مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


رَمضْان؛أرواحناظَمأى وفَوقَ أكفِّكَ الرَّيانُ(26)

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


02/04/2023 القراءات: 452  


فصل
وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « عليكم بقيام الليل ، فإنه دأب الصالحين قبلكم ، وهو قربكم من ربكم ومغفرة للسيئات ومنهاة عن الإثم » .
وقال الحسن البصري : كان الأحنف بن قيس يقول : عرضت عملي على عمل أهل الجنة ، فإذا قوم قد باينونا بونا بعيدا ، وإذا قوم لا تبلغ أعمالهم ، كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ، وعرضت عملي على عمل أهل النار ، فإذا قوم لا خير فيهم مكذبون بكتاب الله ولرسل الله ، مكذبون بالبعث بعد الموت ، فقد وجدت من خيرنا منزلة قوما خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا .
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : قال رجل من بني تميم لأبي : يا أبا أسامة صفة لا أجدها فينا ، ذكر الله تعالى قوما فقال : ﴿ كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ﴾ ونحن والله قليلا ما نقوم ، فقال له أبي - رضي الله عنه - : طوبى لمن رقد إذا نعس ، واتقى الله إذا استيقظ .
وقال عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس عنه ، فكنت فيمن انجفل ، فلما رأيت وجهه صلى الله عليه وسلم عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب ، فكان أول ما سمعت منه صلى الله عليه وسلم يقول : « يا أيها الناس أطعموا الطعام ، وصلوا الأرحام ، وأفشوا السلام ، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام » .
اللهم نور قلوبنا بنور الإيمان وثبت محبتك فيها وقوها وألهمنا ذكرك وشكرك وارزقنا حب أوليائك وبغض أعدائك وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين ، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
---
ليلة القدر
فضائلها وعلاماتها
عن ابن عمر - رضي الله عنها - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من كان متحريا فليتحرها ليلة سبع وعشرين - أو قال - : تحروها ليلة سبع وعشرين » . يعني ليلة القدر . رواه أحمد بإسناد صحيح .
وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - : أن رجلا أتى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا نبي الله ، إني شيخ كبير عليل يشق علي القيام فأمرني بليلة لعل الله يوفقني فيها لليلة القدر ، فقال : « عليك بالسابعة » رواه أحمد .
وعن زر بن حبيش قال : سمعت أبي بن كعب يقول : وقيل له إن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - يقول : من قام السنة أصاب ليلة القدر ، فقال أبي : والله الذي لا إله إلا هو إنها لفي رمضان يحلف ما يستثني ، والله إني لأعلم أي ليلة هي ، هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها هي ليلة سبع وعشرين ، وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها لا شعاع لها . رواه أحمد ، ومسلم ، وأبو داود ، والترمذي وصححه .
وروى البخاري عن أبي سعيد - رضي الله عنه – قال : اعتكفنا مع النبي صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط من رمضان ، فخرج صبيحة عشرين فخطبنا وقال : « إني رأيت ليلة القدر ثم أنسيتها أو نسيتها ، فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر ، إني رأيت أني أسجد في ماء وطين فمن كان اعتكف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فليرجع » . فرجعنا وما نرى في السماء قزعة ، فجاءت سحابة فمطرت حتى سال
سقف المسجد وكان من جريد النخل - وأقيمت الصلاة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد في الماء والطين ، حتى رأيت أثر الطين في جبهته .
وعن عبد الله بن أنيس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « رأيت ليلة القدر ثم أنسيتها وإذا بي أسجد صبيحتها في ماء وطين » . قال : فمطرنا في ليلة ثلاث وعشرين فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وانصرف ، وإن أثر الماء والطين على جبهته وأنفه . رواه أحمد ، ومسلم وزاد .
وعن أبي بكرة : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « التمسوها في تسع بقين أو سبع بقين ، أو خمس بقين ، أو ثلاث بقين ، أو آخر ليلة » . قال : وكان أبو بكرة يصلي في العشرين من رمضان صلاته في سائر السنة فإذا دخل العشر اجتهد . رواه أحمد ، والترمذي وصححه .
وعن أبي نضرة عن أبي سعيد في حديث له : أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج على الناس فقال : « يا أيها الناس إنها كانت أبينت لي ليلة القدر ، وإني خرجت لأخبركم بها فجاء رجلان يحتقان معهما الشيطان فنسيتها ، فالتمسوها في العشر الأواخر من رمضان ، التمسوها في التاسعة ، والخامسة ، والسابعة » . قال : قلت يا أبا سعيد : إنكم أعلم بالعدد منا ، فقال ! أجل نحن أحق بذلك منكم ، قال : قلت : ما التاسعة ، والسابعة ، والخامسة ؟ قال : إذا مضت واحدة وعشرون فالتي تليها اثنان وعشرون فهي التاسعة ، فإذا مضت ثلاث وعشرون فالتي تليها السابعة ، فإذا مضت خمس وعشرون فالتي تليها الخامسة . رواه أحمد ، ومسلم .
وعن ابن عباس - رضي الله عنه - : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر في تاسعة تبقى ، في سابعة تبقى ، في خامسة تبقى » . رواه أحمد ، والبخاري ، وأبو داود .
وفي رواية : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « هي في العشر الأخير ، سبع يمضين ، أو تسع يبقين ، يعني ليلة القدر » . رواه البخاري .
وعن ابن عمر - رضي الله عنهما – أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر ، فمن كان متحريا فليتحرها في السبع الأواخر » .
ولمسلم قال : أري رجل أن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « أرى رؤياكم قد تواطأت في العشر الأواخر فاطلبوها في الوتر منها » .
وعن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان » . رواه مسلم ، والبخاري .


رَمضْان؛أرواحناظَمأى وفَوقَ أكفِّكَ الرَّيانُ(26)


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع