مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ (40)

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


21/03/2024 القراءات: 317  


التماس ليلة القدر
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [سورة القدر، الآيات (1- 5) ] .
هذه سورة من سور القرآن الكريم، نزلت خاصة في ليلة القدر، وبيّنت خصالها العظيمة، وصفاتها الكريمة، التي ذكرها الله تعالى في هذه الآيات، وهي:
أولا: أنها ليلة نزول القرآن الكريم، ونزول القرآن في هذا الشهر، قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} [سورة البقرة، الآية (185) ] .
ثانيا: أن هذه الليلة خير من ألف شهر، أي أن العبادة في هذه الليلة، خير من العبادة من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، ويحصل ذلك. بمضاعفة أجر الأعمال الصالحات، واستجابة الدعوات، وتنامي الثواب والصدقات، وسائر المنافع الدينية والدنيوية.
ثالثا: أن الملائكة والروح ينزلون فيها إلى الأرض، فجبريل عليه السلام، سيّد الملائكة، وأمين الوحي، ينزل في مواكب الملائكة فوجا إثر فوج حتى تضيق الأرض عنهم، وهذا يدل على شرف هذه الليلة، لأن العباد والمتضرعين والمصلين في جماعة، كلما كانت جموعهم أكثر كان نزول الرحمة أوفر وأكبر.
رابعا: أن هذه الليلة سلامٌ، فكل ما فيها خير كله، لا شر فيها، سالمة لا يقدر الشيطان أن يسيء فيها، فهي خير كلها.
خامسا: أنها تبقى حتى يطلع الفجر، فتبقى أبواب الرحمة مفتوحة طوال هذه الليلة، معمورة بنزول الملائكة، محفوفة بالخير والسلامة، حتى يطلع الفجر.
إن هذه الليلة العظيمة التي هي من خصائص هذه العشر، ينبغي على المسلم أن يحرص على التماسها، وأن يجتهد ليالي العشر كلها، عسى أن يوافقها، فإن الله تعالى أخفاها حتى يضاعف المؤمنون عبادتهم في هذه الليالي المباركة، وقد قال كثير من أهل العلم: إنها ليست في ليلة معينة في كل سنة، بل تنتقل في العشر الأواخر من عام إلى آخر.
وأرجى ليلة فيها ليلة سبع وعشرين، وإلى ذلك ذهب أكثر أهل العلم من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، لما ورد عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: "والله الذي لا إله إلا هو إنها لفي رمضان، والله إني لأعلم أي ليلة هي، هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقيامها، هي ليلة سبع وعشرين" رواه مسلم.
وقال عليه الصلاة والسلام: "ليلة القدر، من كان متحريها فليتحرها في ليلة سبع وعشرين" رواه أحمد.
إن ليلة القدر ليلة شريفة عظيمة، من وافقها فقد غنم فضلا كبيرا، فلنحرص على التماسها، لنكثر من العبادة، ونضاعف الطاعة، عسى أن يغفر الله لنا ما قدمنا من الذنوب، ونفوز بالرضا والجنة، وذلك هو أعظم مطلوب.


يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ (40)


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع