مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم
سلسلة السيرة النبوية 🔻 غزوة أحد (7)
باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM
07/03/2023 القراءات: 430
ولما انصرف أبو سفيان ومن معه نادي: إن موعدكم بدر العام القابل.فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل من أصحابه: "قل: نعم، هو بيننا وبينك موعد "
ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم على بن أبي طالب رضي الله عنه ، فقال:
"اخرج في آثار القوم فانظر ماذا يصنعون؟ وما يريدون؟ فإن كانوا قد جَنَبُوا الخيل، وامْتَطُوا الإبل، فإنهم يريدون مكة، وإن كانوا قد ركبوا الخيل وساقوا الإبل فإنهم يريدون المدينة. والذي نفسي بيده، لئن أرادوها لأسيرن إليهم فيها، ثم لأناجزنهم ". قال على: فخرجت في آثارهم أنظر ماذا يصنعون، فجنبوا الخيل وامتطوا الإبل، ووَجَّهُوا إلى مكة .
فقد امتطت قريش إبلها ورضيت بما أحرزت من انتقام دون أن تتطلع إلى نصر حاسم بتعقب المسلمين في شعاب أحد أو التوجه إلى المدينة ، وفرغ الناس لتفقد القتلي والجرحي بعد منصرف قريش.
قال زيد بن ثابت رضي الله عنه :" بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد أطلب سعد بن الربيع رضي الله عنه ،فقال لي:
"إن رأيته فأقرئه مني السلام، وقل له: يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف تجدك؟" قال: فجعلت أطوف بين القتلي، فأتيته وهو بآخر رمق، فيه سبعون ضربة ؛ ما بين طعنة برمح، وضربة بسيف، ورمية بسهم، فقلت: يا سعد، إن رسول الله يقرأ عليك السلام، ويقول لك: أخبرني كيف تجدك؟
فقال: وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام، قل له، يا رسول الله، أجد ريح الجنة، وقل لقومي الأنصار: لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيكم عين تطرف، وفاضت نفسه من وقته" .
وأشرف رسول الله صلى الله عليه وسلم على الشهداء فقال:( أَنَا شَهِيدٌ عَلَى هَؤُلَاءِ ، لُفُّوهُمْ فِي دِمَائِهِمْ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ جَرِيحٌ يُجْرَحُ إِلَّا جَاءَ وَجُرْحُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَدْمَى ، لَوْنُهُ لَوْنُ الدَّمِ ، وَرِيحُهُ رِيحُ الْمِسْكِ ) .
وأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بدفن الشهداء ، وكانوا سبعين شهيدا ، اما قريش فقد قتل منها أثنان وعشرون رجلا ، وكان أناس من الصحابة قد نقلوا قتلاهم إلى المدينة فأمر أن يردوهم، فيدفنوهم في مضاجعهم وألا يغسلوا، وأن يدفنوا كما هم بثيابهم بعد نزع الحديد والجلود. وكان يدفن الاثنين والثلاثة في القبر الواحد، ويجمع بين الرجلين في ثوب واحد، ويقول:
"أيهم أكثر أَخْذًا للقرآن؟" فإذا أشاروا إلى الرجل قدمه في اللحد، وقال:"أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة" .ودفن عبد الله بن عمرو بن حرام وعمرو بن الجموح في قبر واحد لما كان بينهما من المحبة . لا
وسأل عليه الصلاة والسلام عن عمه حمزة رضي الله عنه سيد الشهداء ، فعن كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ : " أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمَ أُحُدٍ : ( مَنْ رَأَى مَقْتَلَ حَمْزَةَ ؟ ) فَقَالَ رَجُلٌ أَعْزَلُ : أَنَا رَأَيْتُ مَقْتَلَهُ ، قَالَ: ( فَانْطَلِقْ فَأَرِنَاهُ ) ، فَخَرَجَ حَتَّى وَقَفَ عَلَى حَمْزَةَ ، فَرَآهُ قَدْ شُقَّ بَطْنُهُ ، وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ مُثِّلَ بِهِ وَاللهِ ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهِ"
ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بحمزة رضي الله عنه ،عمه وأخيه من الرضاعة ، من تمثيل بجثته اشتد حزنه، فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - مرّ بحمزة يوم أُحد وقد جُدع (قطع أنفه)، ومُثّل به فقال: "لولا أن صفية تَجِدُ (تحزن)لتركته حتى يحشره الله من بطون الطير والسباع" فكفّنه في نمرة".
وجاءت عمته صفية رضي الله عنه تريد أن تنظر أخاها حمزة رضي الله عنه ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنها الزبير أن يصرفها، لا تري ما بأخيها، فقالت: ولم؟ وقد بلغني أن قد مُثِّلَ بأخي، وذلك في الله، فما أرضانا بما كان من ذلك، لأحتسبن ولأصبرن إن شاء الله، فأتته فنظرت إليه، ودعت له واسترجعت واستغفرت له. ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بدفنه مع عبد الله بن جحش ، وكان ابن أخته، وأخاه من الرضاعة، و ما يذكره كثير من أهل المغازي والسير من أن هند بنت عتبة رضي الله عنها تناولت كبده رضي الله عنه بعد مقتله فلاكتها ، فلم تستسغها لم يثبت في حديث صحيح .
وكان منظر الشهداء مريعًا جدًا يفتت الأكباد. قال خباب: إن حمزة لم يوجد له كفن إلا بردة مَلْحَاء، إذا جعلت على رأسه قَلَصَت عن قدميه، وإذا جعلت على قدميه قلصت عن رأسه، حتى مدت على رأسه، وجعل على قدميه الإِذْخَر .سلسلة السيرة النبوية
ولما انصرف أبو سفيان ومن معه نادي: إن موعدكم بدر العام القابل.فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل من أصحابه: "قل: نعم، هو بيننا وبينك موعد "
ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم على بن أبي طالب رضي الله عنه ، فقال "اخرج في آثار القوم فانظر ماذا يصنعون؟ وما يريدون؟ فإن كانوا قد جَنَبُوا الخيل، وامْتَطُوا الإبل، فإنهم يريدون مكة، وإن كانوا قد ركبوا الخيل وساقوا الإبل فإنهم يريدون المدينة. والذي نفسي بيده، لئن أرادوها لأسيرن إليهم فيها، ثم لأناجزنهم ". قال على: فخرجت في آثارهم أنظر ماذا يصنعون، فجنبوا الخيل وامتطوا الإبل، ووَجَّهُوا إلى مكة .
فقد امتطت قريش إبلها ورضيت بما أحرزت من انتقام دون أن تتطلع إلى نصر حاسم بتعقب المسلمين في شعاب أحد أو التوجه إلى المدينة ، وفرغ الناس لتفقد القتلي والجرحي بعد منصرف قريش.
قال زيد بن ثابت رضي الله عنه :" بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد أطلب سعد بن الربيع رضي الله عنه ،فقال لي:
"إن رأيته فأقرئه مني السلام، وقل له: يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف تجدك؟" قال: فجعلت أطوف بين القتلي، فأتيته وهو بآخر رمق، فيه سبعون ضربة ؛ ما بين طعنة برمح، وضربة بسيف، ورمية بسهم، فقلت: يا سعد، إن رسول الله يقرأ عليك السلام، ويقول لك: أخبرني كيف تجدك؟
سلسلة السيرة النبوية 🔻 غزوة أحد (7)
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة