مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


سلسلة السيرة النبوية 🔻الهجرة الثانية إلي الحبشة

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


07/02/2023 القراءات: 503  


سلسلة السيرة النبوية

🔻الهجرة الثانية إلي الحبشة

بلغ خبر سجود قريش وراء النبي صلى الله عليه وسلم إلى مهاجري الحبشة، ولكن في صورة تختلف تمامًا عن صورته الحقيقية، بلغهم أن قريشًا أسلمت، فرجعوا إلى مكة في شوال من نفس السنة، فلما كانوا قريبا من مكة عرفوا حقيقة الأمر فرجع منهم من رجع إلى الحبشة، ولم يدخل أحد منهم إلى مكة إلا مستخفيًا، أو في جوار رجل من قريش‏.‏

ثم اشتد عليهم وعلى المسلمين البلاء والعذاب من قريش، وسطت بهم عشائرهم، فقد كان صعب على قريش ما بلغها عن النجاشي من حسن الجوار، ولم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم بدا من أن يشير على أصحابه بالهجرة إلى الحبشة مرة أخرى‏.

واستعد المسلمون للهجرة مرة أخرى، وعلى نطاق أوسع، ولكن كانت هذه الهجرة الثانية أشق من سابقتها، فقد تيقظت لها قريش وقررت إحباطها، بيد أن المسلمين كانوا أسرع، ويسر الله لهم السفر، فانحازوا إلى نجاشي الحبشة قبل أن يدركوا‏.، وفي هذه المرة هاجر من الرجال اثنين وثمانون رجلًا وثماني عشرة أوتسع عشرة امرأة‏.‏

وكبر على المشركين أن يجد المهاجرون مأمنا لأنفسهم ودينهم ، فأرسلوا عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة يحمﻻن الهدايا إلى النجاشي وبطارقته ،فقابﻻ النجاشي طالبين إليه إعادة من هاجر من المسلمين ، فأرسل النجاشي إلى المسلمين فسألهم عن دينهم

فقال جعفربن أبي طالب رضي الله عنه :
أيها الملك كنا قوما على الشرك ،نعبد اﻷوثان ونأكل الميتة ،ونسئ الجوار ،ونستحل المحارم من سفك الدماء وغيرها ، وﻻنحل شيئا وﻻ نحرمه ،فبعث الله إلينا نبيا من أنفسنا نعرف وفاءه وصدقه وأمانته ،فدعانا إلى أن نعبد الله وحده ﻻشريك له ونصل الرحم ونحسن الجوار ونصلي ونصوم وﻻ نعبد غيره
فقال :هل معك شئ مما جاء به ،وقد دعا أساقفته فأمرهم فنشروا المصاحف حوله
فقال جعغر رضي الله عنه : نعم
فال : هلم فاتل على ما جاء به
فقرأ عليه صدرا من (كهيعص )سورة مريم
فبكى والله النجاشي حتى أخضل لحيته ،وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحغهم
ثم قال : إن هذا الكﻻم ليخرج من المشكاة التى جاء بها موسى انطلقوا راشدين

ولما أخفقت محاولة وفد فريش في استعادتهم ،أثار عمرو بن العاص في اليوم التالي موقف المسلمين من عيسى عليه السﻻم ،فقال للنجاشي :أيها الملك إنهم يقولون في عبسى قوﻻ عظيما
فأرسل النجاشي إليهم فسألهم
فقال له جعفر :نقول هو عبد الله ورسوله وكلمته وروحه ألقاها إلى مريم العذراء البتول
فقال النجاشي :ماعدا عيسى بن مريم مما قلت هذا العود
وأعطى النجاشي اﻷمان للمسلمين فأقاموا مع خير جار في خير دار ،كما قالت السيدة أم سلمة رضي الله عنها
(ابن اسحاق )

ولقد هاجر معظم مهاجرة الحبشة إلى المدبنة بعد استقرار اﻹسﻻم فيها ، وكان أخرهم جعفر بن أبى طالب الذي وصل اإلى المدينة يوم فتح خيبر ، ففرح الرسول صلى الله عليه وسلم بقدومه
وقال : " والله ما أدري بأيهما أفرح ؟ بفتح خيبر أم بقدوم جعفر " صححه الألباني

ولما مات النجاشي صلى عليه رسول الله صلي الله عليه وسلم واستغفر له‏.‏
فقد ثبت في ‏(‏الصحيحين‏)‏ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه‏:‏ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه، وخرج بهم إلى المصلى فصف بهم وكـَّبر أربع تكبيرات‏.‏

عن جابر رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مات النجاشي:
‏ ‏"مات اليوم رجل صالح، فقوموا فصلوا على أخيكم أصحمة‏" البخاري


سلسلة السيرة النبوية 🔻الهجرة الثانية إلي الحبشة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع