مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (66)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


19/10/2023 القراءات: 970  


هنيئًا لك:
حدثني الأخ الكريم سيد أحمد نورائي أن الشيخ عبدالرحمن سلطان العلماء كان مرة في البحرين مع مجموعةٍ من طلابه فمرَّ فجرًا بخيمةٍ فيها أحد الطلاب فقال: هنيئًا لك. فعلَّم طالبٌ المكانَ ثم عاد إليه وسأل مَنْ كان هناك قال: قال الشيخُ حين مرَّ بك: "هنيئًا لك" فما الخبر؟ قال: رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم في النوم.
قلت: وهذا يشبه ما جاء عن الإمام ابن سمعون:
قال الخطيب البغدادي: "حدثني رئيس الرؤساء شرف الوزراء أبو القاسم علي بن الحسن، قال: حدثني أبو طاهر محمد بن علي بن العلاف قال: حضرت أبا الحسين بن سمعون يومًا في مجلس الوعظ وهو جالسٌ على كرسيه يتكلمُ، وكان أبو الفتح القواس جالسًا إلى جنب الكرسي، فغشيه النعاسُ ونام، فأمسك أبو الحسين عن الكلام ساعة حتى ‌استيقظ ‌أبو ‌الفتح ورفعَ رأسه.
فقال له أبو الحسين: رأيتَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في نومك؟ قال: نعم، فقال أبو الحسين: لذلك أمسكتُ عن الكلام خوفًا أنْ تنزعجَ وتنقطعَ عمّا كنتَ فيه. أو كما قال". تاريخ مدينة السلام (2: 95).
***
ختام عجيب:
من اللافت أنَّ الشيخ أبا راس محمد بن أحمد المعسكري الراشدي الجزائري (ت: 1238) وضع ثبَتًا لمؤلفاته سمّاه: "شمس معارف التكاليف في أسماء ما أنعم الله به علينا من التكاليف"، فرغ منه يوم الاثنين ثاني عشرين رجب سنة (1238)، وتوفي في (15) من شعبان في تلك السنة. وآخر كتاب ذكره فيه الثبَتُ نفسُه: "شمس معارف التكاليف"، وقال: "وهو آخر تأليف، ولو أطال الله في عمرنا لزدنا". وذَكَـرَ قبله: "نبذة الزهر وأكمامه في بدء أمري واختتامه"! (نُشر هذا الثبت المهم في "مجلة آفاق الثقافة والتراث" في دبي، العدد: 89).
***
رأي في المنهج المختار:
أقول: منهج الاختيار في التحقيق يسوغ إذا لم يكن للكتاب روايات ولا إبرازات، فإذا كان كذلك لم يسغ التلفيق.
***
حول ذرية الشيخ محمد المكي الكتاني:
وُلد للشيخ محمد المكي بن محمد بن جعفر بن إدريس الكتاني الدمشقي: محمد الفاتح. تاج الدين. محمد علي. عمر. محمد خالد. عبدالقادر. عبدالله.
ووُلد لمحمد الفاتح: المعتز. أنس أحمد. وولد للمعتز: معاذ. عمار. أُبي.
ووُلد لتاج الدين: عبدالرحمن. عبدالكبير.
***
المسبحة!
هذه قصيدة جميلة للشيخ محمد زكي إبراهيم رحمه الله عن المسبحة، يقول فيها:
برغْمِيَ أخْفَيتُ (الْمِسبحه) ... فلم يبقَ في كشفِها مصلحهْ!
فكم مِن فتًى يقتني (سُبْحةً) ... وما ذكرَ الله أو سبَّحهْ!
وكانت علامةَ أهل الصفا ... ومَنْ طلبَ الله واستمنحهْ
تَدُقُّ على نبضات القلوب ... ستارَ الغيوب لكي تفتحهْ
وكان لها دَولةٌ بَرَّةٌ ... وكانت سلاحًا من الأسلحهْ
وكانتْ تجارةَ أهل التُّقَى ... فبارتْ تجارتُها المُربحهْ
وعادتْ سواءً بكف (السَّويِّ) ... وكف (الغوِيِّ) وذي (الأنفحهْ)
وقد مُسِخَتْ (ثُلثًا) تافهًا ... يُداعَبُ للَّهْوِ والأرجحهْ
ويحملُها حاملوها على ... سبيل الوجاهة (والبحبحهْ)
فذاك يُطوِّحها لاهيًا ... كما طوّح المرءُ (بالمروحهْ)!
وذلك يُرْعشها جاهدًا ... فتهتزُّ كالطير في المذبحهْ
يُحدِّثُ وَهْوَ يعدُّ بها ... ألُوفًا على الله مستقبحهْ!
فماذا يَعُدُّ؟ وماذا يَردُّ؟ ... ومَن يألف اللَّهوَ لن يبرحهْ
وذاك يُقلِّبُ حباتِها ... غَواليَ تُعْرَضُ مُستملَحهْ!
يظَلُّ يباهي العباد بها ... فتُعذَرُ إنْ قلتَ: ما أوقحهْ!
وذلك في عُنقه (سُبحةُ) ... بدا كضريحٍ من الأضرحهْ
مضى يشتهي أنْ يُقال له ... (وليٌّ) يطير بلا أجنحهْ!
وذاك يُرائي الرجالَ عسى ... يُقال إذا جاء: ما أصلحهْ!
وهذا يُماريك في حُكْمِها ... وذاك يجاريك كي تمدحهْ
فلا ذا ولا ذا أراد الهدى ... ولا طَلَبَ الحَقَّ أو رجَّحهْ
لقد قَلَّ مَن طلبوا ربهم ... بها فانتهت قصة (المسبحهْ)
حاشية: ذي الأنفحة: الحيوان، والمراد به الإنسان الحيواني. البحبحة: كلمة عربية صحيحة.
***
دخول "فتح الباري" زَبيد:
جاء في كتاب "النور السافر عن أخبار القرن العاشر":
"وفيها (901): قُدم إلى مدينة زبيد بكتاب "فتح الباري شرح البخاري" للحافظ شهاب الدين بن حجر من البلد الحرام. وهو أول دخول اليمن. وكان السلطان عامر أرسل لاشترائه فاشتراه بمال جزيل. ثم قدم به الرسولُ إلى مدينة زبيد. ثم توجّه به إلى باب السلطان فواجهه به في مدينة تعز. وهذا الكتاب من آيات الله الكبرى".
***
الإسلام والحق والقرآن وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:
جاء في «الإصابة في تمييز الصحابة» (3/ 13):
"سالم غير منسوب.
قال الواقدي: حدثنا أبو داود سليمان بن سالم عن يعقوب بن زيد بن طلحة التيمي أن رجلًا مرَّ على مجلسٍ بالمدينة فيه عمر بن الخطاب فنظر إليه فقال: أكاهنٌ أنت؟
فقال: يا أمير المؤمنين:
هدى اللهُ بالإسلام كلَّ جاهل.
ودفع بالحق كلَّ باطل.
وأقام بالقرآن كلَّ مائل.
وأغنى بمحمد كلَّ عائل.
فقال عمر: متى عهدُك بها؟ -يعني صاحبته-
قال: قبيل الإسلام أتتني فصاحتْ: يا سالم يا سالم... فذكرتْ قصة".
***
التوسل بقراءة السُّنة:
قال السخاوي في ترجمة سبط ابن العجمي في "الضوء اللامع":
"اتفق أنه في بعض الأوقات حُوصرت حلب، فرأى بعضُ أهلها في المنام السراج البلقيني فقال له: ليس على أهل حلب بأس، ولكن رُحْ إلى خادم السُّنة إبراهيم المحدِّث وقل له يقرأ "عمدة الأحكام" ليفرِّج الله عن المسلمين. فاستيقظ فأعلمَ الشيخَ فبادرَ إلى قراءتها في جمع من طلبة العلم وغيرهم بـ "الشرفية" يوم الجمعة بكرة النهار ودعا للمسلمين بالفرج، فاتفق أنه في آخر ذلك النهار نصرَ الله أهلَ حلب".
***
طيبة الغراء:
طيبة الغراء في مدح سيد الأنبياء للشيخ يوسف النبهاني هي همزية ألفية، طُبعت في بيروت سنة (1314).
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع