مدونة مسعد عامر سيدون المهري


من البركة في العلم وفضله

مسعد عامر سيدون المهري | Musaad Amer Saidoon Almahry


02/12/2022 القراءات: 395  



جعل الله العلم سبيلا إلى معرفته، وجعله فرقانا بين الناس يرفع الله به أقواما ويضع آخرين ، وفضل آدم على الملائكة فعلمه الاسماء كلها، وجعل البركة في العلم والعلماء الربانيين المخلصين لله .
أما بركة العلم فإنها قد لا تبدو في المظاهرات المادية التي يحتفي بها البعض، ولا تتمثل في الشهرة المدوية في الآفاق ، بقدر ما تتجلى في سلوك العالم نفسه ، وسلوك طالب العالم الذي يبحث عن الحقيقة متجردا عن هواه وميوله، متجردا عن عصبياته القبيلية والجهوية والحزبية والطائفية ، طالب العلم هو الذي يقتفي اثار العلماء المخلصين الصادقين الذي جعلوا من المعرفة شعارا يرتدونه ، ودثارا يتقمصونه.
بركة العلم تكمن في نشره لتصحيح الافهام لا للمجادلة وتطلع المناظرة، وغمض الحق واستنقاص الآخرين ، من اروع ما قراءته في الصبا تلك الكلمات الجليلة التي افتتح بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب متن الاصول الثلاثة حيث يقول اعلم رحمك إنه ينبغي على المسلم أن يعلم أربعة أمور العلم والعلم به والدعوة إليه والصبر على الاذاء فيه.
في الواقع أن هذه الكلمات الأربع ما هي إلا منهج من مناهج الانبياء والمرسلين في دعوة اقوامهم إلى الرشاد ونبذ الأوثان والاصنام.. تصحيح مفاهيم العقيدة في القلوب والعقول ، لذا اصطدمت هذه الدعوة بالمصالح والأهواء فهب من هب من أقوامهم لمناهضة دعوات الرسل فاستخدموا من الأساليب المتنوعة التي تصد عن سبيل الله وعن الحق والفضيلة.
إن بركة العلم كلمة عامة لا يمكن في نظري حصرها في قسم معرفي، أو نطاق علمي أو قسم فرعي ، وانما هي شاملة تصل إلى العلوم المختلفة من شرعية ولغوية وأدبية واجتماعية وعلمية وطبية وغيرها .
إذا بذل الباحث جهده في تقصي الحقيقة فإنه بذلك يلتمس بابا من العلم ينير به دربا ويضيء شمعة ويرشد حائرا أو يهدي ضالا فإنه بذلك يقوم بأداء الأمانة التي خولها الله تعالى له .


البركة ، العلم ، التعلم


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع