مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم
التحذير عن تعاطي المسكرات والمخدرات(2)
باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM
13/12/2022 القراءات: 803
روى الطبراني بسند صحيح والحاكم وقال : صحيح على شرط مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما أن أبا بكر وعمر وناسا جلسوا بعد
وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا أعظم الكبائر فلم يكن عندهم فيها علم فأرسلوني إلى عبد الله بن عمرو أسأله فأخبرني أن أعظم الكبائر شرب الخمر فأتيتهم فأخبرتهم فأنكروا ذلك ووثبوا إليه جميعا حتى أتوه في داره فأخبرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « إن ملكا من ملوك بني إسرائيل أخذ رجلا فخيره بين أن يشرب الخمر أو يقتل نفسا أو يزني أو يأكل لحم الخنزير أو يقتلوه فاختار الخمر وأنه لما شربها لم يمتنع من شيء أرادوه منه » .
وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « ما من أحد يشربها فتقبل له صلاة أربعين ليلة ، ولا يموت وفي مثانته منها شيء إلا حرمت عليه بها الجنة ، فإذا مات في أربعين ليلة مات ميتة جاهلية » .
وفي تصوير إثم الخمر يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه : لو وقعت قطرة منها في بئر فبنيت عليه منارة لم أؤذن عليها ولو وقعت في بحر فجف فنبت الكلأ لم أرعه .
وقال ابن عمر رضي الله عنهما لو دخلت أصبعي فيها لم تتبعني .
اللهم ثبت لنا قلوبنا على دينك وألهمنا ذكرك وشكرك واختم لنا بخاتمة السعادة واغفر لنا ولوالدينا وجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين ، وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين .
موعظة : عباد الله إنما حرم الله عليكم الخمر لما فيه من الأضرار والأخطار ، وما منعكم من شربها إلا لما ينشأ عن ذلك من المفاسد
والشرور والأضرار ، فشارب الخمر ملعون على لسان نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم وبائعها ، وشاريها ، وعاصرها ومعتصرها ، وساقيها ، وحاملها ، والمحمولة إليه ، ومدمن شربها لا يدخل الجنة ، بل يدخل النار ويسقى من طينة الخبال ، عرق أهل النار وورد أن مدمن الخمر كعابد وثن فشارب الخمر مفسد لدينه ، ومفسد لجسمه ، وصحته وجان على نفسه ، وعلى أولاده ، وأقاربه ، وأهله وجيرانه ومفرط في ماله ومسرف فيه وعابث بكرامته ، وساع إلى الشر والفساد بيده ، ورجله ، ولسانه ، وصائل ، خبيث على الخلاق والأديان شارب الخمر عضو مسموم في جسم مواطنيه إذا لم يبادروه بالعلاج أو يقطعوه أصابهم ضرره ، شارب الخمر يزين الشر ويحسنه ، لبنيه ، وبناته ، وأصدقائه ويدعوهم بلسان حاله ومقاله ، وأنتم تعلمون أن داعي الفساد مجاب قي كل زمان ومكان وأنصاره بلا عد ولا حسبان ، وإذا دبت الخمر في رأس شاربها فقد شعوره ، وزنى ، ولاط ، أو ليط به ، وجاء بأنواع الفحش ، والفجور ، وسب وشتم ، وقذف ، ولعن ، وطلق وسب الدين والمسلمين بل ربما وقع على أمه ، أو بنته أو أخته أو على نساء جيرانه أو على بهائمه ، وربما كفر بالله وارتد عن الإسلام ، وترك الصلاة ، وأفطر في رمضان ، وسب القرآن ، وبالجملة أن من تعاطى الخمر سقط من شاهق مجده إلى مستوى الخنازير ، والقردة يصدق بهذا من عاين شارب الخمر وقد استولى عليه الشراب وغطى عقله فترى من يقوده متعب ، يجره كما يجر الدابة الحرون بل الدابة تمشي احيانا هادئة إذا جرت لا تتعب القائد دائما ، وأما السكران فيميل بقائده هكذا وهكذا حتى يكلفه متاعب عظيمة ، والدابة إذا رأت حفرة امتنعت عنها وتباعدت عنها ، أما شارب الخمر فتكون الحفرة أمامه ، ويسقط فيها ، والدابة ربما دافعت عن طعامها وشارب الخمر تسلب منه النقود ، ولا
يحصل منه أدنى ممانعة ، ومعنى هذا أن البهيمة أرجح وأحسن حالا منه وقد قال الخبير بأحوال شراب الخمر : من أراد أن يعرف قدر السكير فلينظر إلى قهقهته ، وضحكه ، والخمار يوالي الصفعات على قفاه ، ولينظر رقصه أمام البزور ، كأنه قرد يرقصه صاحبه ، ليضحك من يراه ، ولينظره وهو يجري وراء أمه ، أو بنته ، ليقضي منها حاجته ومناه ، ولينظر وامرأته تكنس ملابسه وتمسحها من الأوساخ التي يقذفها على ثيابه ، والقاذورات ، هذا قدر شارب الخمر عندنا ، أما عند الله عز وجل فهو كعابد وثن ملعون نسأل الله جل وعلا أن يعصمنا وإخواننا المسلمين منها ومن سائر المعاصي وأن يلطف بنا ويوفقنا .
اللهم يا عظيم العفو يا واسع المغفرة يا قريب الرحمة ، يا ذا الجلال والإكرام اللهم أذقنا عفوك وغفرانك واسلك بنا طريق مرضاتك . وعاملنا بلطفك وإحسانك واقطع عنا ما يبعد عن طاعتك اللهم وثبت محبتك في قلوبنا وقوها ويسر لنا ما يسرته لأوليائك واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين ، وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين .
فصل : واعلم أن الخمر نجسة يغسل ما أصابته من بدن أو ثوب أو إناء ويصب على ما أصابته من الأرض ماء كنجاسة البول لما في حديث أبي ثعلبة الخشني أنه قال : يا رسول الله أنا بأرض قوم أهل كتاب يأكلون الخنزير ويشربون الخمر أفنأكل في آنيتهم قال : « لا ، إلا أن تجدوا غيرها ، فاغسلوها ثم كلوا فيها » .
ولا يجوز التداوي بالخمر لما في صحيح مسلم عن طارق بن سويد الجعفي انه سال النبي صلى الله عليه وسلم عن الخمر فنهاه أو كره أن يصنعها فقال : أصنعها للدواء فقال : « إنه ليس بدواء ولكنه داء » . وروى أبو داود في سننه من حديث أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن الله انزل الداء والدواء وجعل لكل داء دواء ، فتداووا ولا تتداووا بالمحرم » .
وذكر البخاري في صحيحه عن ابن مسعود أن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم وفي السنن عن أبي هريرة قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدواء الخبيث . وفي السنن انه صلى الله عليه وسلم سئل عن الخمر يجعل في الدواء ؟ فقال : « إنها داء وليس بالدواء » . رواه أبو داود والترمذي ، ويذكر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : « من تداوى بالخمر فلا شفاه الله » .
التحذير عن تعاطي المسكرات والمخدرات(2)
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع