رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (84)
د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees
07/11/2023 القراءات: 688
إتمام الأعمال:
إذا بدأتَ العمل في مشروع علمي فأقبلْ عليه بكلِّك، واعملْ على إنجازه، ومن الأفضل -بل المحتم- أن لا تفتح مشروعًا آخر حتى تنجز ما بيدك، واحذرْ من تشتيت جهودك هنا وهناك، وإذا اضطرك الأمرُ إلى العمل في مشروع آخر فأغلق الأول حتى وإن لم تكن فرغتَ منه تمامًا، أو لم تكن راضيًا عنه كل الرضى، وضعْ في بالك دائمًا أن يكون ذلك العمل بحيث لو رحلتَ أن يكون بصورةٍ صالحةٍ للطباعة والنشر، ولا تتركْ فيه مواضع غامضة، أو أوراقًا غير مرتبة، أو نقولًا ليست مكتملة، أو إشارات مبهمة، واستعنْ بالله في ذلك كله، واسأله أن لا يضيع لك تعبًا، وأن ينفعك بما عملت.
ويُذكر أن الشيخ نور الدين عتر -رحمه الله- حين كان يعمل في شرح "بلوغ المرام" اعتذر عن دعواتٍ ومشاركاتٍ عدة توفرًا عليه وتوجهًا لإنجازه.
وكان السيوطي يعمل في مشروعات كثيرة، ولهذا نذر لله نذرًا إن وفقه لإنجاز كتابه "الأزهار الغضة على الروضة" فقال وهو يعدد مؤلفاته ومشروعاته: "التعليقةُ الكبرى على «الروضة»، وتُسمَّى: الأزهارَ الغضَّة في حواشي الروضة. كُتب منها إلى الأذان في مجلدٍ. وأودُّ لو تم تأليفُها ولا عليَّ من سائر المصنفاتِ الناقصة، ولله عليَّ نذرٌ إنْ تمتْ على الوجهِ الذي في عزمي فإنها لا يحتاجُ معها إلى غيرِها أصلاً". التحدث بنعمة الله (ص: 136). ولم تتم!
واعملْ في كل الأحوال أن تكون أوراقك وملفاتك مرتبة مهذبة واضحة؛ ليعرف مَن ينظر فيها -إذا اقتضى الأمر- ما أردتَّ وما تريد، فيكون ذلك عونًا له على إتمام عملك أو إخراجه أقرب ما يكون إلى الدقة.
ولا تضع أوراقك وأعمالك في المكتبة، بل اتخذ لها خزانة خاصة تميزها.
وكنتُ كتبت عبارة في ورقة أضعُها أمام نظري: لا تفتح مشروعًا جديدًا أبدًا. أي حتى تنجز ما بيديك.
ومن كلمات محيي الدين ابن عربي: "إن الشيطان ليقنع من الإنسان بأن ينقله من طاعة إلى طاعة ليفسخ عزمه بذلك". مسالك الأبصار (السفر الثامن ص: 335).
فيا أيها الباحثون: هذه نصيحة مخلصة فاعملوا بها، ولا تكثروا المشروعات المفتوحة فإن ذلك يعذبكم ويربككم. والله الموفق لا رب سواه.
***
تتمة "تحفة إسطنبول":
كنتُ قد نشرتُ مقالًا بعنوان "تحفة إسطنبول" أوردتُّ فيه عناوين ما حصلتُ عليه من كتب ومجلات ونشرات في رحلة إسطنبول الثامنة، وفاتني ذكرُ بعضها، واليوم (السبت 20 من ربيع الآخر سنة 1445) تسلمتُ الكتب، فأستدرك الآن ذكر ما فاتني، وهي:
• عين الأعيان لشمس الدين الفناري.
• ماهية علوم الحديث والاتجاهات النقدية المعاصرة للدكتور حمزة البكري.
• السلطة السياسية وحركة رواية الحديث ونقده: دراسة تاريخية في أحاديث فضائل الصحابة للدكتور أحمد صنوبر.
• من النبي صلى الله عليه وسلم إلى البخاري: دراسة في حركة رواية الحديث ونقده في القرون الثلاثة الأولى للدكتور أحمد صنوبر.
• حياة السيد العلامة عبدالرحمن بن مصطفى العيدروس باعلوي الحسيني ومشيخته ومؤلفاته (1135-1192)، يليها رسالة بعنوان: "جملة ما وقع للعبد عبدالرحمن بن مصطفى العيدروس من التآليف"، وقطعة من كتاب "فتح المهيمن القدوس في مناقب السيد عبدالرحمن بن مصطفى العيدروس" لابنه السيد مصطفى (1173-1199). إعداد واعتناء د. محمد أبو بكر باذيب.
***
كتاب في السيرة:
وصل إلي من إسطنبول هدية من المعتني: "عقود الدرر في تلخيص سيرة سيد البشر" تأليف محمد باشا بن عبدالقادر الجزائري الحسني (1256 - 1331)، اعتنى به محمود محمد هلال الشيخ، دار الهلال المنير، الدار الشامية، إسطنبول، ط1 (1443 - 2021).
فأسجل له هنا شكري.
***
من مؤلفات الشيخ الدكتور محمود الزين الحلبي دفين مصر رحمه الله تعالى:
لغة القرآن. مطوية.
لبيك اللهم لبيك. كتيب.
أهمية اللغة العربية في تفسير القرآن والسنة.
سنة الاعتكاف.
من قلب لغتنا العربية.
حوار القرآن مع المخالفين.
مفاتيح فهم الكلام العربي.
أهمية اللغة العربية للمسلم.
***
أثر كلمة:
يقول أحدُهم: كان لي صديق أيّام الشباب؛ فصلينا معًا مرةً، فاقتصر على الفرض؛ ولم يُصلِّ السُّنة، فأنشدتُه بيت المتنبي:
"ولم أَرَ في عُيوبِ الناسِ شيئًا ... كَنَقصِ القادرينَ على التّمامِ"
فلمّا التقيتُ به بعد مدة؛ قال لي: كلما هممتُ بترك السُّنة تذكرتُ بيت صاحبِك؛ فصلّيتُها!
نشرها د. عباس زغنون.
***
زيارة كريمة:
زارني عشية اليوم الاثنين (22) من ربيع الآخر (1445) = (6 / 11 / 2023م). الأخ الكريم الصديق أ. د. يوسف بن خلف العيساوي وبصحبته الشيخ محمد عتيق. وأهدى إلي:
• الزهر اللطيف في مسالك التأليف للشيخ قاسم بن أحمد القيسي الحنفي (ت: 1375)، اعتنى به وقدم له أ. د يوسف خلف العيساوي، دار الفتح، عمّان، ط1 (1442-2021).
• الحديقة الندية في المواضيع التفسيرية للشيخ قاسم بن أحمد القيسي الحنفي (ت: 1375). قدَّم له وضبط نصَّه وعلق عليه أ. د يوسف خلف محل العيساوي، مكتبة الرشد، الرياض، ط1 (1445-2024).
- وحمل الدكتور يوسف -مشكورًا- لي معه مِن د. أسامة الحيّاني:
• قراءة الإمام نافع المدني بالروايتين المشهورتين عنه تصنيف علي بن أبي محمد الواسطي المعروف بالديواني (ت: 743)، دراسة وتحقيق: د. أسامة عبدالوهاب الحيّاني ود. مهدي بن لوناس دهيم، جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، ط1 (1440-2019).
• الاتباع في مسألة الاستماع (في وجوب الاستماع للقرآن العظيم)، ويليه: رسالة في وجوب استماع الخطبة تأليف شيخ الإسلام في الدولة العثمانية العلامة يحيى بن عمر الشهير بمنقار زاده (1018-1-88)، دراسة وتحقيق: د. أسامة عبدالوهاب الحيّاني، أروقة للدراسات والنشر، عمّان، ط1 (1441-2020
• قراءة ابن عامر إمام أهل الشام جمع أبي القاسم أحمد بن جعفر بن أحمد الغافقي المعروف بابن الأبزاري (ت: 569)، تحقيق: د. أسامة عبدالوهاب الحيّاني، جائزة دبي الدولية للقرآن، ط1 (1443-2021).
ووشى الدكتور أسامة هذه الكتب بإهداء يظهر لطفه وحسن ظنه، شكر الله له.
***
أمة في رجل:
لبعضهم:
همةٌ مِنْ رجلٍ في أمةٍ ... جعلته أمةً في رجلِ
***
منوعات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة