رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (130)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
18/01/2024 القراءات: 501
مصادر العلم:
هذه كلمةٌ موجزةٌ أوجهُها إلى جميع القراء المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي، أقولُ لهم بإخلاص -بعد تجربة ومتابعة وفحص-: احذروا الاعتماد على ما يُنشر في وسائل التواصل، واجعلوا الشك قبل الوثوق، والريبة قبل الاطمئنان. لا تنقلوا شيئًا إلا مِنْ مصدر عرفتموه، ولا تعيدوا نشرَ شيءٍ إلا إذا راجعتوه، ولا يغرَّنكم وجودُ عزوٍ إلى كتابٍ وذكرُ رقم صفحةٍ وجزءٍ؛ فرُبّما كان هذا تدليسًا أو خطأ، وربما كان هناك تصرُّفٌ في النقل، وربما حكّمَ الناقلُ رأيَه وتصرّفَ، إنَّ العاقل يحتاطُ لنفسه فلا يفتحُ أبوابَها على مصارعها لتستقبلَ الأخبار مما هبَّ ودب، ويلجأُ إلى تلقي العلم مِنْ مصادرهِ الموثوقة، ويحتاطُ لنفسهِ كذلك فلا يعتمدُ إلا على كتبٍ مطبوعةٍ بإتقانٍ، مخدومةٍ بعلمٍ، مُخرجةٍ بصدقٍ.
***
المنهاج المُيسّر في الانتفاع بالقرآن:
هذا كتابٌ أرسلَه إليَّ مؤلِّفه قائلًا: "أرجو أن تكونوا بخير وعافية. هذا "المنهاج الميسر في الانتفاع بالقرآن"، كنتُ أشتغلُ عليه من مدة. أرجو رأيكم وملاحظاتكم حوله. هو ليس للنشر الآن. يهمني رأيكم بشدة. بوركتم".
فكتبتُ إليه: "هذا كتابٌ مباركٌ، فتح الله به عليك، وادَّخره لك، سارعْ بطباعته ورقيًّا والكترونيًّا. تقبل الله منك هذه الجهود، وكتب لك الأجر الممدود.
***
"مشاكلة الناس لزمانهم":
هذا عنوان كتابٍ لأحمد بن يعقوب اليعقوبي. في خزانة الفاتح برقم (4/5347)، من (73 ب) إلى (75 أ). والعنوان جذاب، والموضوع شائق، وهو يشبه: "الناس على دين ملوكهم"، وددتُّ لو حصلتُ عليه.
***
إلى الأسرة:
هذه رسالة كتبتُها إلى الأسرة ونحن في مجموعة واتسابية خاصة أنشاتها لتبادل أخبارنا الخاصة:
"ودعنا العامَ (2023)، واستقبلنا العامَ (2024)، وأرجو مِنْ كل فردٍ أن يكتب تقريرًا يلخصُ فيه أعماله ومنجزاته في العام المنصرم، ويذكر الأشياء الجيدة في نظره وغير الجيدة، بكل شفافية ووضوح، ثم يذكر خطته للعام الجديد وماذا يريد أن يعمل فيه مستعينًا بالله تعالى، وما يأمل فيه متوكلًا على الله تعالى.
إن العيش من غير مراجعةٍ دائمةٍ لما مضى، وتخطيط للآتي يصبح عيشًا فوضويًّا، لا يعرف فيه الإنسانُ موضع أقدامه، ولا ينتبهُ فيه لمنجزٍ يُشْكَر، أو تقصير يُجْبَر، أو خطأ يُعْبَر.
ضعوا لأنفسكم خطة واعملوا على تحقيقها، ولا تسترسلوا مع الأحلام، فإنها شأن النيام.
ومعذرة لخطابكم بالعام الميلادي فإنه العامُ الذي أصبح عام العمل".
***
ذكرى عالم صالح:
قال الشيخ عبدالله المسعود:
"الوالد الشيخ محمد علي المسعود -رحمه الله- في ذكرى وفاته السادسة والعشرين: الأربعاء 15 رجب 1419هـ الموافق ٤ تشرين 1998:
سطور من شمائله:
1-محبته لله: تظهر في صدق العبودية، والإخلاص له، والحبّ والنصح لخلقه.
