سؤال وجواب في الوتس اب (28)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
14/09/2023 القراءات: 502
السؤال (334):
استفتاء حول مشروعية عقد الزواج عبر موقع ميثاقي
بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشيخ حفظكم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: فنرفع إلى مقامكم الكريم استفتاء حول جواز إجراء عقد الزواج عبر موقع ميثاقي والذي يهدف إلى ضمان أعلى درجات التوثيق الرقمي لعقد الزواج خصوصا بالنسبة للمسلمين الذين يعيشون في دول غير إسلامية، مما يجعلهم أمام الكثير من العقبات لتوثيق عقد الزواج بشكل رسمي. لذلك فقد شارك مجموعة من طلبة العلم في وضع هذا التصور لحل مشكلة عقد الزواج الشرعي عبر موقع إلكتروني متخصص يشرف عليه مجموعة من المشايخ والذين يجرون العقد الشرعي عبر الخطوات التالية:
1. يقوم الطرفان برفع الوثائق اللازمة لإثبات شخصيهما
2. يقوم الطرفان برفع الوثائق اللازمة لإثبات ولي الأمر وصلته بالمخطوبة
3. تقوم لجنة بمراجعة هذه الوثائق والتأكد منها
4. يتم تحديد موعد لعقد القرآن
5. يحضر الشيخ العاقد (من طرف الموقع) مع الولي والشاهدان والخاطب والزوجة في مكالمة جماعية.
6. يتأكد الشيخ من هوية الحاضرين
7. يقوم بإقامة مجلس العقد بإجراء الصيغة وإثبات الشروط إن وجدت
8. يتم تسجيل الجلسة بطريقة رقمية مشفرة
9. يتم إصدار وثيقة زواج بناء على تلك الجلسة
10. يتم تسجيل الوثيقة في نظام Blockchain برقم محمد ويتم تشفيرها بهذا النظام الذي يضمن عدم إمكانية تزويرها
في حالة الطلاق يقوم الزوجان بإجراءات إثبات الطلاق التالية:
1. يدخل الزوج ويقدم طلب توثيق الطلاق
2. يقوم بإدخال بيانات الشهود وتاريخ إجراء الطلاق
3. يقوم الموقع بإبلاغ الشيخ الذي أجرى عقد الزواج ويتم إصدار وثيقة إثبات الطلاق بالبيانات المذكورة
4. يتم تذييل العقد الأصلي في الموقع بتاريخ الطلاق
بإمكان أي شخص حصل على نسخة عقد الزواج الدخول عبر باركود للمعلومات الكاملة لعقد الزواج بما في ذلك مشاهدة فيديو جلسة العقد، بحيث نضمن أعلى درجات المصداقية والتثبت لحفظ حقوق المتعاقدين.
كما يشرف على هذا الموقع مجموعة من طلبة العلم والمشايخ وتشكل اللجنة العلمية أساس الإشراف على كل خطوات العمل في الموقع.
فهل ترون فضيلتكم إجازة التعاقد وهل تفيدون بأي إجراء يمكنه أن يضاف إلى هذه الإجراءات.
هذا والله نسأل أن يبارك في علمكم ويزيدكم بصيرة وهدى.
الجواب:
أرى جواز إجراء عقد الزواج، أو الطلاق بهذه الإجراءات المذكورة.
اختلف الفقهاء في إجراء عقد النكاح في وسائل التواصل الاجتماعي على قولين:
1- القول الأول: منع إجراء عقود الزواج عبر هذه الوسائل، وألغوا الإيجاب المعقود عبرها، وإليه ذهب مجمع الفقه في اجتماعه عام (1990م).
ومبنى قولهم على الاحتياط، وأنَّ الأصل في الأبضاع التحريم.
2- القول الثاني: ذهبوا إلى جواز إجراء هذه العقود عبر وسائل التواصل الحديثة، وقاسوا هذا العقد بعقد الرسول أو بالعقد الكتابي فهو بين غائبين.
بيان المسألة والنظرة الواقعية لهذا العقد:
إنَّ عقد الزواج عبر هذه الوسائل اليوم أخذ بعدًا جديدًا عن السابق، حيث استحدثت أمورٌ وتقنيات لم تكن متوفرة في عام (1990).
وإنَّ وسائل التواصل الحديثة قربت البعيد، وأصبح التواصل أمرًا ميسورًا سهلًا.
والعقود التي تستحدث عبر هذه الوسائل يمكن أنْ تأخذ أحكام المجلس الذي تحدث عنه الفقهاء، ومجلس العقد اليوم إذا استخدم فيه وسائل الصوت والصورة أصبح لهما حكم الزمان والمكان الواحد، فلِمَ التفريق؟
بل إنَّ إجراء العقود عبر هذه الوسائل قد تكون أفضل من التوكيل وإرسال الرسول؛ لأنَّ العقد فيهما يكون موقوفًا على مَنْ صدر منه الإيجاب، وفي وسائل التواصل يكون إجراؤها عبر العاقدين أنفسهما ولا تحصل فيها النزاعات والاختلافات.
وقد رجّح د. السند الرأي القائل بجواز انعقاد النكاح بالانترنت كتابة أو مشافهة، وأجاب على الإشكالات التي طرحت من قبل. انظر الأحكام الفقهية للتعاملات الإلكترونية (ص: 230-231).
ولا بدَّ من وضع ضوابط تقننُ هذا الأمر، وهي:
- إجراء هذا العقد في محاكم الدولة الرسمية، عبر وسائل تقنية رائدة تعتمد على بصمة الوجه ومقارنتها بالهوية الرقمية.
- حضور الولي والشهود في مجلس العقد .
- الأفضل الاعتماد على تقنية الصوت والصورة مجتمعين دفعًا لأي التباس.
- ينتهي مجلس العقد في حال انقطاعه بسبب العوارض الخارجة عن الإرادة مثل انقطاع النت أو انتهاء شحن الجهاز أو غيرها، ويلزم كلا المتعاقدين بإعادة الصيغة.
التوصيات:
- إلزام الجهات القضائية بإجراء منصة موحدة مجهزة بتقنية مسح الوجوه ثلاثية الأبعاد مرتبطة بالهوية الشخصية لإجراء عقود الزواج.
- إلزام مؤسسات المنصات الاجتماعية بربط حساب التواصل الاجتماعي بالهوية الرقمية لمنع الانتحال والتزوير.
ولينظر: "أحكام وسائل التواصل الاجتماعي وضوابطها. بحثٌ أعدَّ بدعوةٍ من مجمع الفقه الإسلامي الدولي في منظمة التعاون الإسلامي، لأعمال الدورة الخامسة والعشرين (1444-2023م)".
***
السؤال (335):
أرجو بيان رأيكم الكريم بمن ينكر أن يكون المقصود من النملة في قصة سليمان النملة المعروفة، مع التقدير والاحترام
الجواب:
أنا مع جماهير أهل العلم في تفسير كتاب الله، ومِنْ ذلك تفسيرُهم للآيات التي ذُكرت فيها النملة. وما قاله المتكلمُ المذكورُ -على طُوله- هو مِنْ قبيل الرأي الشخصي المُخالف. وليس بنا حاجةٌ إليه.
***
السؤال (336):
شيخنا، حرف (خ) فوق الجملة التي في الحاشية هل يعني: نسخة أخرى؟
الجواب:
نعم.
***
أسئلة وأجوبة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة