مدونة وسام نعمت ابراهيم السعدي


خصائص المواطنة العالمية في اطار التطور الدولي لمركز الفرد

د. وسام نعمت إبراهيم السعدي | DR.Wisam Nimat Ibrahim ALSaadi


09/10/2022 القراءات: 3527  


خصائص المواطنة العالمية
في منظور التصورات السابقة لمصطلح المواطنة العالمية، وفي حدود ما تشترك حوله العديد من الأبحاث والدراسات القانونية ذات الشأن، يمكننا ان نحدد مجموعة من الخصائص المميزة لهذا المصطلح والتي يمكن تحديدها بإيجاز بما يأتي:
1. المواطنة العالمية مصطلح حديث في ادبيات القانون الدولي نمى وتطور في اطار تنامي المركز القانوني للفرد في اطار المجتمع الدولي، وحصول الفرد على مركز قانوني خاص يجعله قادرا على ممارسة الحقوق وتحمل الالتزامات وفق مجموعة من القواعد القانونية الدولية التي باتت ترتب له مكانة لا نظير لها في أي منظومة قانونية تتخطى الاطار الوطني للدولة.
2. المواطنة العالمية مصطلح لم تكتمل معالمه القانونية الدقيقة بعد، بل ان هناك الكثير من العناصر العامة والقواعد المنظمة لهذا المصطلح قد استقرت ومنها ما هو في طريقه للاستقرار، ولعلى إشاعة استخدام المصطلح وكثرة تداوله من قبل الهيئات والمنظمات الدولية، ووجود حالة من الاعتراف بأبعاد قانونية للمصطلح والتعامل مع اثاره ونتائجه، هذه المؤشرات تجعلنا نقر بان هذا المصطلح تخطى حدود التنظيرات والاطر الفلسفية ليدخل في الواقع الميداني الى مجال الحياة الدولية ليعزز الثقة من مركزية الفرد في علاقات القانون الدولي .
3. مصطلح المواطنة العالمية يؤشر لفاعلين جدد في اطار قانون العلاقات الدولية، هذا الفاعل يتجسد في الاطار الخاص بالفرد كمصطلح له مدلولاته القانونية في القانون الدولي، ويتجسد في الاطار المنظم من خلال حركة المجتمع المدني العالمي وما تمثله هذه الحركة من تيار حقيقي مؤثر في القرار الدولي وقادر على تغيير السياسات وتوجيه صناع القرار بالاتجاه الذي يدعم تحقيق الأهداف العالمية في ظل إشاعة قيم المواطنة والديمقراطية والحقوق والحريات وترسخ قيم القرية الكونية والعالم المعولم والمجتمع الإنساني المرتبط بروابط إنسانية ومشتركات تمثل عنصر قوة وتعزيز للوحدات والمكونات التي يضمها.
4. المواطنة العالمية تكشف عن علاقات جديدة ما بين الافراد وبين القضايا ذات الشأن العالمي، حيث ان الافراد اصبحوا في منظور المواطنة العالمية مطالبين باتخاذ الكثير من الإجراءات والقيام بالعديد من المهام والواجبات ليعبروا عن انخراطهم بأعمال غير تقليدية كانت في الماضي مهام تقوم بأدائها الدول او المنظمات الدولية الحكومية او غير الحكومية، وتنامي الدور العالمي للفرد جاء في مرحلة من تطور نظم القانون الدولي أصبحت بموجبها اكثر قدرة على استقبال الفرد والتعامل معه وافساح المهام امامه للعمل والمبادرة والمشاركة وتحديد أدوار متعددة للأفراد يكون بموجبها شركاء فاعلين مع باقي الأطراف في تحقيق الأهداف العالمية.
5. المواطنة العالمية لا تلغي البعد الوطني للمواطنة في مدلولها المتعارف عليه، فالقانون الدولي بات يتعامل مع الفرد في منظور مزدوج، حيث ينظر اليه باعتباره احد رعايا القانون الداخلي ويسري عليه النظام القانوني الوطني والذي يحكم شؤونه القانونية المختلفة ويكون المشرع الوطني صاحب اليد الطولى في تنظيم المراكز القانونية للأفراد داخلياً مالم يتعارض الامر مع التزامات الدولة ذات الطابع الدولي، في المقابل فان القانون الدولي الذي يرتب للفرد وضعاً دولياً خاصاً في مجال بعض نصوصه التي تجعله احد رعايا هذا القانون بشكل مباشر ومعني بخطابه وينشئ له مراكز قانونية مميزة ويكون فيها اكثر قدرة على تلبية متطلبات خطاب القاعدة الدولية والامتثال لأحكامها.


الفرد في القانون الدولي - القانون الدولي العام - المواطنة العالمية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع