مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (60)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


02/10/2023 القراءات: 870  


طيبة:
قلتُ فيها:
بركاتُ المدينةِ النبويّهْ ... أدركتَني وردَّتِ الروحَ فيّهْ
أي شيءٍ هذا الجمال وماذا ... في حِماها من المعاني البهيهْ!
يا ديارَ الحبيب أنت بلادي ... وهَوى سيدي لنا جنسيهْ
كتبَ الدمعُ في صحائفِ قلبي ... قصةَ الحبِّ والعهودِ الوفيهْ
***
المرأة (كنز):
من لطائف تعبير النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبرك بخير ما يكنز المرء؟ المرأة الصالحة: إذا نظر إليها زوجها سرته، وإذا أمرها طاعته، وإذا غاب عنها حفظته".
وعبّر كذلك صلى الله عليه وسلم عن النساء بالقوارير.
***
قول نُسب إلى أحمد خطأ:
جاء في كتاب "الغرر السوافر عمّا يحتاج إليه المسافر" للإمام الزركشي (ت: 794) في الباب الأول منه وهو في حقيقة السفر وفوائده، (ص: 19 من طبعة دار عمّار في الأردن، عن نسخة برنستون):
"وقال أحمد: رأيت دواءَ الاستعجال خيرًا من الاحتياج".
وعلق المحققُ على هذا بقوله: "لعل المعنى إصابة المرء بالابتلاء في السفر والاستعجال أفضل وأحسن من أن يحتاج الناس".
وإذا أُطلِقَ (أحمد) انصرف الذهن إلى الإمام أحمد بن حنبل، وقد استغربتُ القولَ وشرحه، ورجعتُ إلى المخطوط نفسه، وإذا القول فيه هكذا: "وقال أحمد ابن أبي دؤاد: الاستعجال خير من الاحتياج". فليس القول لأحمد بن حنبل، وقد تحرف (ابن أبي دؤاد) إلى (رأيت دواء)، وغيَّر المحققُ (خير) إلى (خيرًا).
ثم طُبع الكتاب وصدر عن دار الفضيلة في مصر، واعتمد المحققُ الثاني على نسخة توبنغن، ورجعتُ إليه فرأيتُ النص (ص: 32) هكذا: "وقال أحمد بن أبي دؤاد: الاستعلاج خير من الاحتياج". ورجعت إلى المخطوط نفسه للتأكد من لفظ "الاستعلاج" فرأيته هكذا فيه، وهو الصواب، جاء في «الصحاح» (1/ 330): «واسْتَعْلجَ جلدُ فلانٍ، أي غلُظ، فهو ‌مُسْتَعْلِجُ الخَلْقِ». فكأنه يريد أن العمل ومباشرة الحرف حتى يغلظ جلد الإنسان خير من أن يحتاج إلى الناس.
وربما (ربما) كان أصل اللفظ: "الإزعاج" وهذا يعني أنْ تُزعج عن دارك وأهلك، أي تطلب من قِبل أمير أو وزير لمقابلةٍ أو لعملٍ بعيدًا عن بلدك، وهذا عند القائل خير من بقائك في أهلك وأنت محتاج. والله أعلم.
***
مِن كتب الضبط:
كتب إلي الأخ الكريم الشيخ الجليل أبو شعبة محمد بن أحمد زغير المراكشي:
"شيخنا: من الكتب التي تعنى بالضبط كتاب (متشابه أسماء النقلة) لأبي الوليد ابن الفرضي المتوفى سنة (403)، وقد حُقق الكتاب في مرحلة الدكتورة في دار الحديث الحسنية من طرف أخينا الفاضل عبدالله الأنصاري، والكتاب من منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمملكة المغربية".
***
تفاؤل جميل:
«كان بقي [بن مخلد] يقول: لقد ‌غرستُ ‌لهم ‌بالأندلس غرسًا لا يُقلع إلا بخروج الدجال». سير أعلام النبلاء (13 / 291).
***
تصرُّف في عنوان:
للشيخ جلال الحنفي البغدادي: "المغنون البغداديون والمقام العراقي". وقد أعادتْ طبعه الدارُ العربية للموسوعات، وغيرتْ عنوانه إلى: "المقام العراقي وأعلام الغناء البغدادي"!
***
ابن حجر والبخاري:
كتب الأخ الكريم الباحث المحقق الشيخ عبدالرحيم يوسفان وفقه الله:
"عن شيء اسمه الحب أحدثكم.
نال صحيحُ الإمام البخاري من نفس الحافظ ابن حجر ما ناله يوسف من نفس امرأة العزيز ... بل أشد... حتى تكاد أعماله تنادي على العشاق: أيكم أجاد عرض محاسن محبوبه كما أجاد كاتبي ... أقلب الصحيح بين يدي مستعرضًا مفاتنه التي أجرى بها ابن حجر لعاب المحبين وأقام في جهات عقولهم الست منارات تنادي على خدام الصحيح: ألا هلموا فهاهنا يعرف الحبيب حبيبه... تعالوا معي لنستعرض عناوين ما سطره ابن حجر رحمه الله في حبه: صحيح الإمام البخاري:
1- هداية الساري لسيرة الإمام البخاري.
2- تغليق التعليق في صحيح البخاري.
3- هُدى الساري لمقدمة فتح الباري.ِ
4- التشويق لوصل المهم من التعليق.
5- التوفيق إلى وصل المهم من التعليق.
6- الإعلام بمن ذكر في البخاري من الأعلام.
7- المهمل من شيوخ البخاري.
8- أطراف الصحيحين على الأبواب والمسانيد.
9- الجمع بين الصحيحين على الأبواب بالأسانيد.
10- تلخيص الجمع بين الصحيحين.
11- شرح مطول للصحيح كتب منه مجلدة.
12- فتح الباري لشرح صحيح البخاري.
13- انتقاض الاعتراض.
14- النكت على تنقيح الزركشي
15- الملتقط من التلقيح لسبط ابن العجمي.
16- الاستنصار على الطاعن المعثار.
17- تحرير التفسير من صحيح البخاري على ترتيب السور منسوًبا عمن نقل عنه.
18- تقريب الغريب الواقع في صحيح البخاري.
لقد كتب ابن حجر بروح قلبه قصائد حبه ...معلقة بإثر معلقة كأنه ينادي على أهل الحب من طلاب العلم أن أقيموا براهين حبكم ...فإن قضيةً لا برهان عليها فرضية ينساها الزمن... إن نسوة المدينة لن يشهدوا على حبكم ما لم يجدوا برهان ذلك في جلال أعمالكم ونور أفعالكم
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم... إن التشبه بالكرام فلاح
اللهم إنا على شاطئ الحب فأقمنا فيه على الحقيقة يا رب وارزقنا بركته يا جواد".
***
الخلقا!
جاء في «كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون» (1/ 7):
"‌‌اتعاظ ‌الحنفا بأخبار الفاطميين الخلقا للشيخ تقي الدين أحمد بن علي المقريزي المتوفى بمصر سنة 845. الخلقا: بالقاف مِن: خلق الإفك. والمقريزي: بفتح الميم: نسبة إلى مقريز: محلة ببعلبك".
وقولُ حاجي خليفة: "الخلقا" أظنه مقصودًا منه لبيان رأيٍ له. وإلا فالسجعة واضحة.
***
وانقطع الجسر:
قال الخبزارزي:
ولما رأيتُ الحبَّ قد مدَّ جسُره... ونوديَ بالعشاق ويحكمُ فروا [كذا ولعل الصواب: مروا]
تبادرتُ نحو الجسر كيما أجوزه... فأدركني الحرمانُ وانقطع الجسرُ
ديوانه (ص: 86).
***
أين "الخلاصة الوفية"؟
للشيخ يوسف النبهاني: "الخلاصة الوفية في رجال المجموعة النبهانية".
قيل: هو في آخر المجموعة، ولم أجده في النسخة المصورة عندي (تصوير دار الفكر) فهي قد أسقطته.
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع