مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


(نصيحة محب لوجه الله) رسالة وددت لو قرأها كل شباب الاسلام

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


07/04/2023 القراءات: 362  


نصيحة محب لوجه الله
رسالة وددت لو قرأها كل شباب الاسلام
اللهم أبرأ بها اليك علها تنفعنى يوم لا ينفع مال ولا بنون

اضحك ساخرا مني ، اضحك معاندا لي ، مصدقا لمن أقنعوك أن من يحاولون إيقاف ضحكك هم أعداء السعادة والمرح ، أعداء الفرح والضحك !!
اضحك من أعماق قلبك كما تشاء يا بني ، لكن أرجوك امنحني فرصة أهمس في أذنك بكلماتي هذي ، اسمعها للنهاية ثم اضحك يا بني بعدها إن شئت أن تضحك ، أو باﻷصح إن استطعت أن تضحك.

بداية دعني أعرفك بما أعنيه بمصطلح الضحك ..أنا لا أعني ذاك الصوت الخارج من حنجرتك الذي يحيل لون وجهك للأحمر وينفض جسدك كما لو صعقته الكهرباء ويجري دمع عينيك ..لكني أعني بضحكك فلسفة حياتك ، التي جعلت من الضحك فيها رسالة وهدفا ودافعا ووسيلة ، تنفق المال لتضحك ، تهجر اﻷهل لتضحك ، تترك العلم لتضحك ، تبحث عن البيئة التي تطلق فيها ضحكاتك ، وتنتعش أكثر وأكثر مع الظروف التي تعلو فيها هذه الضحكات .
إنني أتحدث عن مستنقع السخف الذي غاصت فيه أقدامك ، وتاهت فيه أحلامك وسقطت فيه مقومات قوتك وأعمدة مستقبلك ..
أرجوك يا بني .. حرر نفسك قليلا من هذا المستنقع أبطل مفعول الضحك لتفهم قولي .. فلم يعد وضعك يحتمل الصمت ..

انظر كيف يتوجه لك العالم كله بخططه وتقنياته وبرامجه ووسائله وأمواله لتظل ضاحكا غافلا لاهيا ..ثم يتجاهلك جريحا طريدا شريدا مقهورا ضائعا !!
يا بني ..ألم تدرك بعد أن العالم ينقل صور اﻷطفال والنساء والشيوخ في معرض زيفه وكذبه ، وهم يسقطون ضحية مكره ونتيجه تآمره .. وأنت ..أنت ..أيها الشاب لا يلتفتون لك حتى في سياق مشاعرهم الكاذبة .. مع أنك أكثر من يصطلي بويلات الحروب ويتألم من ضياع اﻷوطان ..أكثر من يدرك معنى القهر ..تموت من سم القهر والهوان أكثر مما يموت البقية جوعا وقتلا وخوفا ..
إن ألمك أنت يفوق ألم اﻷطفال الذين فقدوا أطرافهم ..ألمهم لحظي لكن ألمك أعمق .. إن قهرك أنت يفوق قهر الفتيات اللاتي انتهكت أعراضهن ..قهرهن ضعف وقهرك هوان وذلة .. إن خوفك أنت يفوق خوف الشيوخ الذين ضاعت أوطانهم وهدمت بيوتهم ..أتعلم لماذا ؟ إنهم يوشكون على فراقها فقد شارفت أعمارهم على الانتهاء وما انقضى من ماضيهم أكثر بكثير من مستقبل قليل ينتظرهم لا يستحق عناء التفكير به فضلا عن بنائه.. أما أنت .. فتفقد مستقبلك وموطنك وبيتك الذي يحتضن أحلامك ويؤوي كرامتك ..
أيها الشاب .. باختصار ..أنت صفر بالمئة في ميزان اﻹنسانية ..صفر في إحراز التعاطف العالمي لن تحظى حتى ببيت شعر ولا أغنية تبكي حالك رغم أنك اﻷكثر ألما .

في المقابل .. أنت اﻷعلى أملا .. واﻷكثر مسؤولية ..عليك تقع مسؤولية المقاومة والدفاع والإسعاف .. لا يرحمك العالم عندما تصاب ، عندما تجوع ، عندما تخاف .. ولا يرحمونك بل ولا ترحم نفسك عندما لا تتجاهل جراحك لتضمد جرح شيخ ، ولا تكف اللقمة عن فيك وأنت جائع لتطعم بها طفلا ، ولا تتمرد على خوفك لتنتزع امرأة من رهبة المخاوف .
يقدمك أهلك لمواجهة المحن ولا يمكن أن يستعيضوا عنك بغيرك من النساء واﻷطفال والشيوخ ، ويحرص كل الحرص أعداؤك على تحييدك ومنعك من تقدم الصفوف .. نعم أعداؤك .. أولئك الذين رعوك منذ نعومة أظفارك لتنشأ ضاحكا وتظل ضاحكا وتموت ضاحكا ، وصرفوا لذلك أموالهم وجهودهم المنظمة .
باختصار يا بني ..أنت تحتل اهتمام أعدائك بنسبة 100 بالمئة ، تحتل آمال أهلك بنسبة 100 مائة .

بالله عليك .. مالذي يضحك يا بني في عالم هذا حاله .. وأنت في موقع هذا وصفه وعلى عاتقك هم هذا حجمه !!
ربما ﻷنك لا زلت آمنا في بلدك ، ربما لم تر بعد أخواتك يُغتصبن ويُؤذين ، ربما لم تشهد موت أخيك الصغير جوعا ، لم تشهد بكاء أبيك قهرا ..
لقد غطى صوت ضحكاتكم على وقع أقدام أعدائنا حتى وصلوا لقعر بيوتنا.. افهم يا بني .. فما أسهل إفهامك في عصر يسوق لك الشواهد .
وإن اخترت أن تستمر في ضحكك ، فدعني أقطع ضحكاتك بحقيقة لن تختلف معي عليها .. فلا زالت سنّة الموت تتحقق فيكم ..تخطف أمانيكم ..تباغت أمنكم ..خبرني عن بلد .. عن زمن .. عن ظروف ؛ تغلب فيها الشباب على سنّة الموت !!
ألم يخطفكم بالسيارات ..باﻹيدز ..بالسرطان.. ألم يصرعكم قتلا وفتنة وتهورا !!

دعك ممن يريدونك أن تحيا ضاحكا وأنت تتوقع ما يبكيك في أي لحظة ولا تملك معرفته ولا تجنبه ولا تقوى على مواجهته .. مجهول لك موعده ووسيلته ..
بل دعك منا يا بني ..فنحن للأسف نشارك أعداءك في الجناية عليك ..دعك منا آباء وأمهات لم يوقظوك للصلاة .. لم يمنعوك من المحرمات .. لم يهيئوك للثبات .
دعك منا مجتمعا لا يلتفت إليك إلا وأنت ضاحك ، ويتجاهلك مبدعا تقيا صالحا ، ينطرح بين يديك جمهورا ليذكي سخفك ويؤجج ضحكك ويروج له ويشجعك على مواصلة الضحك .. وينفضّ عنك كلما استجمعت عقلك وقلصت ضحكك…


(نصيحة محب لوجه الله) رسالة وددت لو قرأها كل شباب الاسلام


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع