مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (164)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


09/03/2024 القراءات: 458  


-هذا نورك:
«عن مجاهد، عن يزيد بن شجرة، قال: ‌كان [يزيد] ‌يُذكِّرنا ويبكي، ويُصدق قولَه فعلُه، يقول: يا أيها الناس إنكم مكتوبون عند الله عز وجل بأسمائكم وسيماكم، ومجالسكم ونجواكم وخلائكم، فإذا كان يوم القيامة قيل: يا فلان ابن فلان هاك نورك، ويا فلان ابن فلان، لا نور لك». «الزهد والرقائق» لابن المبارك (ص: 465)، و«تفسير الطبري» (23/ 110).
***
-تصحيحات في "الدر المنتظم":
-جاء في ديوان "الدر المنتظم" (ص: 30)، و"صوت الهزار" (ص: 22) وكلاهما لأبي الهدى الصيادي، جاء منسوبًا إلى السيد أحمد الرفاعي
ولستُ أبالي مِنْ زماني بريبةٍ ... إذا كنتُ عند الله غيرَ مريبِ
وكذلك جاء في "المنتحل" لعبدالملك الثعالبي (ت: ٤٢٩)، طبعة المطبعة التجارية، بالإسكندرية سنة (1319-1901).
والصواب:
ولستُ أبالي مَنْ رَماني...
-وجاء فيه -أي "الدر المنتظم"- أيضًا (ص: 199):
خل البكاء أعيني واصبري فعسى ... يأتيك نصرًا إذا ما استيأس الرسلُ
والصواب: خلي. نصرٌ.
-وجاء فيه (ص: 238):
حيرتَ يا ريم النداما ... ذابوا للتفتك اصطلاما
والصواب: الندامى. ذابوا لِـلفْـتَـتِـكَ.
وقد ذَكَرَ الصيادي هذا اللفظ في بيت آخر فقال (ص: 240):
والريم يلفتُه الدلالُ فيلتوي ... ولقد عرفتَ تلفتَ الآرام.
-وجاء فيه (ص: 257):
أبكي وأضحكُ عاتبًا متفكرًا ... ويكلُّ في تفسير زين لساني.
والصواب: في تفسير ذين.
***
-كلمة محرفة:
جاء في كتاب "صوت الهزار وزيق العذار" لأبي الهدى الصيادي (ص: 5): "قال بعضُ أعاظم أولي الفهوم:
دع الناس طرًّا واصرف الود عنهمُ ... إذا ‌كنتَ ‌في ‌أخلاقهم لا تسامحُ
ولا تبغ مِنْ دهرٍ تظاهر (زيفه) ... صفاء بنيه فالطباع جوامحُ
وشيئان معدومان في الأرض: درهمٌ ... حلالٌ وخلٌّ في الحقيقة ناصحُ"
كذا جاء هنا في البيت الثاني: زيفه. والصواب: رَنْقه.
وجاء في «مرآة الجنان وعبرة اليقظان» (3/ 64) [نسخة المكتبة الشاملة]: «بظاهر ريقة»!
وجاء في «فيض القدير» (2/ 71): «تكاثف زيغه»!
وكلُّ ذلك خطأ. والرنقُ: الكدرُ، ويقابله: "صفاء بنيه".
***
-تخميس أبيات الشريف الرضي في الشعور بالآخرين:
خمس الشيخ الدكتور ربيع حسن كوكة تلك الأبيات فقال:
نهرٌ من الخير يُنقي الهمَّ والكَمَدا ... يجري بصدريَ يعطي للرضا مددا
من بعد ما شَهِدَ الهُلّاكَ والسُّعَدا ... (ما سَرَّني أنّني أحوي الغِنى وبدا
في كفِ جاريَ إعسارٌ وإقتارُ)
يا نفس لستِ عن الحُسنى بباحثةٍ ... ولا إلى الخير والعليا بباعثةٍ
إن كان لي مِنعةٌ في كلٍ كارثةٍ ... (وأنَّ لي نُصرةً مِنْ كلِّ حادثةٍ
وما له مِنْ صروفِ الدهر نصارُ)
لقد حملتُ إلى أياميَ الخطرا ... إن عِشتُ عمريَ أرعى غفلةً بطرا
إن كان جاريَ لم أعرِف لهُ خبرا ... (وأنني بالغٌ مِنْ عيشتي وطرًا
وليس تُقضى له ما عاش أوطارُ)
يا نفسُ إن رُمتِ أن تحيي الحياة على ... نهجِ الصّلاحِ إلى أن تَحضُري الأجلا
كوني مع الخيرِ دومًا واهجري الزللا ... (لا باركَ اللهُ في وادي اللئامِ ولا
سالتْ به عند جدبِ العامِ أمطارُ)
***
-مراسلة شعرية:
قال الأستاذ المستشار محمد علي الحافظ:
(أهديكَ معَ تحيَّتي محبَّتي:
أُجِيبُ لِصاحبي إنِّي مُحِبٌّ ... وحُبُّكَ في فُؤادِي لِلمماتِ
فإنْ لَمْ أسْتَطِعْ تَقْدِيمَ عَوْنٍ ... ألا يَكْفي دُعائي يا حَياتي
أجابني الدكتورُ الشيخُ عبدُالحكيمِ الأنيس:
جَزاكَ اللهُ خَيْرًا يا مُحِبًّا ... يُريدُ لِصَحْبِهِ أحلى حياة
يُقَدِّمُ حُبَّهُ الصَّافي ويَدْعُو ... ويُكْرِمُهُمْ بِأنْواعِ الهِباتِ
أُجيبُهُ:
سَأشْكُرُ ما حَيِيْتُ حَكِيمَ قَوْمٍ ... تَجَمَّلَ بالكَريمِ مِنَ الصِّفاتِ
فَأخْلاقُ الكرامِ رأيتُ فيها ... أَنيسًا مُؤْنِسًا في النَّائِباتِ
مُحِبُّكُمْ: محمد علي حافظ).
***
-القدوم على الكريم:
نشر في وسائل التواصل الاجتماعي: "قيلَ لأبي العلاء ‌ المعري وهو على فراش الموت: تُبْ إلى الله، فقد أفرطْتَ وفرَّطْت! ‏فقال:
قدِمتُ على الكريمِ بغير زادٍ ... من التّقوى ولا قلبٍ سليمِ
‏وحَملُ الزّادِ أقبحُ كلِّ عيبٍ ... إذا كان القُدومُ على كريمِ".
قلت: هكذا نشر، وليس البيتان لأبي العلاء المعري، فقد جاء في «الوافي بالوفيات» (7/ 137)، في ترجمة (ابن المقرئ الحاجب):
"أحمد بن علي بن المقرئ الحاجب، البغداذي، ظريف لطيف. قال محب الدين ابن النجار: سمع شيئًا من الحديث، ولم تكن طريقته محمودة ولا أفعاله حسنة، وكان كثير المخالطة لأهل العبث والفساد حتى جرَّه ذلك إلى حَينه [سنة 603] على حالٍ نعوذ بالله منها. وأورد له". وذكر هذين البيتين:
قدمتُ على الكريم بغير زاد … من الأعمال بل قلب سليمِ
وسوءُ الظن أن يُعتد زاد … إذا كان القدومُ على كريمِ
وانظر «نفح الطيب من غصن الاندلس الرطيب» (4/ 319).
***
-كلمة ليست لابن الجوزي:
‏نشر في وسائل التواصل ما يلي:
"قال ابن الجوزي رحمه الله: العاقلُ الذَّكي مَن لا يُدقِّق في كل صغيرة وكبيرة مع أهله وأحبابه وأصحابه وجيرانه. تهذيب الكمال (19/ 370)".
وليست الكلمة لابن الجوزي، وليستْ في "تهذيب الكمال"!
***
-حكمة:
قال الأستاذ خالد السباعي: "من حكم الإمام الحافظ السيد محمد عبدالحي الكتاني الفاسي (ت: 1382)، كتبها بخطه على أحد كتب خزانته العامرة هذه الحكمة البليغة: الاحتلال ابن الاختلال، في المناصب والرجال، وعدم تطبيق الأقوال على الأعمال".
***
-مطارحة:
قلت مطارحًا الأخ الدكتور وليد فائق الحسيني السامرائي:
ما خاطرٌ في النفس قد مرّا ... إلا أثار بقلبيَ الجمرا
يا رب أكرمني بزورتها ... يا رب أكرمني بسامرا
نلقى بها الأصحاب في خير ... وترفُّ في أجوائنا البشرى
-فقال:
آمين يا رباه في عجلٍ ... بزيارةٍ تطفي لنا الجمرا
نحظى بوصل هل عساه لنا ... بعد التناسي يُرجع الذكرى
دار الصبا مهما نأتْ بعدًا ... ترتاحُ فيها الأنفس الحيرى
الاثنين (23) مِنْ شعبان (1445) = (4/ 3/ 2024م).
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع