رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (121)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
09/01/2024 القراءات: 558
بين البخاري والترمذي:
رجح الإمام البخاري رواية زهير عن أبي إسحاق عن عبدالرحمن بن الأسود عن أبيه عن ابن مسعود على رواية إسرائيل؛ للانقطاع بين أبي عبيدة وبين ابن مسعود، وأبو إسحاق قال: حدثني عبدالرحمن بن الأسود فزال قلقُ التدليس، وتابع زهيرًا إبراهيم بن يوسف بن إسحاق عن أبيه عن أبي اسحاق قال: حدثني عبدالرحمن، وإبراهيم بن يوسف ثقة، وتابعهما شريك القاضي وزكريا ابن أبي زائدة وغيرُهما، وتابع أبا إسحاق في الطريق المذكور ليث بن أبي سليم، وبحديثه يستشهد، وكذا استحضار أبي إسحاق لطريق أبي عبيدة وعدوله عنها، بخلاف رواية إسرائيل عنه عن أبي عبيدة، معناه أنه عارف بالطريقين، معناه رواية عبدالرحمن أرجح من رواية أبي عبيدة، ولكن يرد عليه:
قال أحمد: حديث زكريا فيه لينٌ في حديث أبي إسحاق، سمع منه في آخرة.
على أن أبا حاتم وأبا زرعة رجّحا رواية إسرائيل.
أما رواية معمر وعمار عن أبي إسحاق عن علقمة فمنقطعة، لعدم سماع أبي إسحاق من علقمة، وإنْ كان يثبته الحافظ عن الكرابيسي.
وفي متابعة شريك القاضي لزهير كلامٌ، وإن كان هو أوثق من قيس المتابع لإسرائيل، لأن زهيرًا وزائدة سمعا من أبي إسحاق بعد الاختلاط في آخر عمره. وإسرائيل أثبت في جده عن زهير، والأصل هو حديث إسرائيل وحديث زهير، ولما كان الأصل ضعيفًا وهو زهير في أبي إسحاق، فالمتابع لا ينشطه، ولما كان إسرائيل هو أثبت في أبي إسحاق فالمتابع ينشطه، ثم الانقطاع اليسير بعد كون مخرج الحديث معروفًا لا يضرُّ، ولهذا رجح الترمذي رواية إسرائيل، والبخاري رجح رواية زهير بعد الانتقاء والغربلة بمنخل التحقيق، وبعد كثرة المتابعات رجح البخاري حديث زهير، هذا، وأبو عبيدة أثبت من عبدالرحمن في علم أبيه ابن مسعود، على أن العيني أثبت سماعه من أبيه، وأشار الحافظ إليه، وقال ما معناه: لم يقم دليلٌ على عدم سماعه من أبيه من كونه ابن سبع، وإن صرح بعدم السماع.
وهذا التحقيق يدلك على اشتراط البخاري الصحة والصحيح، ولكن بأي معنى من المعنيين لتعريف الصحيح، ولذا اضطرب كلام الحافظ في معنى الصحيح المشترط في الصحيح.
وللعبد الفقير كلام ذوقي في دفع هذا الاضطراب.
اليوم كان درسٌ في الترمذي في هذا المقام، وفي الموازنة بين ترجيح الترمذي وترجيح البخاري.
وأبو عبيدة وإنْ لم يسمعْ من أبيه لكنه مشهورٌ في الرواية عن أبيه، ووصلت إليه علومُ أبيه في كل مجلس، فهو اتصالٌ معنوي، مع كون إسرائيل في أبي إسحاق أثبتَ من زهير، لكونه سمع في آخرة منه فتساوت الكفتان، ولهذا رجَّح الترمذي رواية إسرائيل على رواية زهير بخلاف شيخه شيخ المحدِّثين البخاري، ومثل الترمذي خلفه الرشيد يسعُه الخلاف، وأما غيره فلا. فالأولى ترجيحُ الترمذي لحديث إسرائيل، لاختصاص إسرائيل بحديث جدِّه مطلقًا.
وللحديث بقيةٌ، إنْ كان في العمر بقية.
وكتبه العبد الفقير جيهان الأفغاني ارتجالًا.
***
سيف حنفي!
"من أعجب سقطات بعض المتسلقين على فن التحقيق:
رأيتُ بأم عيني أحد المحققين كتب تعليقًا على حديث أحمد والترمذي من حديث سمرة: "وكان سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم حنفيًّا".
فكتب المحقق...: "قوله: (حنفيًّا) أي نسبة إلى أبي حنيفة النعمان بن ثابت صاحب المذهب الحنفي، توفي سنة (150)".
يعني هو قرأ في ترجمة أبي حنيفة (وهو ينقلها) أنه توفي سنة 150، ومع ذلك نسب سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي حنيفة المتوفى سنة 150!"
الشيخ عبدالرحمن كوكي.
***
خيرة الله تعالى:
ويكتبُ اللهُ خيرًا أنتَ تجهلُـهُ... وظاهرُ الأمرِ حرمانٌ من النِّعـمِ
ولو علمتَ مـرادَ اللهِ من عِـوَضٍ... لقلتَ حمدًا إلـٰهي واسعَ الكرمِ
فسلِّم الأمرَ للرَّحمـٰن وارضَ بـهِ... هو البصيرُ بحالِ العبدِ من ألمِ
أرسلها سيد أحمد نورائي.
***
مقترح بحثي قرآني:
للشيخ عليش كتاب بعنوان: "إيضاح إبداع حكمة الحكيم في بيان بسم الله الرحمن الرحيم"، كان قد طبع سنة (1295)، ويحسن تحقيقه وخدمته ودراسته ونشره.
***
خط الداودي:
قال الأخ الكريم خالد السباعي: "عقود الجمان في علم المعاني والبيان" للسيوطي، منه نسخة ضمن مجموع في خزانة الزاوية الحمزاوية برقم (4/ 736) كتبها تلميذُه الداودي في 9 صفر سنة (903)
قلت: رحم الله الداودي، هو هبة من الله تعالى للسيوطي.
***
ابن فاطمة:
هناك ثلاث رسائل نشرت في جزء واحد، هي: (أيام حياة النبي الكريم) و (نظام التقويم في الإسلام) و (نظام النسئ عند العرب)، اكتفى مؤلفها من اسمه بقوله (ابن فاطمة)؟ فمن ابن فاطمة هذا؟
ابن فاطمة هو الشيخ موسى جار الله (1295 - 1369 هـ = 1878 - 1949 م)
ترجمه الزركلي في «الأعلام» (7/ 320-321) فقال: موسى جار الله، ابن فاطمة، التركستاني القازاني التاتاري، الروستوفدوني الروسي: شيخ إسلام روسيا، قبل الثورة البلشفية وفي إبانها. ولد في (روستوف دون) بروسيا. وتفقه بالعربية وتبحر في علوم الإسلام. ثم كان إمام الجامع الكبير في بتروغراد (لنينغراد) وحج وجاور بمكة ثلاث سنين. وعاد إلى بلاده، فأنشأ مطبعة في (بتروغراد) خدم بها اللغات العربية والفارسية والتترية والتركية والروسية خدمة مفيدة. وكان يحسن هذه اللغات، وإذا تكلم بالعربية فحديثه بالفصحى، أنفة من العامية. ونشر كتابا بالتركية عن علاقة المسلمين بالثورة الروسية، أغضب حكومتها فانتزعت منه المطبعة، وقبض عليه وسجن...».
***
مجلس للحصن الحصين:
عُقد مجلس لقراءة جزء من كتاب "الحصن الحصين من كلام سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم" للإمام ابن الجزري -رحمه الله- على الشيخ محمد تقي العثماني في الدوحة، يوم الأربعاء (14) مِنْ جُمادى الآخرة (1445) = (27 / 12 / 2023م). وللشيخ إسناد عال فيه، فهو يرويه بسماع أكثره من والده، عن أصغر حسين الديوبندي، عن فضل رحمن الكنج مراد آبادي، عن الشاه عبدالعزيز الدهلوي، عن والده شيخ الإسلام وحكيمه الشاه ولي الله الدهلوي. وأخبرني الشيخ الدكتور عبدالعزيز السيد وقد حضر المجلس أنهم حين أرادوا البدء استوقفهم الشيخ وقال: حتى أتوضأ، وقام فتوضأ ثم بدأوا القراءة.
***
منوعات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة