مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ (25)

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


13/03/2024 القراءات: 307  


الزكاة المفروضة
الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام، وأحد مبانيه العظام، وهي قرينة الصلاة في آيات كثيرة، في كتاب الله تعالى وقد توعَّد الله تعالى منكريها ومانعيها، والباخلين بها، الممتنعين عن إخراجها، قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ} [سورة التوبة، الآيتان (34- 35) ] .
كما أغلظ الله تعالى عقوبة من بخل بأداء الزكاة، فقال جل شأنه: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [سورة آل عمران، آية (180) ] .
وقد بين عليه الصلاة والسلام، صفة هذه العقوبة وكيفيتها، بقوله: "من آتاه الله مالا فلم يؤدِّ زكاته، فمثل له يوم القيامة شجاعا أقرع، له زبيبتان، يطوّقه يوم القيامة، ثم يأخذ بلهزمتيه، ويقول: أنا مالك، أنا كنزك" متفق عاجه.
إن العقوبة لا تتوقف عند هذه الصور فحسب، بل إن أهل الزكاة، المستحقين لها من الفقراء وغيرهم، والذين تتعلق حقوقهم التي فرضها الله لهم في أموال الأغنياء، يُطالبون يوم القيامة أن ينصفهم الله من الأثرياء، الذين منعوهم حقوقهم، وهناك يكون الوفاء بالحسنات والسيئات، لأن زمن التعامل بالنقد قد انتهى، وكان في الحياة الدنيا، فقد روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: "ويل
للأغنياء من الفقراء يوم القيامة، يقولون. ربنا ظلمونا حقوقنا التي فرضت لنا عليهم، فيقول الله عز وجل: وعزتي وجلالي، لأدنينكم، ولأباعدنهم، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} " سورة المعارج، الآيتان (24- 25) ، رواه الطبراني.
إن النصوص الواردة في الحث على، الزكاة، والمحذرة من منعها، والمبينة عقوبة من تهاون بإخراجها، كثيرة جدا، لايسع المؤمن الذي يخشى الله تعالى ويخافه، إلا أن يبادر لأداء الزكاة، وتسليها حقوق المستحقين لهم، طيبة بها نفسه، فريضة واجبة، لا تكرما وتفضلا منه، لا سيما أن القدر الواجب إخراجه قليل بالنسبة لكامل المال، والله تعالى يبارك في المال المزكَّى ويزيده وينميه، ويحفظه، قال عليه الصلاة والسلام: "ما نقصت صدقة من مال" رواه مسلم، وقال أيضا: "ما منع قوم زكاة أموالهم إلا حبس الله عنهم القطر" رواه الحاكم والبيهقي، فضرر منع الزكاة ليس قاصرا على المحتاجين من بني البشر، بل إنه يتعداه ليشمل البهائم والطيور والحيوانات، والنباتات والأشجار، التي يتوقف المطر عنها بسبب حبس الأغنياء زكاة أموالهم وبخلهم بها.
إن المال محبوب لكل الناس، ودليل، قوة الإيمان، وصدق اليقين، والتسليم لأوامر الله، أن يجود المالك. بمحبوبه، طلبا لرضا خالقه الذي أنعم به عليه، ومكَّنه منه، كما أن إخراجها سبيل لتطهير النفس من الشح والبخل: {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [سورة الحشر، آية (9) ] .


يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ (25)


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع