مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


مكارم الأخلاق التي هي آداب الإسلام (1)

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


05/12/2022 القراءات: 591  


أين الذين لا يعرفون إلا النصح للمسلمين يبعدون عن الغش كل البعد ، بعث أبو حنيفة بمتاع إلى شريكه في التجارة حفص بن عبد الرحمن وأعلمه أن في ثوب منه عيبا واستوفى الثمن كاملا لثوب غير كامل وقيل ثمن المتاع الذي بيع ثلاثون ألفا أو خمسة وثلاثون ألفا فأبى أبو حنيفة إلا أن يبعث لشريكه في التجارة يكلفه أن يبحث عن المشتري ولكن لم يجده بعد البحث عنه .
فأبى أبو حنيفة إلا انفصالا من شريكه وتتاركا بل أبى أبو حنيفة أن يضيف الثمن إلى حر ماله وتصدق به كاملا من شدة الورع .
ويروى أنه كان عند يونس بن عبيد حلل مختلفة الثمان ضرب قيمة كل حلة منه أربعمائة وضرب كل حلة قيمتها مائتان فمر إلى الصلاة وخلف ابن أخيه في الدكان فجاء أعرابي وطلب حلة بأربعمائة فعرض عليه من حلل المائتين فاستحسنها ورضيها واشتراها ومضي بها وهي على يديه .
فاستقبله يونس فعرف حلته فقال الأعرابي : بكم اشتريت ؟ فقال : بأربعمائة . فقال : لا تساوي أكثر من مائتين فارجع حتى تردها . فقال : هذه تساوي في بلدنا خمسمائة وأنا ارتضيتها . فقال يونس : انصرف فإن النصح في الدين خير من الدنيا وما فيها .
ثم رده إلى الدكان ورد عليه مائتي درهم وخاصم ابن أخيه في ذلك وقال : أما استحيت أما اتقيت الله تربح مثل ثمنها وتترك النصح للمسلمين فقال : والله ما أخذها إلا وهو راض بها . قال : فهل رضيت له بما ترضاه لنفسك .
وروي عن محمد بن المنكدر أن غلامه باع لأعرابي في غيبته من الخمسيات بعشرة فلم يزل يطلب ذلك الأعرابي طول النهار ليرد عليه خمسة حتى وجده فقال له : إن الغلام قد غلط فباعك ما يساوي خمسة بعشر .
فقال : يا هذا رضيت . فقال : وإن رضيت فإنا لا نرضى لك إلا ما نرضاه

لأنفسنا . ورد عليه خمسة ومثل هذا كثير يوجد من الورعين الناصحين الذين يحبون لإخوانهم المؤمنين ما يحبون لأنفسهم نسأل الله أن يكثر أمثالهم وأن يقلل الغشاشين السراقين المنافقين الكذابين ، أين الذين لا تأخذهم في الله لومة لائم .
أين الذين يحنون إلى بيوت الله حنين الألف فارقه الألف .
أين الذين لا يطيب لهم مجلس إلا عند كتاب الله والبخاري ومسلم وسائر السنن أو ما أخذ منها أو ما هو وسيلة إليها .
أين الذين إذا فاتهم قيام الليل جلسوا يبكون على ما فات .
أين الذين درسوا سيرة المصطفى وأصحابه فكأنهم بينهم يترددون .
أين الذين يتقدمون إلى بيوت الله قبل الوقت ويسبحون ويهللون مات هؤلاء وبلية من أكبر البلا أن نفقد هذا الطراز فهل لك يا أخي أن تسلك سبيل هؤلاء لتكون قدوة ومثلا للعاملين .
وتفوز برضا رب العالمين فتحظى بالفوز بسكنى جنات النعيم التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من الحور العين والفواكه وغير ذلك فإن رغبت في ذلك فاجتهد في تحسين عملك الذي هو المهر لذلك .


مكارم الأخلاق التي هي آداب الإسلام (1)


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع