خصائص العقيدة الإسلامية.(ج5).
د.عبد الله كركيش. | ABDELLAH KERKECH
15/02/2024 القراءات: 858
خصائص العقيدة الإسلامية
ومن خصائصها:
أولا: الوضوح
فالعقيدة الإسلامية عقيدة واضحة لا غموض فيها ولا تعقيد، فهي تتلخص في أن لهذه المخلوقات إلها واحدًا مستحقا للعبادة هو الله تعالى الذي خلق الكون البديع المنسق وقدر كل شيء فيه تقديرا، وأن هذا الإله ليس له شريك ولا شبيه ولا صاحبة ولا ولد. فهذا الوضوح يناسب العقل السليم لأن العقل دائما يطلب الترابط والوحدة عند
التنوع والكثرة، ويريد أن يرجع الأشياء المختلفة إلى سبب واحد. وكما أن العقيدة الإسلامية واضحة فهي كذلك لا تدعو إلى الاتباع الأعمى بل على العكس فإنها تدعو إلى التبصر والتعقل قال تعالى: ﴿قُلْ هَندِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِى وَسَبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ )
ثانيا: فطرية العقيدة الإسلامية
إن العقيدة الإسلامية ليست غريبة عن الفطرة السليمة ولا مناقضة لها، بل هي على وفاق تمام، وانسجام كامل معها وليس هذا بالأمر الغريب إذ إن خالق الإنسان العليم بحاله، هو الذي شرع له من الدين ما يناسب فطرته التي خلقه عليها، كما قال تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيها فِطْرَتَ اللَّهِ التِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَالِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنْ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }.[سورة الروم آية:29]. وقوله: ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}.[سورة الملك آية:15].
والواقع شاهد على موافقة الفطرة للعقيدة الإسلامية القائمة على الإخلاص لله وحده، فما أن يصاب الإنسان بضر تعجز أمامه القوى المادية إلا ويلجأ إلى الله تعالى في تذلل وخضوع، ويستوي في ذلك الكافر والمؤمن، بل حتى الطفل الصغير فإنه لو ترك على حاله دون أن يؤثر عليه والداه أو البيئة من حوله لنشأ معتقدًا بالله تعالى ربا وإلها لا يعبد سواه، لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه)) .
ثالثا: عقيدة توقيفية مبرهنة
تتميز العقيدة الإسلامية بأنها توقيفية فلا تجاوز فيها للنصوص المثبتة لها كما أنها عقيدة مبرهنة تقوم على الحجة والدليل، ولا تكتفي في تقرير قضاياها بالخبر المؤكد والإلزام الصارم، بل تحترم العقول والمبادئ التي يقوم عليها الدين كله ذلك أنها لا تثبت في جميع جزئياتها وكلياتها إلا بدليل من الكتاب أو السنة.
بل إن أتباعها منهيون عن الخوض في مسائلها إلا عن علم وبرهان قال تعالى: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِن السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْمُؤَادَ كُلُّ كَانَ عَنْهُ 1مسئولاً}.[سورة الإسراء آية:36]، وقال: ﴿وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِلَّ قوْماً بَعْدَ إِذْ هَدِيهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللهَ يكُل شَيْءٍ عَلِيمٌ }.[سورة التوبة آية:119].
كما أن القرآن الكريم حين يدعو الناس إلى الإيمان بمفردات العقيدة يقيم على ذلك الأدلة الواضحة من آيات الأنفس والآفاق، فلا يدعوهم إلى التقليد الأعمى أو الاتباع على غير هدى، بل إنه يأمرهم أن يطلبوا البرهان والدليل قال تعالى: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}.[سورة البقرة آية:110].
ويترتب على البرهنة والتوقيفية ما يلي:
1. تحديد مصادر العقيدة بالكتاب والسنة.
2. الالتزام بألفاظ الكتاب والسنة المعبر بها عن الحقائق العقدية.
3. استعمال تلك الألفاظ فيما سيقت لأجله.
4. عدم تحميل تلك الألفاظ ما لا تحتمل من المعاني.
5. السكوت عما سكت عنه الكتاب والسنة وذلك بتفويض علمه إلى الله تعالى.
6. أن تقدم دلالة الكتاب والسنة على ما سواهما من عقل، أو حس، أو ذوق، أو غير ذلك من وسائل المعرفة.
من وسائل المعرفة. ومن أمثلة الدلائل التي ساقها الله عز وجل في القرآن الكريم القائمة على البراهين ما يلي:
ا. الدليل العقلي قال تعالى: ﴿أَمْ خُلِفُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِفُونَ}. [سورة الطر:33]
ب. الدليل من الأنفس قال تعالى: ﴿وَم أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}. [سورة الذاريات:21]
العقيدة- خصائص- البراهين التوقيفية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع