مدونة محمد سلامة الغنيمي


التعليم وإعادة الانتاج الثقافي والاجتماعي

محمد سلامة الغنيمي | Mohamed Salama Al_Ghonaimi


03/12/2022 القراءات: 778  


تنتج أغلب المؤسسات التعليمية القائمة نسخ مكررة من المنهاج الدراسي، حيث تعتمد على التلقين في تزويد الطلاب بالمعارف، دونما أدنى اهتمام بالفحص والبحث.
وتصمم المناهج سلفا وبشكل محكم ومغلق كما أرادها المصممون لتعطي في النهاية نفس النتائج التي أرادها المصممون، دونما أدنى اهتمام بمتطلبات التطوير والتجديد المتلازمين لاستمرار الحياة وتجددها.
ويختم على ذلك بامتحان آخر البرنامج الدراسي يَخضع له المتعلم ولا يُخضع له المنهاج بأسئلة مغلقة لا ترى الحقيقة إلا كما يراها مصمموا المنهاج، بالحكم على المعارف بالصواب والخطأ أو الاختيار من متعدد، دونما مناقشة أو تحليل، وتصبح شهادة هذا الامتحان صك على العلم أو الجهل.
وتأتي مخرجات هذه المؤسسات التعليمية عالة على مجتمعاتها؛ لأنها تفقد القدرة على الإبداع والابتكار، ولا يعني هؤلاء الخريجين من هموم مجتمعاتهم سوى القبول في وظيفة في أحد دواوين الدولة وكفى، وإذا لم توفر له الدولة الوظيفة يصب جام غضبه على الدولة مع البكاء والعويل.
كما يتمخض عن هذا الأسلوب في التعليم التعصب والإرهاب بكل أنواعه؛ حيث أن هذا الخريج تعود على حصر الحقيقة في جانب واحد فقط رغم نسبية الحقائق، كما أنه يفتقد القدرة على المناقشة والحوار فيلجأ للعنف والإرهاب لفرض ما يتبناه من أفكار وآراء.
وتصبح مخرجات هذه المؤسسات مستهلكة جيدة وسوق مناسبة لمنتجات الآخرين بعجرها وبجرها وخيرها وشرها، ولا تستطيع هذه المخرجات التعليمية توفير أدنى متطلبات المجتمع من الانتاج المادي أو الفكري، حتى سجادة الصلاة لا يستطيعون إنتاجها.
كما يصبح هذا التعليم من خلال اعتماده الشهادة صك ودليل على التعليم دونما أدنى اعتبار لحال صاحبها- أداة جيدة لإعادة الإنتاج الطبقي في المجتمع، فابن الطبيب يصبح طبيب، وابن المهندس يصبح مهندس... وإن كان هناك حراك اجتماعي لكن لا يكاد يلاحظ.
والنتجة النهائية لهذا التعليم هو المساهمة في إعادة الانتاج الثقافي والاجتماعي، وبالتالي ارتفاع نسبة الفقر والتخلف بين مخرجاته، وإن كان له دور بارز في تقليل الأمية الهجائية إلا أن له الدور ذاته في التسطيح الثقافي والعبء الاقتصادي للمجتمع.
#الغنيمي
#رؤية_لإصلاح_التعليم
#رؤية_للنهوض_الحضاري


تعليم، ثقافة، اجتماع


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع