ناحجاً إلى حد ما، لكنه لا یعوض أبداً عن التعلیم التقلیدي وذلك للأثار السلبية من المداومة على استخدام الجوال والحاسوب وما لھا من ضرر على الصحة بجوانبها كلها، في حين تحدثت الأستاذة الدكتورة عائشة عبیزة یمكننا أن نعتبر أن التعليم الإلكتروني بوصفه مشروعاً كان ناجحاً إلى حدٍ ما خاصة لدى بعض المدارس والجامعات التي اعتمدته منذ زمن بوصفه أحد البدائل أو الوسائل المساعدة لتطوير التعليم، على عكس بعضھا الآخر الذي فرض علیه بسبب جائحة كورونا، ولكن بشكل عام أرى أن التعلیم الإلكتروني ناجح بمدخلاته ولكن یحتاج إلى الكثیر من الجھد؛ لتحقیق نفس المستوى من النجاح في مخرجاته.
واقع حال بحاجة إلى ادوات
تشير التدريسية مھا خالد كاظم الشمري في جامعة كربلاء كلیة الھندسة إلى الحاجة لخدمة إنترنت ممتازة وكذلك نحتاج إلى ورش للأستاذة والطلبة على حد سواء حسب تعبيرها، وأضافت مها حول البرامج التي تستخدم كبدیل عن المختبرات والتدریب المستمر عن طریق الدورات التدریبیة والورش التعليمية وكذلك تكاتف الجمیع لمساعده الطلبة المتعففین الذین ربما لایمتلكون الاجھزة التي تعد أساسیة في عملیة التعلیم الإلكتروني، الأستاذة مھا شرف جامعة دمشق التدريسية في كلیة الآداب والعلوم الإنسانية تقول: التعليم الإلكتروني بالنسبة للجمیع الیوم ھو جواز السفر إلى المستقبل، وھذا الجواز یحتاج إلى تأشیرة قبول من الحكومات العربیة لتجاوز الصعاب، فلا بد من فتح حدود النجاح، فحاجز الفشل الذي یواجه العدید منا لا بد من التخلي عنه، فعلى كل مؤسسة وكل جھة مسؤولة أن تولي ھذا النوع من التعلیم الأھمیة المطلقة، من خلال توفیر البنیة الحقیقة له من كھرباء وانترنت وتكنولوجیا حدیثة تساعد الساعي لطلبه على الحصول لكل ما یرتجیه من غیر عناء أو شقاء.
تحولات في التعليم
نكتل یوسف محسن دائرة التعلیم الدیني في العراق يرى أن الملاكات التي قضت سنوات طویلة في التدریس الصفي المباشر، وغابت عنھا مھارات التدریس الإلكتروني لا بد لھا من تدریب وتأھیل قبل الشروع في التعلیم الإلكتروني، العالم ما زال یحتاج إلى تأھیل للعاملین والمستخدمین نظراً للتغير الطارئ في العالم بسبب جائحة كورونا وتحّول التعلیم من تقلیدي إلى إلكتروني هذا ما تحدث به الدكتور نایف المنصور في جامعة المدینة العالمیة.
ختاما
تعد تجربة التعلیم الإلكتروني ناجحة نسبيا ولاسیما أن بعض الدول العربیة لم تنفذھا سابقا، لھذا فھي بوصفها تجربة أولى ممكن العمل على تطویرھا، وتحسینھا، بما یخدم العملیة التعلیمیة ومن أجل إیصال المحتوى العلمي بشكل سلیم ومفھوم للطلبة، ولكن لابد من اتباع نظام التعلیم المدمج لتحقیق الأھداف المنشودة، إذ إن عددا من الكلیات العلمیة تحتاج إلى الدراسة العملیة والتطبیقیة، لذا، فالتعلیم الالكتروني وحده لا یكفي.
العدد السادس التعليم الالكتروني ، كورونا ، الوطن العربيمواضيع ذات صلة