مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


لا يندم من ردت شفاعته ولا يتأذى على من لم يقبلها

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


06/07/2023 القراءات: 241  


في ترجمة عبد الله بن عثمان عبدان شيخ البخاري أنه قال: ما سألني أحد حاجة إلا قمت له بنفسي، فإن تم وإلا قمت له بمالي، فإن تم وإلا استعنا له بالإخوان، فإن تم وإلا استعنت له بالسلطان.
وينبغي أن لا يندم من ردت شفاعته ولا يتأذى على من لم يقبلها، ويفتح باب العذر وسيد الخلائق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو أعظم حقا وأولى بكل مؤمن من نفسه بإجماع العلماء، وقد روى البخاري عن عكرمة عن ابن عباس قال: «كان زوج بريرة عبدا يقال له: مغيث كأني أنظر إليه يطوف خلفها يبكي ودموعه تسيل على لحيته فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - للعباس: ألا تعجب من حب مغيث بريرة ومن بغض بريرة مغيثا؟ فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم - لو راجعتيه فإنه أبو ولدك قالت: يا رسول الله تأمرني؟ قال لا إنما أشفع قالت: فلا حاجة لي فيه» ، والناس في هذا الأمر ورد شفاعتهم وعدم قبولها متفاوتون جدا، كما هو معلوم من أحوالهم والله أعلم.
قال ابن الجوزي - رحمه الله - كان هارون الرقي قد عاهد الله أن لا يسأله أحد كتاب شفاعة إلا فعل، فجاءه رجل فأخبره أن ابنه قد أسر بالروم وسأله أن يكتب إلى ملك الروم في إطلاقه، فقال له: ويحك ومن أين يعرفني وإذا سأل عني قيل هو مسلم فكيف يقضي حقي؟ فقال له السائل: اذكر العهد مع الله تعالى فكتب له إلى ملك الروم، فلما قرأ الكتاب قال من هذا الذي
قد شفع إلينا؟ قيل: هذا رجل قد عاهد الله لا يسأل كتاب شفاعة إلا كتبه إلى أي من كان. فقال ملك الروم: هذا حقيق بالإسعاف، أطلقوا أسيره واكتبوا جواب كتابه وقولوا له: اكتب بكل حاجة تعرض، فإنا نشفعك فيها. ويأتي الكلام في الكلام والبخل.
وقال الإمام أحمد حدثني الوليد بن مسلم ثنا الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال قال رسول الله: - صلى الله عليه وسلم - «إن لله تعالى أقواما اختصهم بالنعم لمنافع العباد ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها منهم وحولها إلى غيرهم» ذكره الحافظ ابن الأخضر فيمن روى عن أحمد في ترجمة أحمد بن محمد بن نصر اللباد أبي نصر رواه عن أحمد.


لا يندم من ردت شفاعته ولا يتأذى على من لم يقبلها


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع