10 تقارير

أريد تناقش أخلاقيات الإعلام والمستقبل الرقمي ضمن فعاليات الاسبوع الثقافي / تقارير

5/6/2021

قصي منذر

نظمت منصة أريد للعلماء والخبراء والباحثين الناطقين بالعربية، مجموعة من الأنشطة والمحاضرات العلمية بالتعاون مع جمعية البصيرة للبحوث والتنمية الإعلامية في العراق، وعدد من الجامعات المختلفة، ناقشت خلالها أخلاقيات الإعلام والمستقبل الرقمي، والخبر الإلكتروني وقواعد كتابته، فضلا عن ترشيد استخدام الأطفال للإنترنت.

وقالت المنصة: إن الاسبوع الثقافة الاعلامية تضمن مجموعة من الأنشطة والمحاضرات العلمية بالتعاون مع جمعية البصيرة للبحوث والتنمية الإعلامية في العراق، وتحت رعاية عدد من الجامعات تمثلت بـ(جامعة القرآن الكريم وتأصيل العلوم – السودان، وجامعة القدس المفتوحة- فلسطين، وجامعة أبين- اليمن)، وتمت مناقشة عدد من المحاور، أبرزها: الوعي الإعلامي، وأثره في توجيه الرأي العام، وأخلاقيات الإعلام والجرائم الإعلامية، وصناعة الخبر والتربية الرقمية وأثر الإعلام في النشر العلمي والمدونات العلمية والأطفال والإعلام الرقمي. 

وافتتح الأسبوع الثقافي بكلمة المشرف العام لـ "نظام عليم للتعليم الإلكتروني" الأستاذ معد الحاكم، الذي أوضح خلالها، دور "نظام عليم للتعليم الإلكتروني" في تنظيم المحاضرات والندوات والدورات العلمية التي تهدف لخدمة البحث العلمي والباحثين والمجتمع العلمي، وأضاف: إن المجال مفتوح لكل شخص لديه الخبرة والتخصص في تقديم المحاضرات بحيث يوفر نظام عليم القاعدة التقنية والدعاية والإعلان له، وما يستلزم الموضوع من إعدادات، مشيراً إلى الكم الكبير من النشاطات التي قام "نظام عليم" بتنظيمها؛ ففي العام الماضي قدم أكثر من أحد عشر أسبوعا علميا، إضافة إلى العشرات من المحاضرات والدورات العلمية، و منح الشهادات التي كانت برعاية منصة أريد وعدد من الجامعات الداعمة والمتعاونة، مؤكداً أن "نظام عليم للتعليم الإلكتروني" ليس حكرا لتخصص معين، وإنما لجميع التخصصات الأدبية والهندسية والطبية والعلمية والإدارية، ورحب الحاكم بأي جامعة ترغب في التعاون مع النظام لعقد أي محاضرة أو مؤتمر وسيتم رعايتها شأنها شأن أي جامعة أو مؤسسة أو جمعية.

أهمية كبرى

ولفت إلى أن أسبوع الثقافة الإعلامية الذي تنظمه جمعية البصيرة للبحوث والتنمية الإعلامية له أهمية كبرى، خاصة وأننا نعيش اليوم حرب إعلامية خطرة بعد توفر التكنولوجيا الحديثة باستخدام وسائل الإعلام لتوجيه عقول الشعوب لمخططات خبيثة، داعياً إلى أن يكون هناك وع وإدراك لهذا، وفي الوقت ذاته الحاجة الماسة للثقافة الإعلامية من أجل حصانة الشعوب وتوعيتها وتوجيها إلى الصواب وعدم التلاعب بميولها من قبل الآخرين، مبيناً أن هذا الأسبوع لن يقدم إلا الشيء اليسير، وضرورة أن يكون هناك أسابيع أخرى تخصصية أكثر توسعا تقدم للأمة وللشعوب الفائدة والرسالة بشكل وفير، مجدداً تأكيده على أن الباب مفتوح والدعوة مفتوحة لكل الجامعات والمؤسسات العلمية لعقد مثل هذه المحافل والمؤتمرات.

من جانبه، أعرب رئيس جامعة أبين في اليمن الأستاذ الدكتورمحمود أحمد الميسري عن شكره لمنصة أريد لتنظيمها المميز لأسبوع الثقافة الإعلامية، كوننا نعيش في مرحلة حرجة من انعدام ثقافة الإعلام، وحث على أهميته من أجل رفع المستوى الثقافي لدى الشعوب من خلال المؤسسات الإعلامية لإيصال الرسالة العربية والإسلامية، التي هي رسالة البناء والتعايش بين مكونات المجتمع وأن يرتقي إعلامنا بحيث يغدو هادفا بنّاء، وألا يكون استهلاكيا؛ لأن وسائل التواصل الاجتماعي اليوم تدق باب كل أسرة وكل بيت، بعد أن أصبح العالم من خلالها عبارة عن قرية صغيرة، وتابع أن للإعلام دورا كبيرا في توعية الشعوب وتثقيفها، بحيث يعود إلى ثقافة الأمة العربية الأصيلة، التي تمتلك تاريخا وثقافة راقية؛ وذلك لنهضة الشعوب وتقدمها، ومعروف أن الإعلام سلاح ذو حدين، إما أن يستخدم استخداما خبيثا وسيئا فيكون مدمرا، أو أن يكون هادفا بناء يسعى إلى تثقيف الشعوب وتوعيتها.

 بدوره، أكد رئيس جمعية البصيرة للبحوث والتنمية الإعلامية المنظمة لأسبوع الثقافة الإعلامية الأستاذ الدكتور طه الزيدي، الذي استهل كلمته بالحديث عن الإعلام الرقمي الذي غدا جزءا لا يتجزأ عن الفرد ولا عن المجتمع، كونه أصبح مصدرا مهما من مصادر المعلومات، ومع الزمن تنامى دور وسائل الإعلام في تشكيل الرأي العام، والقدرة على التغيير وليس فقط نقل المعلومة والتعبير وإنما له أهداف توعوية وإخبارية وثقافية وترفيهية وكل ما يتناول في مجالات الحياة سواء كان علميا أو تطبيقيا، مشيراً إلى أن بعض المنظرين يرون أن تطور المجتمعات يقاس بتطور وسائل الإعلام والاتصال فيه، تأكيدا منهم على الدور الكبير الذي تمارسه هذه الوسائل، ومما لا شك فيه، فإن هذا الدور وهذه الأهمية يصاحبها إشكاليات سواء على مستوى رسائل الإعلام التي تؤديها الوسائل أو التوجيهات التي يقوم بها القائمون على هذه الوسائل)، وتابع إن (هذه الإشكاليات لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتجاوزها، فلا يمكن أن نحرّم الإعلام أو نهمله أو نتجاهله، لذلك يجب أن نمتلك الأدوات حتى نوظف الإعلام بطريقة صحيحة ليكون هادفا بحيث نرتقي بالمجتمعات).

عبء كبير

وأشار إلى أن هذه المسؤولية مناطة أولا للقائمين على الإعلام ولا سيما جمعية البصيرة التي تحمّلت هذا العبء على مستوى العراق وكليات الإعلام ووسائل الإعلام، وكذلك المتعاونين فيها بهذا الجانب، مؤكدا أنه لا بد من تحديد قدر المسؤولية حتى نحدد أبرز معالم هذه المسؤولية المتمثلة أولا بالارتقاء بالوعي الجماهيري إزاء قضايا المجتمع كافة والعمل على تشكيل رأي عام منضبط، ومضى الزيدي إلى القول: ومن هنا، ظهر الإعلام المتخصص ليشكل الرأي بشأن أي مجال من مجالات العلوم والمعرفة، فظهر الإعلام الاقتصادي والإعلام الصحي والامني والسياسي والقانوني والرياضي والعلمي؛ الذي يساعد على ارتقاء الوعي العلمي بالمجتمعات ويأخذ دوره في تعزيز الهوية العلمية في المجتمعات وتعزيز المسيرة العلمية بحركة المجتمعات، وثانيا من أجل تحمل المسؤولية لتحجيم الاستعمالات الخاطئة لوسائل الإعلام ومخرجاتها، وكذلك الاهتمام بأخلاقيات الإعلام والتربية الإعلامية التي بدأت تتميز وتأخد دورا مميزا في الثقافة العامة على مستوى الإعلام وعلى مستوى المعارف وتسليط الضوء على الاعتداءات العلمية التي تتم عبر وسائل الاتصال، منوها إلى أن هناك جرائم كثيرة تقوم بها وسائل الإعلام بعيدة عن أخلاقيات الإعلام، مشددا على القول: إنه في ظل فوضى صحافة الجوال غير المهنية يتطلب الأمر تسليط الضوء على مقومات الخبر المهني وسبل كشف الأخبار المزيفة والمظللة احتراماً لعقلية المتلقي، التي هي مناط الحديث عنها في أسبوع الثقافة الإعلامية، الذي تمّ التحضير له بعد التشاور بين جمعية البصيرة للبحوث والتنمية الإعلامية، ومنصة أُريد التي تمثل اليوم أكبر منصة تضم باحثين ناطقين بالعربية، وتحت رعاية الأستاذ الدكتور محمود أحمد الميسري رئيس جامعة أبين في اليمن، والأستاذ الدكتور أبكر عبد البنات آدم، رئيس جامعة القرآن الكريم وتأصيل العلوم في السودان، والأستاذ الدكتور يونس مرشد يونس عمرو، رئيس جامعة القدس المفتوحة، وأوضح الزيدي أنه لا بد من تعزيز الثقافة الإعلامية من خلال إقامة هذا الأسبوع الثقافي، ومفهومه الواسع في زيادة وعي الفرد والمجتمع وكيفية التعامل مع وسائل الإعلام ومع محتوى هذه الوسائل، وهذا المفهوم يحتاج لاشاعته وتوسيعه بتظافر كثير من المؤسسات الحكومية والعلمية ومؤسسات المجتمع المدني، وأشار إلى عقد منصة أريد مؤتمرين علميين، فضلا عن مئات الدورات والندوات العلمية، إضافة إلى الإصدارات التي تجاوزت 43 إصدارا علميا، أغلبها رسائل جامعية، واعتمدت كمناهج في المؤسسات، موضحا أهمية الدور الكبير الذي سيلعبه هذا الأسبوع كونه تضمن ثماني محاضرات ذات موضوعات هادفة، قدمها نخبة طيبة من أساتذة الإعلام في العراق، وهم ضمن الهيئة الإدارية ومن المنتسبين لجمعية البصيرة، كما قدم شكره لمنصة أريد ودورها الفعّال في تقديم القاعدة الأساسية لهذه الندوات ولنظام عليم الذي قدم بصمة واضحة في هذا المجال وللجامعات الراعية.

مشاركة جادة

وأضاف الزيدي خلال ختام فعاليات أسبوع الثقافة الإعلامية أن هناك نوع من المشاركة الجادة والتفاعل المتميز، مما يدل على أهمية المواضيع التي تم عرضها، مؤكدا أهمية الارتقاء بالوعي الجماهيري حتى لا يكون أداة سهلة لوسائل الاتصال الاجتماعي، واستطرد قائلاً: إنه لا بد معرفة الكيفية لتشكيل الرأي العام وكيف نصنع الخبر الإلكتروني، لأنه أصبح اليوم الجميع اعلامياً ضمن مفهوم إعلام المواطن، ولكن على أن لا يتم تجاوز الإطار الذي يعزز الوعي والقيم والمفاهيم الصحيحة، التي ترتقي بالحركة العلمية في مجتمعاتنا الأصلية، وأن تمتلك رؤية جيدة بهذا الجانب حتى لا تكون معول هدم، مبينا أن الإعلام علم واسع ومفاهيمه واسعة فلا يمكن لأسبوع أن يحيط بكل شيء، ولكن حاولنا أن نأخذ أبرز معالم الإعلام ولا سيما القضايا الجديدة والمعاصرة، وبما أنه أصبح هناك تكاملية بين الإعلام والعلوم الأخرى، فهذا يحتم استشعار المسؤولية للتخصصات الأخرى؛ لأن الإعلام أصبح جزء من حياتنا ولا بد أن نكون جميعا شركاء في صناعة الوعي الإعلامي وتقديم الخدمات بما يعزز رسالة الإعلام الهادف في بناء المجتمع، مشيراً إلى أن الإعلام ليس عبارة عن صنعة أو مهنة بل هو مبني على أسس علمية تجعل من الإعلامي الدارس له أقرب إلى المعايير المهنية من غيره، وقبل أن ينهي كلمته أوصخ أن افضل نظرية تقوم على الصدق واحترام الإنسان وكشف الكذب والدعوة إلى روح التعاون والتعارف، هي النظرية الإسلامية التي تلتزم بالضوابط الصادقة التي ترضي الله عز وجل وترضي الآخرين، داعيا الباحثين إلى عقد المحاضرات والندوات التي تتناول الإنسان المبدع والمربي وكل ما يقود إلى القيم الإنسانية، وأعرب الزيدي عن شكره لـ (منصة أريد) الرائدة والعميقة التي فتحت الآفاق أمام الباحثين الناطقين بالعربية للتواصل والتفاعل وتقديم ما لديهم من خبرات لتلاقح الأفكار من أجل الارتقاء بالحركة العلمية في عالمنا العربي والإسلامي.

10 منصة أُُريد ، الاعلام ، اخلاقيات الاعلام ، التربية الرقمية ، الأطفال في الاعلام

مواضيع ذات صلة