العدد الرابع مقالات
استثمار البحث العلمي في ظل جائحة كورونا / مقالات
11/10/2020
معاذ عليوي
يعد البحث العلمي المحرك الفاعل والأساسي للتقدم والتطور في المجتمعات كلها، ولجميع قطاعات الدولة، ولا يمكن أن تزدهر العلوم في أيّ مجتمع من المجتمعات، دون بناء قاعدة أساسية فاعلة لأنشطة البحث العلمي الهادفة لدفع عجلة التنمية والتطور. مع بدء تفشي فيروس كورنا في غالبية بلدان العالم، وارتفاع وتيرة الإصابات والوفيات بين مواطني تلك الدول، وعحز الأطباء عن إيجاد الحلول الأولية للحد من تفاقم المرض، أصبح البحث العلمي ذا قيمة تنافسية بين الدول؛ إذ يسعى لإجراء لقاح يحد من سرعة إنتشار المرض بين صفوف مواطني تلك الدول. ولهذا السبب، فإن الإهتمام بالبحث العلمي تحت ضغط هذه الجائحة لا ينبغي أن يكون مرحلياً مؤقتاً، بل ينبغي أن يأخذ صفة الإستمرارية والديمومة من الدول كافة؛ من خلال تبني الإستراتيجيات العلمية والتطبيقية بدلاً من اعتماد سياسات مرحلية أو تخصيص ميزانيات شحيحة لا تكاد تفي القدر المطلوب منها. إن استثمار البحث العلمي في ظل جائحة كورنا يتطلب جهوداً مضنيةً، وأفاقاً واسعةً، من جميع الأكاديميين العاملين في القطاعين العام والخاص؛ لأجل وضع خطط مستقبلية؛ للوقوف على تداعيات المرض ومسبباته، وهذا يقع على عاتق الدولة بشكل أساسي في دعمها للعلماء والخبراء والباحثين من خلال تزويدهم بالإمكانات العلمية والمحلية، وشحذ قدراتهم بما يولد لديهم القدرة على الإبداع والإبتكار ويعطي أفاقاً واسعة ومستقبلية للدولة بأهمية العلماء والباحثين لديها. وخير استثمار للبحث العلمي في ظل جائحة كورنا ما قامت به الدول العربية ممثلةً بدولة قطر التي دعت الباحثين إلى تقديم البحوث العلمية، ووضعت مكافأة تصل إلى 100 ألف ريال قطري للبحث الواحد؛ تشجيعاً لهم والمنافسة العلمية. ختاماً لما سبق، فإن استثمار البحث العلمي يُسهم في تزويد الأفراد بالمعارف والمهارات اللازمة، التي تمكنهم من تفعيل كامل قدراتهم نحو تحويل الأزمات والمخاطر إلى محطات لاستخلاص النتائج وإرساء الإسترتيجيات الكفيلة بتحصين المستقبل.
العدد الرابع البحث العلمي ، كورونا ، المجتمعات ، المرض ، القطاع الخاصمواضيع ذات صلة