مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


هل يجب دخول الحمام عند كل صلاة ؟

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


12/08/2023 القراءات: 317  


هل يجب دخول الحمام عند كل صلاة ؟

الاستنجاء لا يجب لكل صلاة بل ولا يندب، وإنما يشرع من البول أو الغائط.

تنبيه :هناك البعض يظن أن الاستنجاء لا يكون إلا من البراز، أما البول فلا يستنجون منه بل ينصرف الواحد منهم بدون أن يتطهر فهذا سبب للعقوبة وعذاب القبر، فقد ثبت في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال : ( إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أما أحدهما فكان لا يستبرأ من البول، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة. ) فبين رسول الله عليه الصلاة والسلام أن هذين الرجلين يعذبان في قبورهما بسببين: السبب الأول عدم الاستبراء من البول وهو ينطبق على حال هؤلاء.

فأوجه النصيحة إلى هؤلاء الإخوان أن يتقوا الله عز وجل وأن يستبرأوا من البول ويستنجوا بعده بالماء أو بالمناديل الورقية خاصة في الحمامات في بلاد الغرب .

حكم أصحاب الأعذار :

أصحاب الاعذار ثلاثة :

1- المريض بسلس البول (وهو فقدان القدرة على التحكم في البول لا إراديا مع أي مجهود مفاجئ مثل الضحك والسعال والكحة والحركة و العطس .) الذي يعاني الكثير من المسنين منه .

2- مرض انفلات الريح .

3- النزيف عند النساء وهو ما يعرف عند الفقهاء بالاستحاضة .

كل واحد من هؤلاء يتوضأ بعد دخول الوقت ويصلي بذلك الفرائض والنوافل، أما صلاة الجمعة فيتوضأ قبل دخول الخطيب .
وذلك لما في الصحيحين عن عائشة قالت : جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إني امرأة أستحاض فلا أطهر أفأدع الصلاة ؟

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا ، إنما ذلك عرق وليس بحيض ، فإذا أقبلت حيضتك فدعي الصلاة وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم ثم صلي ، ثم توضئي لكل صلاة حتى يجيء ذلك الوقت . رواه البخاري ومسلم

و هذا الحكم متعلق باستمرار الحدث ، وخروج الخارج ، لكن لو قُدر أن صاحب السلس توضأ ، ثم لم يخرج منه شيء حتى دخل وقت الصلاة الأخرى ، لم يلزمه الوضوء ، وهو على وضوئه الأول .

علاج الوســــواس في الطهارة :
أولا : خير علاج للوسوسة هو الإعراض عنها ، وعدم الالتفات إليها ، وألا يهتم الإنسان بما يلقيه الشيطان في نفسه من الشك في طهارته أو صلاته ، مع الإكثار من دعاء الله تعالى وسؤاله العافية ، والاستعانة به في قهر الشيطان . والعلماء يوصون بعدم الالتفات للوسواس ، والإعراض عنه ، ومخالفة ما يدعوك إليه، والبعد عن المعاصي والمخالفات التي هي سبب تسلط إبليس على بني آدم ، قال الله تعالى: ( إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ) النحل/ 99
قال زين العابدين يوما لابنه يا بني اتخذ لي ثوبا ألبسه عند قضاء الحاجة فإني رأيت الذباب يسقط على الشيء ثم يقع على الثوب ثم انتبه فقال ما كان للنبي وأصحابه إلا ثوب واحد فتركه .
ثم التحلي بالإرادة القوية، لأن الإرادة القوية لها أثر بعون من الله وهذا ما يُوصي به في علم النفس والدراسات النفسية .

قال ابن تيمية : (والبول كاللبن في الضرع إن تركته قر وإن حلبته در.)

وسئل الحسن البصري عن الوسواس في البول فقال :الهُ عنه فأعاد السؤال فقال :لا أم لك أتستدره !!!الهُ عنه .

وقال الشيخ الشعراوي : الشيطان لن يأتيك إلا وأنت على صواب فهو في هذه الحالة ليشكك في صحة ما أنت عليه.

10 – أن لا يستنجي بيمينه تنزيها لها عن مباشرة الأقذار:

لحديث عبد الرحمن بن زيد قال : ( قيل لسلمان : قد علمكم نبيكم كل شئ حتى الخراءة!!

فقال سلمان : أجل نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو ببول ، أو نستنجي باليمين ، أو يستنجي أحدنا بأقل من ثلاثة أحجار ، وأن لا يستنجي برجيع أو بعظم ) رواه مسلم وأبو داود والترمذي .
وهذا نهي تنزيه .

الخراءة : البراز ، الرجيع : النجس

عن حفصة رضي الله عنها ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجعل يمينه لأكله وشربه وثيابه وأخذه وعطائه ، وشماله لما سوى ذلك ) رواه أحمد

11- فإذا خرج فليقدم رجله اليمنى ثم ليقل غفرانك:

(غُفْرَانك) غُفْرَان: مصدر غَفَر ، وغُفْرَاناً، كشَكَرَ شُكْرَاناً، فقوله غُفْرَانك: مصدر منصوب بفعل محذوف تقديره: أسألك غفرانك.
والمغفرة هي سَتْر الذَّنب والتَّجاوز عنه، لأنَّها مأخوذة من المِغْفَرِ، وفي المغفر سَتْر ووقاية، وليس سَتْراً فقط، فمعنى: اغفر لي؛ أي: استُرْ ذنوبي، وتجاوز عَنِّي حتى أسَلَمَ من عقوبتها، ومن الفضيحة بها.

ومناسبة قوله : (غُفْرَانك» هنا:
أن الإنسان لما تخفَّف من أذيَّة الجسم تذكَّر أذيَّةَ الإِثم؛ فدعا الله أن يخفِّف عنه أذيَّة الإثم كما مَنَّ عليه بتخفيف أذيَّة الجسم، وهذا معنى مناسب من باب تذكُّر الشيء بالشيء،

قال ابن القيم في إغاثة اللهفان : أنه تذكر ثقل الخارج وأذاه فهو يسأل ربه أن يخفف عنه ثقل الذنوب ويخففها عنه، وقيل : إنه استغفر من تقصيره في شكر نعمة الله تعالى التي أنعمها عليه فأطعمه ثم سهل له خروج الأذى فرأى أن شكره قليلا فتداركه بالاستغفار .

وقال بعض العلماء: إِنه يسأل الله غُفْرانَه، لأنه انحبس عن ذكره في مكان الخلاء، فيسأل الله المغفرة له ذلك الوقت الذي لم يذكر الله فيه.
قال ابن عثيمين :وفي هذا نظر: لأنه انحبس عن ذكر الله بأمر الله، وإِذا كان كذلك فلم يعرِّض نفسه للعقوبة، بل عرَّضها للمثوبة؛ ولهذا الحائض لا تُصلِّي، ولا تصوم، ولا يُسَنُّ لها إِذا طَهُرت أن تستغفر الله بتركها الصَّلاة والصَّوم أيام الحيض. ولم يقله أحد، ولم يأتِ فيه سُنَّة.

وروي من طرق ضعيفة انه صلى الله عليه وسلم كان يقول : ( الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني ) ، وقوله : ( الحمد لله الذي أذاقني لذته ، وأبقى في قوته ، وأذهب عني أذاه ) .


هل يجب دخول الحمام عند كل صلاة ؟


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع