11 في رحاب الجامعات

جامعة السلطان زين العابدين الماليزية.. صرح علمي يرتقي لمصاف الجامعات العالمية ومصنع لإنضاج الخريجين / في رحاب الجامعات

5/9/2021

عبدالرزاق سعود

تزداد سمعة ماليزيا في مجال التعليم الدولي بشكل كبير، كما هو الحال مع آسيا بشكل عام، وهذا لا يعني أن ماليزيا لوحدها، أو أنها معزولة عن بقية المجتمع الدولي كجزيرة وحيدة في حد ذاتها. بل تتمتع ماليزيا بعلاقات عمل مع بعض أفضل الجامعات في مختلف أنحاء العالم، من حيث معايير جامعاتها التي تتم مراقبتها ومتابعتها من قبل وزارة الدولة للتعليم العالي. وفي الوقت نفسه قد تتفاجأ عندما تعلم أن ماليزيا تضم جاليات وجنسيات متنوعة، وصلت إلى أكثر من 93000 طالب أجنبي من أكثر من 100 دولة، كما شهد قطاع التعليم في المؤسسات الماليزية في الفترة من 1997 إلى 2003  نموا بنسبة  .٪8.36

 

الثقافة الأكاديمية

قطاع التعليم العالي في ماليزيا هو قطاع دولي يعتمد على مكان إكمال الطلبة دراستهم التي تتنوع أساليب التدريس والبيئات الأكاديمية فيها وتتأثر بعدد من الثقافات المختلفة وهذه ميزة إضافية للدراسة في ماليزيا، ومع ذلك فالثقافة الأكاديمية الماليزية شبيهة بثقافة المملكة المتحدة من حيث: يتعين على الطالب حضور المواد الدراسية، ومتابعة التقدم الأكاديمي الخاص بهم.

 

نظرة عامة

تأسست جامعة زين العابدين فى العام 2006 ، ولديها 3 مقرات تقع فى كوتا ، كوسزا ، بيسوت.. الجامعة مؤلفة من 9 كليات تقدم برامجها الدراسية بدرجاتها المختلفة ( الدبلومات ، البكالوريوس ، الماجستير ، والدكتوراه ).. حاليا تمنح الجامعة 18 برنامجاً لدرجة البكالوريوس ، و23 برنامجاً للدبلوم، وبرامج دراسية اخرى متنوعة تشمل : اللغات ، الاتصالات ، المعلوماتية ، الدراسات الإسلامية ، ادارة الأعمال والمحاسبة ، الزراعة والتكنولوجيا الحيوية ، الطب والعلوم الصحية، التصميم الإبداعي والتكنولوجيا ، الحقوق والعلاقات الدولية ، وتكنولوجيا الغذاء..

رؤية الجامعة

شهدت رؤية جامعة السلطان زين العابدين لعام 2020  تأطير التكامل المعاصر في ثلاث ركائز مستدامة، الركيزة الأولى بنيت على أساس الإسلام نموذجًا للتوحيد، والركيزة الثانية اتخذت من الاستدامة مفهومًا للتكامل في بناء المؤسسة التعليمية، والركيزة الثالثة هي تلبية المتطلبات المستدامة لتحقيق الرؤية المعاصرة وإنتاج إنسان متعلم يحمل قيم التأثير والمساهمة في تمكين المجتمع.

كما وأن رؤية الجامعة تتبنى نشر قيم بين طلابها تسهم في التأثير في المجتمع بصورة عامة، مسترشدة بالقيم الأساسية الثمانية، وهي:  المعرفة، العقيدة والأخلاق، الصدقة، القيادة،  التعاون ريادة الأعمال، التحول أو التغيير، الابتكار.

 

تحسين المحتوى

تخضع جامعة السلطان زين العابدين الى خطط مدروسة لتحسين المناهج الدراسية في كل سنة، مستندة الى خطوات تنمية وتطوير محاضري الجامعة فيما يتعلق بإطار المناهج المتاحة في المستقبل، بالاعتماد على ورش العمل الخاصة بالتعليم القائم على  اعتماد آخر تطورات العلم في العالم ، وتنفيذ البرامج الأكاديمية المتقدمة، التي تأثر بشكل كبير في الممارسات التعليمية .

وهناك أيضًا لمسات عملية لتطبيق مهارات القرن 21  في التعليم، فالجامعة بحاجة للتأكيد أنه بالإضافة إلى التفوق الأكاديمي لا بد من وجود جيل الشباب الذي يحتاج أيضا إلى المهارات

مثل الإبداع والمرونة والتفكير النقدي والقدرة على حل المشاكل، ويكونون قادرين على الاتصال والتشغيل وحسن التعاون وكذلك القيادة ومسؤول.

 

التعلم الالكتروني

منذ يوليو 2019  انضمت جامعة السلطان زين العابدين إلى كرنفال التعلم الإلكتروني المستوى الوطني أي IUCEL بالاضافة الى مشاركة المحاضرين والطلاب أيضا في كرنفال التعلم الإلكتروني الذي يكشف في آن واحد مدى إجادة الطلاب لمهارات الاتصال والتعاون والتفكير النقدي والقادر على حل المشاكل التي تواجههم.

في اثناء هذا تمكنت الجامعة من الفوز بأربع ميداليات ذهبية ، وثلاث ميدالية فضية وثلاث ميداليات برونزية، بسبب إجراء محاضرين  دراسات التأثير في الارتقاء بأساليب التعليم والتعلم  تماشيا مع الجهود المبذولة لتنفيذ مهارات القرن الحادي والعشرين .

كما وتم تطوير العديد من الدورات التدريبية باستخدام الواقع المعزز والقابل للتحقيق على منصة التعلم عن بعد لتصبح جامعة السلطان زين العبدين أول جامعة في ماليزيا أدخلت التكنولوجيا بالكامل في دراستها لجميع الدارسين.

 

التميز البحثي

من المعروف أن العالم الأكاديمي محمّل بأنشطة البحث، ومنذ عدة سنين  نفذت الجامعة مختلف الجهود المبذولة في ضمان التميز وإنجاز البحوث ومضاعفة الجهود المبذولة نحو البحث المترجم وتعددية التخصصات.

في عام 2019  تم منح ثلاث مجموعات بحثية مبلغًا مقداره  61،500 رينجيت ماليزي، بالإضافة إلى المنح الداخلية للجامعة ووزارة التربية والتعليم، وكذلك الحصول على منح أخرى مثل المنح البحثية العلمية والمنح التي ترعاها وزارة الصحة الماليزية  .

 

أنشطة الابتكار والبحث

اتخذت جامعة السلطان زين العابدين خطوات عديدة لجعل  الجامعة نقطة مرجعية عالمية، لتأسيس بعض الاهتمامات الخاصة كما في كلية الدراسات الإسلامية المعاصرة التي أنشأت ثلاث مجمعات بحثية؛ تتعلق الاولى بالفقه المعاصرة، والثانية بالرضاعة الطبيعية المتوافقة مع الشريعة، والثالثة تحت عنوان وحدة استدامة الأسرة، مهمتها تعزيز البحث المترجم، وحل المشاكل الحقيقية الموجودة في المجتمع ، وبالتالي توفير الحلول بشكل مباشر.

ونتيجة للنشاط هذا فإن البحث والابتكار الذي تم ترتيبه في الجامعة ساعد الباحثين على التقدم خطوة أخرى نحو تسويق منتجات البحث، على سبيل المثال ، مشروع الوضوء الذي تم تطويره من قبل الباحثين من كلية الطب، وهو مهيأ ليتم تسويقه من خلال اتفاقية ترخيص المنتج.

 

احتضان الخريجين واستثمارهم

أنتجت الجامعة العديد من الخريجين في مختلف المجالات، وأصبحت مصنعا لإنضاج الخريجين بشكل كبير، فكانت الأنشطة والجهود المختلفة التي نفذت عاملا رئيسا في تحسين القدرة التنافسية للطلاب على المستويات الوطنية والدولية.

جامعة السلطان زين العابدين هي أول جامعة لها جمهور في ماليزيا يعين اثنين من الطلاب أعضاءً في مجلس الشيوخ بالجامعة، بينما اثنان آخران كمراقبين.

هذا التعيين هو خطوة استراتيجية من قبل الجامعة التي استجابت لنداء وزارة التربية والتعليم الماليزية، من خلال بث حياة جديدة في عملية تمكين الطلاب، بالإضافة إلى ذلك وفرت إدارة الجامعة الفرص للطلاب لممارسة الإدارة الكاملة بشأن انتخابات الحرم الجامعي.

 

 

الخطة الإستراتيجية

على مدار سنين طويلة رسمت الجامعة مجموعة متنوعة من النجاحات والتميز سواء على المستوى الداخلي أم العالمي، ما تم تحقيقه لم يكن وليد يوم وليس هو بالشيء الذي يمكن الوصول اليه في غمضة عين. إنها نتيجة العمل الشاق لجميع العاملين في الجامعة منذ التأسيس الى يومنا هذا، ومع ذلك  لا ينبغي أن تقف عجلة التقدم في الجامعة ولا بد ان تستمر الخطط الستراتيجية حتى الوصول الى الغايات المنشودة.

 نتيجة لذلك  من الصعب للغاية تحديد المستقبل، هذا لأن العوامل التي تقود المستقبل هي مثل التغيرات الديموغرافية والتطورات التكنولوجية من الصعب جدا السيطرة عليها. ومن هنا فان مستقبل التعليم العالي الوطني هو أيضا من الصعب توقعه. ومع ذلك لا بد من التحكم في الإجراءات التي تجعل الجامعة في أفضل وضع، وأن تكون ذات صلة بخدمة الطلاب، والمجتمع والدولة.

 خطة الجامعة الاستراتيجية تتمثل باشاعة روح التعاون بين الجميع وانعاش المبادرات التي تم التخطيط لها، على سبيل المثال كان تنفيذ المشاريع خاصا بالأكاديميين فقط خاصة أعضاء هيئة التدريس  لكن الآن  هذه الجهود سيتم تنفيذها من قبل مختلف الأطراف بما في ذلك مكتب نائب مدير الجامعة لشؤون الطلاب والخريجين ، مركز الرياضة والترفيه ، السكن الطلابي والصحة ، وحتى أقسام السلامة والصحة المهنية، من أجل التميز الأكاديمي والتعاون في كل عمل ومن أجل الرؤية والرسالة التي تم تحديدها وسيتم تحقيقها مستقبلا.

 

 تنمية المجتمع والمجتمعات المستدامة

 لعبت جامعة السلطان زين العابدين دورًا مهماً كمؤسسة من ضمن مؤسسات التعليم العالي الذي يمكن أن يولد المعرفة ورفاهية المجتمع المحلي، وتم ذلك من خلال وضع مبادرتين رئيستين هما إنشاء مركز تنمية المجتمع وتنفيذ مشروع بحثي قائم على أساس المجتمعات المستدامة.

مكتب كلية العلوم الاجتماعية والتطبيقية (FSSG) هو المسؤول عن تنسيق كل شيء بشأن الأنشطة التي سيتم تنفيذها في إطار هذه المبادرة.

يُنظر إلى مركز تنمية المجتمع على أنه وثيق الصلة بشأن خلق التآزر بين جميع مراكز المسؤولية المسؤولة عن تنفيذ التفاعلات والتعاون الذكي والتواصل الاجتماعي، ومن خلال هذه المبادرة  قامت بعض الكليات أيضًا باختياره لاستضافة برامج المجتمع أو برنامج المجتمع الرائد الذي سيربط النظرية بالممارسة في حل المشاكل الفعلية التي واجهها المجتمع، فضلا عن المعرفة والمهارات المتعلقة بالروحانية والطب والصحة، والإدارة المالية والعلوم الزراعية والتكنولوجيا.

باختصار انها وسيلة يمكن الكشف من خلالها عن مشاكل المجتمع وإيجاد حلول مستدامة وعادلة لتلبية احتياجات المجتمع.

 

ضمان جودة الطلاب والموظفين

تستهدف الجامعة عشرة بالمائة من إجمالي الطلاب ليكونوا من خارج ماليزيا وهم الطلاب الدوليون، هذا الامر يتحقق من خلال تنفيذ الأنشطة والترويج لاستقطاب الطلاب من دول الآسيان والشرق الأوسط ودول آسيوية أخرى إلى جانب قدرتها على اختراق السوق في الدول الأوروبية، بالاضافة الى قبول الطلاب الدوليين ، فان الجامعة تركز أيضًا على توظيف الأكاديميين الدوليين، فحتى الآن هناك 51 مدرسا دوليا من 18 دولة يعملون في الجامعة وهو ما يشكل نسبة 8.7 في المئة من عدد أعضاء هيئة التدريس، ولدى الجامعة خطة لزيادة عدد الموظفين الدوليين ليصل إلى عشرة في المئة من إجمالي الموظفين الأكاديميين في عام 2022.

 

 التقديم والانتساب

وأخيرا ومن باب تسهيل الانتساب الى جامعة السلطان زين العابدين، فقد عمدت الجامعة على توفير خدمة التقديم المركزية للطلاب الدوليين في ماليزيا، فيمكن التقديم مباشرة إلى الجامعة من خلال موقعها عبر الانترنت، كما يمكنك الوصول إلى موقع الجامعة عبر موقع هوتكورس.

ويتقدم الآلاف من الطالب الدوليين للجامعات الماليزية، ويتم قبولهم في كل عام، لذلك إذا بحثت في مواقع الجامعات والمنتديات الطلابية والمطبوعات ستجد العديد من الأدلة التي توضح عملية التقديم لبرامجها بدقة بالغة، ويتعين عليك إرسال البيانات الشخصية حتى يتعرف المسؤولون على طبيعة الدراسة والمواضيع التي ترغب في دراستها، ثم يتم اتخاذ القرارات بشأن انتساب الطلاب الراغبين للجامعة.

11 جامعة السلطان زين العابدين ، يونيزا ، جامعات عالمية ، التعليم في كورونا

---