2-محبته لكتابه: إضافة لمدامته على تلاوته، وتدبّر آياته، وتطبيق أخلاقه وأحكامه؛ فقد كان يسير الأميال لمدارسة تفسير كتاب الله، إذا لم تتيسر وسيلة نقل لذلك.
3- محبته لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تتجلى في:
-العناية بكتب الحديث الشريف، واستجلاب الحديث الطباعة والتأليف منها (بواسطة الشيخ قاري عباس) في المدينة المنورة، ووصولها له عن طريق محبيه من الزوار.
- دراسته لها: خُتمت حياته المباركة بعد أن أنجزَ التعليقات المفيدة على: "كنز العمال"، وشرع في شرح "الزيادة على الجامع الصغير".
-وحدِّثْ ولا حرج عن حبِّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وما يتعلق به من ربوع وديار، ولهْجِه بالصلاة والسلام عليه في مجالسه، وترداد حديثه الشريف بين جلسائه ومحبيه.
-ومن ذلك الاتباع الكامل له صلى الله عليه وسلم في سيرته وشمائله، في مأكله ومشربه وشأنه كلِّه.
وكل عمل من أعماله يدعمه بشاهد من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وشمائله الشريفة، وكأنه السنة النبوية المتحركة.
4-حبه العلم، ومدارسته، ونشره له، من ذلك أنه:
- وضع جميع أبنائه في طلب العلم، ومَن وجدَ فيهم النباهة من أبناء أحبابه، حتى إنَّ أحدهم أحصى طلاب العلم في منطقته من 60 إلى 100 طالب علم!
- كان يربط أبناءه بالنصوص الشرعية، والأخلاق المحمدية، فيُقرؤهم النصوص الشرعية، فيما يطلبون، ويتساءلون.
5-الزهد العملي في الدنيا والوظائف والمناصب متمثلًا الحديث الشريف: "ازهد في الدنيا يحبَّك الله، وازهد فيما عند الناس يحبَّك الناس"، لذلك شُغف به الناس حبَّا، فما ترى أحدًا سمع به، أو عايشه، إلا ويذكره بالثناء الحسن، وذلك فضل الله على أحبائه وأوليائه.
6-العفة في حياته: فقد كان عفَّ اللسان، وعفَّ المطعم والمشرب والملبس، فلم يطلب من الناس، ولم يتشوّف إلى ما في أيديهم.
7-اللطف المتناهي في تعامله مع أهله، وذويه، وجلسائه، وفي رسائله.
8- رحابة صدره ونقاوة قلبه يتجلى في حلمه، وأخلاقه العالية
9-كرمه، في أخلاقه مع إخوانه ومحبيه، وإطعامه الطعام لكل مَن وفد عليه.
10-جمع أنواع الطهارة:
-كان طاهر المجلس: لُا يذكر بين يديه أحد إلا بخير.
-طاهر السمع: فلا يحبَّ أن يسمع عن أحد إلا بخير.
-طاهر اللسان: فما رأيته أولع بشتمٍ قط.
-وطاهر القلم: فما كتب بقلمه أذى مسلم قط.
هذه الصفات وُصف به السلطان صلاح الدين –رحمه الله- وتحقق بها شيخنا الوالد رحمه الله.
11- جمع الفقه الأكبر والأصغر:
قال الحسن البصري رضي الله تعالى عنه: "إنما الفقيه الزاهد في الدنيا الراغب في الآخرة البصير بدينه المداوم على عبادة ربِّه الورع الكافّ عن أعراض المسلمين، العفيفُ عن أموالهم، الناصح لهم". وهذه سماتُ الفقيهِ الفقهَ الأكبر، وأحسبُ أن شيخنا الوالد كان من أهلها.
اللهم ارحمه رحمة واسعة، واجمعنا معه في أعلى عليين".
***
منوعات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة