مدونة وسام نعمت ابراهيم السعدي


"فلسفة القانون الدولي ومبرراته بين مراحل النشأة ومتطلبات النضوج"

د. وسام نعمت إبراهيم السعدي | DR.Wisam Nimat Ibrahim ALSaadi


22/01/2024 القراءات: 936  


القانون الدولي بين مراحل النشأة ومعطيات النضوج بين تطلعات الأمس في إعادة طرح فكرة القانون الدولي كمفردة لها مدلول فعلي وواقعي وحقيقي وليس مجرد أفكار وفلسفات وتصورات وأمنيات، وبين انقسام حقيقي في المواقف في مجال التعامل مع هذا القانون باعتباره قانون وضعي والاعتراف به وبوجوده وبأهميته، ذلك الانقسام نجده أحيانا متكرس لدى فقهاء هذا القانون وبين المدافعين عنه، عندما يحاول بعضهم إنكار وجود بعض أحكامه أو يحاول أن يغلب الطابع السياسي على الطابع القانوني، في اطار مثل هذه الانقسامات وفي تطور أحكام القانون الوطني وتنامي الواقعية في مجال بناء قواعده، ويحاول البعض أن يعيد طرح بعض التساؤلات الجوهرية المتعلقة بالقانون الدولي، وهنا يثير هؤلاء الشكوك الفعلية حول إمكانيات التسليم بوجوده والخضوع والرضوخ لأحكامه، فالقانون الدولي قد يمثل بقايا قانون الشعوب الرماني أو ارتدادات للقانون الطبيعي أو في احسن المعطيات وافضلها هو تكريس لقانون القوة واعتراف بان القوة بمفهومها المادي قادرة على أن تضع قواعد معيارية بمقاييس قد لا تكون مقبولة على المستوى القيمي والأخلاقي أو قد تكون مفتقدة لمعطيات منطقية أو واقعية، وبالتالي عندما يتم تعطيل أحكام هذا القانون فلا غرابة في الأمر لان الموثوقية به هي بالأصل لم تكتمل ولان التسليم بوجوده هو الآخر لم يتم بشكل قطعي. واذا اردنا أن نقارن القانون الدولي بالقانون الداخلي فان هناك الكثير من الظلم سيمس هذا القانون، فالتشابه أحياناً في بعض المزايا والخصائص والسمات لا يعني بشكل مطلق أن تكون المقاييس التي يقاس بها كل من القانونين واحدة، فالقانون الدولي مستقل بشكل كبير في صيغه وضوابطه وأحكامه ومحدداته، وان أصول هذا القانون تختلف عن أصول القانون الداخلي وكذلك الأمر بالنسبة لأشخاصه، وعلى الرغم من نجاح القانون الدولي في التأسيس لمنظومة مستقلة خاصة به لها أحكامها ومبادئها وفلسفتها،


القانون الدولي العام - ذاتية القانون الدولي - اصول القانون الدولي


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع