العدد الرابع تقارير

الإلحاد في صفوف الشباب .. بين هشاشة الفهم وقوة الإعلام .. / تقارير

11/10/2020

حيدر الكرخي

هل باتت ظاهرة الإلحاد خطرا يهدد المجتمعات الاسلامية وينذر بما هو أسوء؟ سؤال بات يطرح نفسه بقوة وتدور حوله نقاشات كثيرة، وسط هجمة شرسة تستهدف الإسلام وتشويه صورته ومحاولة دفع شبابه للانفصال الروحي عنه وتشجيع النزعات الفكرية التي تشكك في كل شيء له صلة بالاسلام وتعاليمه السمحاء .. قد تبدو الإجابة المتكاملة عن هذا السؤال ليست واردة الآن، لكن واقع الحال أن ثمة نارا تحت الرماد في هذا الاتجاه، وأنَّ على المجتمعات الاسلامية التوجه، وبقوة، نحو تحصين شبابها، ومحاولة حمايتهم من خطر الالحاد الذي يعد، من أهم اسبابه، فقدان الكثير من الدول الاسلامية لرؤية واضحة في تقديم ما يجعل الشباب أكثر ولاءً لدينهم، ولإوطانهم ولمجتمعاتهم .

 

أسباب المشكلة

يقول الشيخ أحمد ديدات، رحمه الله، في تعقيب له على هذه الظاهرة: «أشرس أعداء الإسلام مسلم جاهل يتعصب لجهله، وبأفعاله يشوه ويدمر الإسلام الحقيقي، ويجعل العالم يظن أن هذا هو الإسلام»، وفي النقطة نفسها، وبالتحديد إذا كان التأثير السلبي لهذه الجماعات يصل إلى هذا الحد في المجتمعات المسلمة، فما بالك بالعالم الغربي وغير المسلم، كم ستكون الصورة قاتمة لديهم حول الإسلام؟ 

مع ظهور الإنترنت وبعدها مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح المجال واسعاً لينشر الملحدون الغربيون شبهاتهم في بلادنا بهدف جذب فئة الشباب إليهم خاصة، فعكفوا على إنشاء مئات المواقع والصفحات وقنوات اليوتيوب المليئة بالفيديوهات التي تطعن في الأديان، عموماً ودين الإسلام خصوصاً، وأصبح الإلحاد كالفيروس ينتشر 

بين فئات الشباب، وخصوصاً، من لا يملك خلفية دينية راسخة منهم وعقيدة راسخة.

 

خلط المفاهيم 

في العالم العربي، يجري، غالبا، الخلط بين مفهومي الإلحاد والعلمانية، وكلاهما غير مقبول لمختلف شرائح المجتمعات العربية، وإن بدرجات متفاوتة، ووفقا لموقع «ديلي نيوز» المصري، فإن دار الإفتاء تقسم «الملحدين» إلى ثلاث مجموعات هي: أولا: الذين لا يعترضون على الإسلام كدين ولكن يرفضون (أسلمة السياسة) وينادون بدولة علمانية. 

ثانيا: الذين يرفضون الإسلام كدين تماما. 

 

أخيرا: الذين تحولوا من الإسلام إلى دين آخر.

 

الإلحاد كموضة فكرية

أحيانا تجد أن الإلحاد أصبح لدى بعضهم، في مجتمعاتنا الإسلامية عموما، مجرد موضة، ومراهقة فكرية، أو وسيلة للفت أنظار الآخرين، واستعراض العضلات، وغالباً ما تجد ذلك عند الأشخاص محبي الظهور، والبروز ولفت النظر.

 

ختاما

باتت موجة الإلحاد التي تضرب بعض أوساط الشباب العربي المسلم أمراً مثيراً للجدل، لا سيما مع تزايدها على نحو تدريجي؛ إذ بدأت معه تخرج تلك الأفكار الانحلالية إلى العلن، بعد أن كانت تتسم بالسرية في مراحل سابقة، باستخدام أصحابها لشبكات التواصل الاجتماعي، والتكنولوجيا الحديثة؛ للترويج لأفكارهم ومحاولة استقطاب الآخرين، في خط متواز مع أفكار قادمة من الخارج يتعرض لها الشباب المسلم عبر الإنترنت، يقدم من خلالها الملحدون الغربيون شبهاتهم حول الدين، يفتتن بها البعض من ضعاف النفوس وضعاف الثقافة الدينية أو أولئك الذين يعانون من ظروف وصدمات شخصية خاصة.

العدد الرابع الالحاد ، المجتمعات الاسلامية ، الاسلام ، الشباب ، الاعلام ،

مواضيع ذات صلة