مدونة عبدالحكيم الأنيس


سؤال وجواب في الوتس اب (71)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


13/01/2024 القراءات: 464  


السؤال (738):
هل يجوز سماع القرآن بصوت امرأة؟
الجواب:
نعم، إذا كان باحتشام ورصانة وأدب وتوقير.
***
السؤال (739):
شيخنا: مدرسة الوزير ببغداد أين تقع وما المقصود بها؟
الجواب:
هذه مدرسة علمية بناها الوزير ابن هبيرة، تم بناؤها سنة ٥٥٧، ودفن فيها سنة ٥٦٠، وكانت في محلة باب البصرة في الجانب الغربي، وقد دثرت منذ زمن بعيد.
وموقع باب البصرة اليوم كما يقول د. عماد عبدالسلام في كتابه "مدارس بغداد" ص ١٦٣: "يوافق قرية الوشاش في أعلى نهر الخر أو شرقها بقليل".
وكنتُ قصدتُّ مكانها المظنون مفتشًا عنها ولكن دون جدوى. وذكرتُ هذا في رسالة بعنوان: "الوزير ابن هبيرة وخواطره في القرآن".
من النصوص التي ورد فيها ذكر مدرسة الوزير ابن هبيرة هذا النص الجميل:
قال ابن رجب في «ذيل طبقات الحنابلة» (1/ 293):
«نقلتُ من خط الإمام صفي الدين عبدالمؤمن بن عبدالحق البغدادي قال: قرأتُ بخط الإمام أبى أحمد عبدالصمد بن أحمد بن أبي الجيش. قال: حدثني أحمد بن مطيع الباجسرائي قال: كنتُ أجئ من ‌مدرسة ‌الوزير ابن هُبيرة من باب البصرة إلى الشيخ عبدالقادر [الكيلاني]، فجئتُ في بعض الأيام، وهو كأنه ضجران، فانتهرني وقال: قم، فمضيت، فبينا أنا في بعض الطريق أنفذ خلفي، فجئت. فقال: لما حردتُّ عليك، ومشيتَ نمت، فرأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أنت معلم الخير لا تضجر. أنت معلم الخير لا تضجر. أنت معلم الخير لا تضجر - ثلاث مرات - قال: ثم أخذ علي، وأقرأني».
أما جامع الوزير مقابل الآصفية فيقع في مكان المدرسة التتشية. وهذا وزير آخر.
س: تقصدون حسن باشا الوزير. إذن لو أطلقوا مدرسة الوزير يقصدون بها مدرسة جامع الوزير في مقابل الآصفية.
ج: لا بد من معرفة سياق النص وتاريخه، ليُعرف المقصود. وينظر "العقد اللامع بآثار بغداد والمساجد والجوامع" لعبدالحميد عبادة، و"خير الزاد في تاريخ مساجد وجوامع بغداد" لمحمد سعيد الراوي.
***
السؤال (740):
ذكرتم في رسالتكم "الوزير ابن هبيرة الدوري وخواطره في القرآن" أن محلة باب البصرة هي حارة الجعيفر وفي "مدارس بغداد" للأستاذ عماد عبدالسلام أنها حي الوشاش؟
الجواب:
صحيح، اعتمدتُّ في الأول على قول بعض الإخوة المتابعين لموضوع خطط بغداد.
***
السؤال (741):
هل كتاب "الغرر في فضائل سيدنا عمر" المطبوع منسوبًا إلى السيوطي هو له حقًّا؟
الجواب:
لا، ليس للسيوطي، إنما هو لأبي الحسن البكري، وكذلك فضائل الخلفاء الثلاثة الآخرين رضي الله تعالى عنهم.
***
السؤال (742):
شيخنا: وقع في ذهني موضوع معجم لأبناء الصحابة رضي الله عنهم، هل هناك مَنْ ألف فيه؟
الجواب:
ميّزهم الحافظ ابن حجر، قال وهو يشرح خطته في مقدمة كتابه «الإصابة في تمييز الصحابة» (1/ 155- 157):
"رتبتُه على أربعة أقسام في كل حرف منه:
فالقسم الأول: فيمن وردتْ صحبته بطريق الرواية عنه، أو عن غيره، سواء كانت الطريق صحيحة، أو حسنة، أو ضعيفة، أو وقع ذكرُه بما يدل على الصحبة بأي طريق كان.
وقد كنتُ أولًا رتبتُ هذا القسم الواحد على ثلاثة أقسام، ثم بدا لي أنْ أجعله قسمًا واحدًا، وأميّز ذلك في كل ترجمة.
القسم الثاني: مَنْ ذُكر في الصحابة من الأطفال الذين ولدوا في عهد النبي صلّى اللَّه عليه وسلم لبعض الصحابة من النساء والرجال، ممن مات صلّى اللَّه عليه وسلم وهو في دون سن التمييز، إذ ذكرُ أولئك في الصحابة إنما هو على سبيل الإلحاق، لغلبةِ الظنِّ على أنه صلى اللَّه عليه وسلم رآهم لتوفّر دواعي أصحابه على إحضارهم أولادهم عنده عند ولادتهم ليحنّكهم ويسمّيهم ويبرّك عليهم، والأخبارُ بذلك كثيرة شهيرة:
ففي صحيح مسلم من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن النبي صلّى اللَّه عليه وعلى آله وسلم «كان يُؤتى بالصبيان فيبرّك عليهم».
وأخرجه الحاكم في كتاب «الفتن» في "المستدرك" عن عبدالرحمن بن عوف قال: ما كان يولد لأحد مولود إلا أت به النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم فدعا له. الحديث.
وأخرج ابن شاهين في كتاب الصحابة في ترجمة محمد بن طلحة بن عبداللَّه من طريق محمد بن عبدالرحمن مولى أبي طلحة عن ظئر محمد بن طلحة، قال: لما ولد محمد بن طلحة أتيت به النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم ليحنّكه ويدعو له، وكذلك كان يفعل بالصبيان.
لكن أحاديث هؤلاء عنه من قبيل المراسيل عند المحققين من أهل العلم بالحديث، ولذلك أفردتُّهم عن أهل القسم الأول.
القسم الثالث: فيمَن ذُكر في الكتب المذكورة من المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، ولم يرد في خبرٍ قط أنهم اجتمعوا بالنبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، ولا رأوه، سواء أسلموا في حياته أم لا، وهؤلاء ليسوا أصحابه باتفاقٍ من أهل العلم بالحديث، وإنْ كان بعضُهم قد ذكر بعضَهم في كتب معرفة الصحابة فقد أفصحوا بأنهم لم يذكروهم إلا بمقاربتهم لتلك الطبقة، لا أنهم من أهلها.
وممن أفصح بذلك ابنُ عبدالبرّ، وقبله أبو حفص بن شاهين، فاعتذر عن إخراجه ترجمة النجاشي بأنه صدق النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم في حياته وغير ذلك، ولو كان مَنْ هذا سبيله يدخل عنده في الصحابة ما احتاج إلى اعتذار.
وغلط مَنْ جزم في نقله عن ابن عبدالبر بأنه يقول بأنهم صحابة، بل مرادُ ابن عبدالبر بذكرهم واضحٌ في مقدمة كتابه بنحو مما قررناه، وأحاديث هؤلاء عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم مرسلة بالاتفاق بين أهل العلم بالحديث، وقد صرح ابنُ عبدالبر نفسُه بذلك في "التمهيد" وغيره من كتبه.
القسم الرابع: فيمَنْ ذُكر في الكتب المذكورة على سبيل الوهم والغلط، وبيان ذلك البيانَ الظاهرَ الّذي يعوّل عليه على طرائق أهل الحديث، ولم أذكرْ فيه إلا ما كان الوهم فيه بيّنًا. وأما مع احتمال عدم الوهم فلا، إلّا إن كان ذلك الاحتمالُ يغلب على الظنِّ بطلانُه.
وهذا القسم الرابع لا أعلم مَنْ سبقني إليه، ولا مَنْ حام طائرُ فكره عليه، وهو الضالة المطلوبة في هذا الباب الزاهر، وزبدة ما يمخضه من هذا الفن اللبيبُ الماهر".
وقد أطلتُ بنقل هذا كله لأهمية معرفة شرط الحافظ في كتابه هذا.
***


أسئلة وأجوبة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع